«القاعدة» تروج للجهاد من داخل السجون البريطانية

أبو قتادة وأبو حمزة وأبو ضحى أبواق الحركة الأصولية من خلف القضبان

أبو قتادة
TT

كشف تقرير نشر في بريطانيا النقاب عن أن عدداً من سجناء تنظيم القاعدة يديرون عمليات التنظيم وأنشطته من داخل السجون البريطانية، وأن نحو 100 معتقل في تلك السجون مرتبطون بـ«القاعدة»، وأن عدداً من قادتهم هم من أخطر السجناء، وأنهم تحت المراقبة الدقيقة والمشددة.

كما تحدث التقرير الذي أعدته مؤسسة «كويليام» للدراسات والأبحاث المختصة بمكافحة التطرف وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أول من أمس حول سوء إدارة السجون البريطانية عموماً، وإدارات شؤون المعتقلين من المتهمين بعضوية «القاعدة»، وقال إن خطر قادة «القاعدة» الموجودين في السجون البريطانية يروجون للعمليات من داخل تلك السجون، على الرغم من الحراسة المشددة، عبر تهريب الفتاوى على الإنترنت وتجنيد النزلاء. من جهته قال جيمس براندون واضع التقرير وهو اختطف واحتجز في العراق عام 2004. وهو احد موظفي مؤسسة «كويليام» في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن التقرير استغرق إعداده نحو 10 شهور. ويدير ماجد نواز المسؤول الدولي السابق عن التجنيد بجماعة «حزب التحرير» الإسلامية الذي انشق عن التنظيم الأصولي بعد قضائه أربع سنوات في سجون مصر بتهمة الانتماء للحزب، اليوم مؤسسة «كويليام», وأجريت الدراسة الجديدة بتمويل من وزارة الداخلية البريطانية مطولا, وكان نواز صرح لـ«الشرق الأوسط» أنه من الضروري التصدي لأفكار الأصوليين وإظهار عدم انسجامهم مع الإسلام التعددي المتسامح. ولم يتسن الاتصال به أمس لوجوده خارج بريطانيا. وقالت الدراسة إن أبو قتادة، الذي تصفه الاستخبارات البريطانية الداخلية بأنه الذراع اليمنى لأسامة بن لادن في أوروبا تمكن من إصدار فتاوى على الانترنت من سجن «لونغ لارتن» في مقاطعة ورشسترشاير، تدعو إلى الجهاد وقتل المعتدلين المسلمين. أما أبوضحى الذي يعتقد بأنه مسؤول التجنيد لـ«القاعدة» في أوروبا، فتلقى دورات لرعاية النزلاء في سجن لونغ لارتن ، بينما يلقي أبو حمزة المعتقل منذ عام 2006 خطباً نارية على النزلاء من زنزانته في بلمارش المحصن.

ويضيف التقرير الذي وضعه جيمس براندون، الذي اختطف واحتجز في العراق عام 2004 لـ«الشرق الأوسط» «إن رشيد رمدة الجزائري المتهم في الهجوم على مترو باريس، كان يؤمّ النزلاء في صلاة الجمعة في السجن ذاته قبل ترحيله إلى فرنسا، وأن أبا قتادة وعادل عبد المجيد عبد الباري زعيم جناح بريطانيا في تنظيم الجهاد المصري على حد قول التقرير, المطلوب ترحيله إلى أميركا بزعم تورطه في تفجير السفارتين, تمكنا من تهريب فتاوى أصولية من السجن. ويقول واضع التقرير براندون إن المتطرفين المسلمين يديرون خلايا وحلقات في السجون التي ينزلون فيها، وإذا لم يتم التعامل سريعاً وبحكمة بالغة فإن هناك خطراً من أن تتحول سجون بريطانيا إلى جامعات للإرهاب وأضاف التقرير «أن أبو قتادة وعبد الباري من بين نحو 100 إرهابي إسلامي في سجون المملكة المتحدة، ويُحتجز القسم الأكبر منهم في سجون يُفترض أنها تتمتع بإجراءات أمنية مشددة، مثل بلمارش وفرانكلاند وودهيل، بعد إدانتهم بتهم التحريض على شن هجمات إرهابية تودي بحياة المئات من المدنيين». وأشار التقرير إلى «أن المتطرفين الإسلاميين يديرون حلقات حول مصلحة السجون، التي غالباً ما تبدو جاهلة بطبيعة التهديد الذي يمثله التطرف»، محذراً من «تحول السجون البريطانية إلى جامعات للإرهاب إذا لم تتم معالجة هذا الوضع».

وتقدر مصادر عدد المعتقلين المسلمين في السجون البريطانية بـ100 موزعين على عدد من السجون، بينما يقول أبو حمزة ورفاقه إن عددهم يزيد على 10 آلاف سجين، وهو ما يعادل 21? من مجمل عدد المعتقلين في بريطانيا، بينما تقول السلطات البريطانية إنهم لم يتوقفوا عن نشاطهم التحريضي، على الرغم من إيداعهم السجون وغرف العزل الانفرادي أحياناً. وفي وقت سابق من هذا العام أشار مسؤولو جهاز «إم آي -5» إلى أن تهديد جماعات متطرفة مثل «القاعدة» قد تراجع بشكل ملحوظ، لكن التقرير يوضح أن هؤلاء السجناء يستغلون فترة وجودهم في السجن لتعزيز تطرفهم. وتؤيد وزيرة الأمن في حكومة الظل، البارونة نيفيل جونز هذا الرأي، وتقول إن المعتقلات التي ينزل فيها هؤلاء «تحولت إلى حاضنات للإرهاب والتطرف لن يتخرج نزلاؤها منها قبل عام 2015.« ومن هؤلاء السجناء مجرم سابق له سجله الخطير من الجرائم، يُدعى مختار سعيد إبراهيم، الذي تنقل بين مساجد لندن قبل التحاقه بمعسكرات تدريب في أفغانستان، ثم عاد إلى بريطانيا ليشارك في تفجيرات لندن في 12 يوليو (تموز)2005 وخلال عامي 2007-2008 قام اثنان من نزلاء سجن فرانكلاند، هما ديرين باروت زعيم مؤامرة مهاجمة لندن بالقنبلة القذرة وعمر خيام قائد عملية مفترضة لتفجير ملاهي المدينة ومراكز التسوق فيها بأعمال عنف وانتقام ضد نزلاء آخرين، وفي مواجهة انتقادات متزايدة حول سوء ممارسات إدارات السجون شكل المدير العام لمصلحة السجون البريطانية لجاناً فرعية لدراسة تلك الانتقادات، وشكل قبل عامين وحدة خاصة للتصدي للتطرف والحد من نشاط من يروجون للتشدد.

* أبرز القادة السجناء

* أبو قتادة :يصفه جهاز الاستخبارات العامة الداخلي البريطاني «إم آي -5» بالذراع اليمنى لأسامة بن لادن في أوروبا، وأصدر فتوى من سجن لونغ لارتن تدعو إلى إعلان حرب مقدّسة، وقتل المعتدلين من المسلمين.

* الدكتور أبو ضحى : اسمه بالكامل عمار مخليلوف، تردد أنه مسؤول التجنيد في تنظيم القاعدة في أوروبا، وتلقى دروساً في سجن بلمارش لمراقبة نزلاء آخرين. وكنيته «الدكتور»، ويعد العقل المدبر وراء مؤامرة تفجير مطار لوس انجليس عام 2000 التي عرفت باسم مؤامرة «الألفية»، وهو على ذمة الترحيل من بريطانيا إلى الولايات المتحدة .

* أبو حمزة : اسمه مصطفى كامل مصري الأصل يقبع في سجن بريطاني لإدانته بحث أتباعه على قتل غير المسلمين أمس, تم اعتقاله عام 2006 ألقى خطباً دينية ملتهبة على نزلاء سجنه في بلمارش.

* رشيد رمدة: تردد أنه زعيم مؤامرة تفجير مترو باريس، رحل إلى فرنسا من سجن بيل مارش شديد الحراسة .

* ديرين باروت: زعيم مؤامرة مهاجمة لندن بـ«القنبلة القذرة.«