البطريرك الماروني: الحكومة اللبنانية تتواصل مع سورية.. وكل اتصال خارجها له تفسيرات متعددة

TT

قال البطريرك الماروني، نصر الله صفير، إن «تأليف الحكومة بعد أكثر من أربعة أشهر هو أمر جيد. وهي جاءت تمثل جميع الفئات السياسية في البلد»، ثم أضاف أن «الأمور تستقيم عندما تكون هناك موالاة ومعارضة، فالموالاة تقود البلد والمعارضة تعارض، وهذا قائم في جميع البلدان. وعادة تجتمع الحكومة بموالاة ومعارضة للأمور المهمة جدا، أو عندما تكون هناك حرب، فيتناسى الجميع كل ما هو سوى الحرب، ويجمعون أمرهم لإنقاذ بلادهم من الحروب. ولكن الآن الأمر كما تعلمون، ونحن مع بلد تقوم فيه موالاة ومعارضة، وهذا غير متوافر الآن، وإذا شاءوا أن يكونوا معا فعليهم أن يجربوا الأمر».

كلام صفير جاء خلال لقائه أمس وفدا من نقابة الصحافة بحضور رئيسها ملحم كرم. وقد اعتبر في اللقاء أن زيارة رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، لدمشق تصب في ضرورة أن «يكون للبنان علاقات طيبة مع كل الناس، وخصوصا مع الأقربين». إلا أنه نفى أي اتصال له بالقيادة السورية، وقال: «الحكومة هي التي تتولى الاتصال، وكل اتصال خارج الحكومة تكون له تفسيرات متعددة». وعن استعداده لتلبية دعوة لزيارة سورية قال: «لقد ذهبنا إلى سورية مرارا، ولكن الزيارة غير واردة في الوقت الحاضر، إذ لا يمكن الفصل بين زيارة راعوية وسياسية».

أما عن الحملة إسرائيلية التي شنت ضد مشاركة حزب الله في الحكومة، فقال صفير: «إسرائيل تحتج على كل شيء في لبنان وغيره، ولكن حزب الله معروف بأنه حزب مسلح وله غايات وأغراض يحاول تنفيذها، وله موقف من إسرائيل تبناه جميع اللبنانيين».

وعن إمكان انسحاب التوافق الحكومي على الساحة المسيحية، قال: «نأمل أن يجري ذلك، ولكن لبنان في موقع يتجاذبه الكثير من التيارات التي ليست لبنانية فحسب، وإنما لبنانية وخارجية. وهذا ما ينعكس على لبنان، فيحرمه ما يطمح إليه من استقرار دائم».

وجدد صفير رفضه المطلق لكل ما يتردد عن احتمال توطين الفلسطينيين في لبنان، وقال: «هذا كلام واضح، ولبنان بالكاد يتسع لأبنائه، وهناك لبنانيون كثيرون هاجروا، وهذا أمر لا يطمئن، وبالكاد تكفي أرض لبنان اللبنانيين. الذين جاءوا وتوطنوا هنا يجب أن تنظر الحكومات الدولية في شأنهم وأن توجد لهم أرضا، إن لم تكن أرضهم الأصلية لكي يقيموا فيها. إن لبنان بلد صغير ولا يمكنه أن يتسع لهذا العدد من الذين أتوا إليه من الخارج».

وتناول صفير في حديثه خطر المخدرات على الشباب في لبنان. كما انتقد موجة السرقات التي تهدد الاستقرار الأمني. وقال: «هذا أمر مستغرب ولم يحدث سابقا. وكان الأمن مستتبا ولم تكن هناك سرقة سيارات، لذلك ندعو الحكومة إلى حزم أمرها والعمل على مطاردة هؤلاء الناس لكي يعيشوا هم وسواهم من المواطنين بكرامة وأمن وطمأنينة إلى أن هناك دولة ترعى شؤونهم وتحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم».