مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط»: القوات السعودية ضاعفت خسائر المتسللين

أكد تراجع عملياتهم ولجوءهم إلى تكتيك «المباغتة»

أحد عناصر الشرطة العسكرية يطل مع مدقعه الرشاش من خلف ساتر حديدي حيث يحرس مخيما لإيواء النازحين في جازان (تصوير: خضر الزهراني)
TT

أكد مصدر عسكري سعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن المتسللين يتبعون نهجا محددا في هجماتهم المتكررة ضد القوات السعودية المنتشرة في الشريط الحدودي مع اليمن، موضحا أن هؤلاء المتسللين يلجأون إلى تهدئة هجماتهم أغلب فترات اليوم قبل أن يشنوا هجمات مباغتة على المواقع العسكرية.

وأشار المصدر العسكري إلى أن هذا النهج دفع القوات السعودية المرابطة في المنطقة الحدودية إلى المزيد من الحيطة والحذر لإحباط هذه الهجمات المباغتة، سواء العشوائية منها أو المنظمة، بعد أن أصبحت التكتيكات المتبعة في تنفيذها مكشوفة للقادة العسكريين السعوديين.

وأوضح المصدر أن الوضع العام للمواجهات مع المتسللين يشهد تراجعا ملحوظا في عدد الهجمات التي يشنونها عبر قصف مواقع القوات السعودية، أو مهاجمتها بالرشاشات ثقيلة العيار، وفي المقابل تواصل الوحدات العسكرية المتمركزة في المنطقة قصف المواقع والبؤر التي يستخدمها المتسللون لشن هجماتهم. وقال المصدر العسكري: «إن القوات السعودية استعانت بطائرات الـ(F ـ 15)، ومروحيات الـ(أباتشي)، والمدفعية الثقيلة في قصف المواقع التابعة للمتسللين المنتمين إلى حركة التمرد الحوثي».

وأضاف: «إن عددا من المتسللين شنوا هجوما أمس وأول من أمس على مواقع عسكرية، إلا أن القوات السعودية صدت هذا الهجوم». موضحا أن عمليات التمشيط المتواصلة أسهمت في سقوط عدد من المتسللين أسرى في قبضة القوات المسلحة. ونوه المصدر بتضاعف خسائر المتمردين الحوثيين بسبب عمليات القصف التي استهدفت مواقع سعودية، مشيرا إلى أن تلك العمليات ساعدت القوات السعودية في تحديد مواقعهم وقصفها.

من جهة أخرى، تفقد فيصل بن معمر، نائب وزير التربية والتعليم السعودي، أمس، الاثنين، مخيم الإيواء في أحد المسارحة، للاطلاع على كل الإجراءات التي تم تنفيذها بعد صدور التوجيهات بإخلاء سكان القرى الحدودية حفاظا على سلامتهم، وتسخير كل الإمكانيات التي تشرف عليها الوزارة لتنسجم مع ما تقدمه قطاعات الدولة المعنية في منطقة جازان.

والتقى نائب الوزير بعدد من الطلاب والمعلمين الذين أخليت مدارسهم، في مدرسة قزع الابتدائية، واطمأن على أوضاعهم، وأكد لهم أن التوجيهات العليا الصادرة تشدد على ضرورة تلبية احتياجاتهم كافة.

وكان الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم السعودي، وجه اللجنة العليا الإدارية في وزارة التربية والتعليم، التي يترأسها نائب وزير التربية والتعليم، باتخاذ كل الإجراءات التي تسهم في استقرار الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وذويهم، حيث تم إقرار تنفيذ ما يزيد على 30 مدرسة متنقلة مجهزة بكل الاحتياجات كمواقع بديلة للمدارس التي تم إخلاؤها.

وشملت الإجراءات توفير سيارات النقل للطلاب والطالبات لنقلهم من وإلى مواقع الإيواء التي جهزتها قطاعات الدولة المعنية، ودعم مشروع النقل في إدارة التربية والتعليم بما يزيد على ثلاثة ملايين ريال، كما صدرت توجيهات وزير التربية والتعليم بقبول كل الطلاب والطالبات الذين تم إخلاؤهم مع ذويهم في جميع مناطق ومحافظات المملكة.

وفي المخيم نفسه، أكد حمزة عمر قناعي، مدير المديرية العامة للمياه في منطقة جازان، على تذليل كل الصعاب لتوفير أفضل الخدمات للمواطن والمقيم، وأوضح أن المديرية العامة للمياه في منطقة جازان تقدم خدماتها للنازحين في مركز إيواء أحد المسارحة بتوفير جميع الوسائل الممكنة والمتاحة، من خلال عمليتي التشغيل والصيانة، وإنشاء شبكات مياه مصغرة في الموقع، وتوفير خزانات للمياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وتذليل كل الصعاب لتوفير المياه في كامل الموقع وأيضا من جهة إدارة السقيا. وأشار إلى أن المديرية توفر 15 ألف عبوة مبردة سعة 750 ملليمترا يوميا للموقع، إضافة إلى توفير 30 صهريج سقيا سعة 12 طن، توجد بالموقع على مدار اليوم، بما يضمن توفير المياه لأهالي مركز الإيواء وبالكميات التي تلبي احتياجاتهم.