عائلات المخطوفين الأميركيين تكثف جهودها لكسب التأييد المعنوي لإطلاقهم

مصيرهم غير معلوم وواشنطن لم تبلغ رسميا باتهامهم بالتجسس بعد

TT

بعد أكثر من مائة يوم، منذ اعتقال ثلاثة مواطنين أميركيين على الحدود الإيرانية ـ العراقية، ما زال مصيرهم غامضا. وبينما تقول واشنطن إنهم مارة دخلوا إيران خطأ، وجهت إيران إليهم تهمة التجسس لكنهم لم يمثلوا أمام القضاء بعد.

وبعد حيرة على مدار 3 أشهر، تكثف عائلات المخطوفين شين باور، وسارة شرود، وجوش فاتال، من جهودها لكسب التأييد الإعلامي والشعبي لتأمين إطلاقهم. وتحت عنوان «أطلقوا المسافرين» ـ في إشارة إلى أن الثلاثة كانوا يقومون برحلة مشي في إقليم كردستان العراقي عندما دخلوا إيران، أطلقت عائلات الثلاثة موقعا إلكترونيا يطالب المؤيدين بإرسال رسائل دعم معنوية للمختطفين. وفي بيان لإحياء ذكرى اليوم الـ100 لاعتقال باور، وعمره 27 عاما، وشرود وعمرها 31 عاما، وفاتال وعمره 27 عاما، أصدرت العائلات بيانا قالت فيه والدة سارة شرود: «سارة وشين وجوش يعاملون بطريقة جيدة ويبدون في صحة جسدية جيدة، ولكننا نزداد قلقا حول وضعهم النفسي». وقد تم تأكيد اعتقال الثلاثة في سجن «افين» في زنزانات انفرادية، بالإضافة إلى منع الزيارات إلا النادرة إليهم. وشرحت شرود: «أطفالنا مقطوعون من العالم الخارجي في زنزانتهم ومن النادر يتواصلون مع بعضهم بعضا». وتخشى العائلات من فرض السلطات الإيرانية عقوبة قاسية على الثلاثة، علما أن تهمة التجسس قد تؤدي إلى حكم الإعدام وعادة تصدر فيها أحكام لمدة سنوات سجن عدة. وقد قام دبلوماسيون سويسريون بزيارة المعتقلين مرتين منذ احتجازهم في 31 يوليو (تموز) الماضي. وكانت الزيارة الأخيرة يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكن منذ ذلك الوقت لم تحصل اتصالات مع المحتجزين وقالت مسؤولة في الخارجية الأميركية، إن السلطات الأميركية لم تحصل على تأكيد رسمي بأن تهمة التجسس قد وجهت للمعتقلين الثلاثة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» «ما زلنا نبحث عن معلومات حول وضع قضيتهم». وأضافت: «نحن نعتقد بشدة أنه لا توجد أدلة تدعم أي تهم، نحن نجدد مطالبتنا بالنيابة عن الشباب الثلاثة وعائلاتهم كي تطلقهم الحكومة الإيرانية فورا». وأكد مسؤولون أميركيون أنهم يعملون كل ما في وسعهم لإطلاق المحتجزين الثلاثة، بما في ذلك «في اللقاءات المباشرة»، في إشارة إلى لقاء وكيل وزير الخارجية ويليام برنز، مع مسؤولين إيرانيين في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويحمل الموقع الإلكتروني لعائلات المحتجزين رسائل باللغتين الفارسية والإنجليزية للتعبير عن دعمهم، بينما وقع 4160 مؤيد عريضة تطالب بإطلاقهم. وتقول العريضة «نحن نسأل باحترام حكومة جمهورية إيران الإسلامية بإطلاق شين باور وسارة شرود وجوش فاتال من الاعتقال بأسرع وقت ممكن لإعادتهم إلى عائلاتهم»، ضمن لهجة حذرة وشديدة الاحترام تتبعها عائلات الثلاثة من أجل الحرص على سلامة أبنائها وعدم إثارة حساسيات سياسية قد تؤدي إلى تأزم القضية بشكل أكثر.