الحكيم من عمان: شيعة العراق معتزون بعروبتهم.. ومشكلتنا منهجية لا طائفية

رئيس المجلس الأعلى أشار إلى «تدخلات إقليمية».. والذهبي يقترح مد أنبوب نفط

TT

أكد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، على «عروبة» الطائفة الشيعية في العراق، ودعا إلى تخطّي الظروف الراهنة التي تمر بها بلاده، مشيرا إلى وجود «تدخلات إقليمية من أطراف عدة في الشأن الداخلي للعراق».

وجاءت تصريحات الحكيم أمس في عمان التي وصلها مساء أول من أمس ضمن جولة عربية تشمل عددا من الدول العربية.

وأوضح الحكيم، الذي قابل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين الأردنيين وعلى رأسهم نادر الذهبي رئيس الوزراء، أن العراق يتطلع إلى تعزيز علاقاته مع العرب، مؤكدا «ضرورة العمل معا ضمن مصلحة مشتركة خاصة».

وأكد الحكيم على «عروبة الطائفة الشيعية في العراق واعتزازها بهويتها العربية»، مبينا أن «هذا نهج وسلوك وتاريخ لها»، منوها بأن الأردن يتفهم هذا الأمر أكثر من غيره وأن المشكلة في العراق هي مشكلة مناهج لا مذاهب.

وقال الحكيم إن «هناك ظرفا داخليا واضحا في العراق علينا أن نتخطاه على الرغم من انعكاس التدخلات الإقليمية من عدة أطراف على الأوضاع في العراق».

وفي ما يتعلق بالانتخابات القادمة في العراق، أعرب الحكيم خلال لقائه مع الذهبي، عن أمله بأن تسهم الانتخابات في تقريب المكونات السياسية بعضها من بعض، منوها بأن «الشعارات المرفوعة حاليا في غالبها وطنية ونادرا ما تجد ائتلافا من لون واحد وهذا يعتبر في حد ذاته تقدما»، مؤكدا أن دول المنطقة معنية بالبناء على هذا التقدم الإيجابي والإسهام في إنجاح هذه الانتخابات.

ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 18 يناير (كانون الثاني) المقبل، وشكّل الحكيم الائتلاف الوطني العراقي لخوض تلك الانتخابات، وانضم إلى الائتلاف التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، وكذلك إبراهيم الجعفري رئيس تيار الإصلاح ورئيس الوزراء العراقي السابق.

وجدد العاهل الأردني للحكيم موقف بلاده بالوقوف إلى جانب العراق لتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها، ودعمه للجهود المستهدفة استعادة العراق أمنه واستقراره، بحيث ينعم جميع العراقيين بالأمن والسلام والاستقرار في وطنهم.

وجرى خلال اللقاء، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني، بحث العلاقات الأردنية العراقية وآليات تطويرها في جميع المجالات.

وثمّن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي مواقف الأردن الداعم للعراق وشعبه، والخطوات التي اتخذها لتسهيل إجراءات دخول المواطنين العراقيين إلى المملكة وإقامتهم فيها، بحسب البيان.

على صعيد متصل، أكدت مصادر عراقية وأردنية متطابقة أن الحكيم أوضح للمسؤولين الأردنيين موقفه تجاه الكيانات والتحالفات القائمة على الأرض العراقية التي تستعد لخوض الانتخابات النيابية، مشيرة إلى أن الحكيم يحاول تأكيد انفتاحه على الدول العربية وبخاصة دول الخليج والجوار، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني إن الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة تمثل محطة هامة على صعيد تعزيز العملية السياسية في العراق.

وأكد الذهبي خلال لقائه الحكيم والوفد المرافق له أهمية مشاركة أطياف الشعب العراقي كافة في الانتخابات، مشيرا إلى أن إنجاحها يجسد إرادة ووحدة الشعب العراقي وقدرته على التغلب على مختلف التحديات.

وقال الذهبي إن بلاده ستستمر في مساعدة العراقيين لتجاوز المحنة التي يمرون بها بما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى العراق. وجدد الذهبي موقف بلاده الداعم لاستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة بين أبنائه ليتمكن من استعادة دوره الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأوضح رئيس الوزراء أن الأردن بذل جهودا كبيرة لتحسين علاقات العراق مع محيطه العربي مؤكدا في هذا الصدد أن استقرار العراق وبناء مستقبل امن للشعب العراقي هو ضرورة لاستقرار المنطقة بأكملها.

وأعاد رئيس الوزراء الأردني التأكيد على سياسة الأردن بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وفي نفس الوقت فإن الأردن لن يسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونه الداخلية.

ووصف الذهبي مستوى التبادل التجاري بين الأردن والعراق بأنه في أحسن حالاته، مبينا أن الأردن يتطلع إلى مد أنبوب نفط من العراق إلى الأردن ضمن خطة استراتيجية تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن الذهبي قوله إن «الأردن يتطلع إلى مد أنبوب نفط من العراق إلى الأردن ضمن خطة استراتيجية تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية».

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإن المملكة تأمل في أن يؤدي هذا الأنبوب إلى زيادة كميات النفط العراقي المصدر إليها.

وحاليا تقوم 500 شاحنة صهريج عراقية بنقل النفط من مصفاة بيجي (250 كلم شمال بغداد) إلى الحدود الأردنية، قاطعة مسافة 750 كلم حيث تقوم بتفريغه هناك لتقوم بعدها 200 شاحنة صهريج أردنية بنقل النفط إلى مصفاة الزرقاء (23 كلم شمال عمان) قاطعة مسافة 300 كلم.

وتشكل كمية النفط المستوردة حاليا من العراق والتي تبلغ 10 آلاف برميل يوميا 10% من احتياجات المملكة الأردنية التي تقدر بمائة ألف برميل يوميا يتم استيراد معظمها من السعودية. ووقّع البلدان في 11 أغسطس (آب) 2006 اتفاقا نفطيا تم تمديده في 12 يونيو (حزيران) 2008 لثلاث سنوات، يزود العراق بموجبه المملكة بكميات من النفط تصل إلى 30 ألف برميل يوميا بأسعار تفضيلية.