ولي عهد إسبانيا وقرينته يزوران الرباط الخميس لافتتاح معهد ثيربانتيس

وكيل الخارجية المغربية: علاقاتنا متميزة.. وهناك حوار سياسي منتظم ومتواصل > موراتينوس يتباحث مع الفاسي الفهري عشية رئاسة مدريد للاتحاد الأوروبي

المقر الجديد لمعهد ثيربانتيس الذي سيفتتحه ولي العهد الاسباني وقرينته بعد غد («الشرق الأوسط»)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي، أمير أستورياس، وقرينته الأميرة ليتيثيا، سيفتتحان يوم الخميس المقبل المقر الجديد لمعهد ثيربانتيس بالرباط.وسيرافق ولي عهد إسبانيا وقرينته خلال حفل الافتتاح مديرة معاهد ثيربانتيس في العالم، كارمن كافاريل، ووزيرا خارجية المغرب وإسبانيا ميغيل انخل موراتينوس، والطيب الفاسي الفهري.

وقالت مصادر إسبانية ومغربية متطابقة، إن موراتينوس سيجري الخميس المقبل مباحثات مع نظيره المغربي، ستتناول مختلف القضايا، بما فيها الرئاسة المقبلة لإسبانيا للاتحاد الأوروبي، ومستجدات الوضع في منطقة المغرب العربي، ونزاع الصحراء، إضافة إلى ملفات التعاون الثنائي. وكانت آخر زيارة قام بها موراتينوس للمغرب جرت في بداية أغسطس (آب) الماضي حينما زار مدينة أصيلة المغربية للمشاركة في إحدى ندوات موسمها الثقافي الدولي الواحد والثلاثين، التي ناقشت موضوع «التعاون العربي ـ الأفريقي الايبيرو لاتينو ـ أميركي: الحكومات والمجتمع المدني».

وتأتي زيارة ولي عهد إسبانيا وقرينته، والوزير موراتينوس للرباط، في وقت عاد فيه الدفء إلى العلاقات المغربية ـ الإسبانية.

وفي سياق ذلك، وصف السفير يوسف العمراني، وكيل وزارة الخارجية المغربية لـ«الشرق الأوسط»، العلاقات بين الرباط ومدريد بأنها «علاقات متميزة»، وقال إن هناك حوارا سياسيا منتظما ومتواصلا بين وزيري خارجية البلدين. وأشار العمراني إلى رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي التي ستبدأ في أول يناير (كانون الثاني) المقبل، بموازاة مع دخول اتفاقية لشبونة حيز التنفيذ، وهي الاتفاقية التي ستخلق تغييرا مهما في سياسة الاتحاد الأوروبي.

وقال العمراني، إن المغرب يعول كثيرا على رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي، لا سيما بخصوص إعطاء دفعة قوية للوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، كما يأمل أن تلعب مدريد دورا كبيرا في تشجيع آليات الاتحاد من أجل المتوسط، خاصة تلك المتعلقة بالمشاريع.

وأشار العمراني إلى أن المقاربة المغربية مع الاتحاد الأوروبي هي مقاربة برغماتية وطموحة، ذلك أن المغرب يريد إدماج مواضيع جديدة في إطار هذه الشراكة. وقال إن الرباط تريد إكمال ما لم يتحقق من المشاريع التي تم اعتمادها في خطة العمل المتضمنة في سياسة الجوار الأوروبي. وأبلغ العمراني «الشرق الأوسط» أن اجتماعا لمجلس التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب سيلتئم يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في بروكسل، في ظل الرئاسة السويدية للاتحاد، وذلك لبحث آفاق الوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوروبي، على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني، والتفكير في آليات جديدة لتفعيل هذه الشراكة. وفي سياق ذلك، يتوقع المراقبون أن تعطي رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي دفعة قوية للعلاقات مع دول الجوار الجنوبي بما فيها المغرب. يذكر أن موراتينوس أعلن في بداية أغسطس (آب) الماضي أن بلاده تعمل من أجل انعقاد قمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في إحدى المدن المغربية خلال الأشهر الستة الأولى من العام المقبل، حينما تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد. وكان موراتينوس عبر عن الأمنية نفسها مباشرة بعد التوقيع في بروكسل، على اتفاق «الوضع المتقدم» الذي منحه الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، بل إن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، كان متحمسا ومبتهجا لدرجة أنه وصف الحدث آنذاك بـ«الخبر السار».

وإذا التأمت هذه القمة ستكون المرة الأولى التي يخصص فيها الاتحاد الأوروبي قمة لدولة في الضفة الجنوبية للمتوسط، وذلك بسبب العلاقات المتينة بين الرباط وبروكسل، التي توجت بمنح المغرب وضعا متقدما في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، زيادة على الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي مضت الرباط قدما فيها منذ تولي الملك محمد السادس، حكم البلاد صيف 1999، وأيضا لاندماج المغرب في الفضاء الاقتصادي الأوروبي. وأعادت الزيارة المرتقبة لولي عهد إسبانيا للرباط إلى الأذهان الزيارة التي قام بها لمدينة مراكش في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، رفقة قرينته والوزير موراتينوس لافتتاح معهد ثيربانتيس في مدينة النخيل. ذلك أنه بمجرد انتهاء زيارته لمراكش، أعلن المغرب عن استدعاء سفيره في مدريد، عمر عزيمان للتشاور مدة غير محددة، احتجاجا على الزيارة التي قام بها ملك إسبانيا خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من لدن إسبانيا في شمال المغرب، يومي 5 و6 نوفمبر 2007.

يذكر أيضا أن موراتينوس علم انذاك باستدعاء الرباط للسفير المغربي في بلده، وهو في طريقه من مراكش إلى مدينة الصويرة (جنوب) لحضور فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية.

الى ذلك، يقع مقر معهد ثيربانتيس، الذي بدأ أنشطته سنة 1992، في بناية توجد في زنقة مدنين في وسط الرباط، وتم توسيع فروعه عبر إضافة بناية كانت في السابق مقرا للسفارة الإسبانية، وذلك بهدف الاستجابة للإقبال المتزايد على دروس اللغة الإسبانية.

وبفضل هذه الإصلاحات تبلغ مساحة المعهد اليوم 2.170 متر مربع موزعة على ثلاثة أدوار وقبو. ويضم 15 قاعة تعليمية، وقاعة متعددة الوسائط، ومكتبة موسعة، وقاعة عروض، وقاعة مؤتمرات تتسع لأكثر من مائة شخص، وتتوفر على مقصورات للترجمة الفورية.

ووفق برنامج الافتتاح، الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» من السفارة الإسبانية بالرباط، سيصل الأمير فيليبي وقرينته إلى مقر المعهد بالرباط في الساعة الخامسة مساء. وسيقومان في قاعة العروض بمصافحة الكاتبة المغربية، فاطمة المرنيسي، الحاصلة على جائزة أمير أستورياس للآداب سنة 2003. كما سيقومان بتحية الرسام الإسباني دييغو مويا، صاحب معرض «جيغابايت من حجر»، الذي يتم عرضه حاليا بمعهد ثيربانتيس بالرباط. وسيبدأ حفل الافتتاح بمداخلة تلقيها، مديرة معاهد ثيربانتيس في العالم، كارمين كافاريل، ومداخلتين لوزيري خارجية البلدين، موراتينوس، والفاسي الفهري، على أن تكون الكلمة الختامية للأمير فيليبي.

وسيقوم أميرا أستورياس بعد ذلك بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ثم سيتوهان إلى إحدى القاعات التعليمية لحضور درس في الإسبانية عبر برنامج «AVE» (القسم الافتراضي للإسبانية). وسيتم بذلك تقديم عرض حول تطبيق التكنولوجيات الحديثة على تعليم اللغة الإسبانية.

وفي الآخر سيوقع أميرا أستورياس على الكتاب الذهبي للمكتبة الذي يحمل اسم بينيتو بيريث غالدوس.