مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي يقتلون 13 شخصا بينهم عناصر صحوة

الحزب الإسلامي يتحدث عن خروقات.. وقوات الأمن تعتبره «نزاعا عشائريا» > انفجار سيارة ملغومة بكركوك ومقتل 6

TT

قتل مسلحون يرتدون ملابس الجيش العراقي فجر أمس، 13 شخصا انخرطوا في قوات الصحوة لمحاربة «القاعدة» والتنظيمات المتشددة في ضواحي بغداد الغربية، بحسب مصدر في إحدى العشائر.

وقال محمد الزوبعي، من منطقة العناز الواقعة بين الفلوجة وأبو غريب، إن «مسلحين يرتدون زي الجيش اقتحموا أحد المنازل في المنطقة فجرا، وقتلوا ستة أشخاص قبل أن يستولوا على شاحنات كانت في المكان». وأوضح أن «القتلى وهم أقارب ينتمون إلى عشيرة الزوبع». وأضاف أن «المسلحين توجهوا على متن الشاحنات إلى منزل الشيخ عطا الله الشكر بدعوى تفتيشه، وقاموا باقتياد ثلاثة من أولاده وأربعة من أبناء عمه وأعدموهم خارج المنزل، قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة». وتابع أن «قوة أميركية تطوق مكان الحادث حاليا»، حسبما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وعائلة الشكر وهي إحدى أفخاذ عشيرة الزوبع المنتشرة في المنطقة، كانت بين أوائل المنضمين إلى صفوف قوات الصحوة لمحاربة «القاعدة» بعد مقتل اثنين من أبناء الشيخ عطا الله عام 2007. وأكد عدد من سكان المنطقة أن «عائلة الشكر ألحقت بالمتطرفين خسائر جسيمة، ولذلك طالما حاولوا الانتقام منهم». وأكد الزوبعي وجود «اثنين من ضباط الشرطة» بين القتلى السبعة.

وبدأ تحالف مكون من عشائر العرب السنة في محافظة الأنبار، بدعم من الأميركيين في منتصف سبتمبر (أيلول) 2006 حربا ضد «القاعدة» والتنظميات المتطرفة التي تدور في فلكها وتمكن العام التالي من طردها باتجاه مناطق أخرى.

إلى ذلك، أكدت قيادة عمليات بغداد في بيان «تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في الحادث، الذي أسفر عن مقتل 13 مواطنا». وأضافت أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع بسبب نزاع عشائري».

وبحسب تقرير لوكالة «رويترز» فإن أحد القتلى منتسب للحزب الإسلامي العراقي، وهو أكبر الأحزاب السنية في البلاد. وكانت أعمال العنف التي فجرها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 قد تراجعت خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، لكن هجمات المسلحين كعمليات إطلاق النار والخطف ما زالت مستمرة.

ومن جانبه، طالب الحزب الإسلامي العراقي رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب بالتدخل العاجل والفوري لوقف المجزرة.

ودعا الحزب الإسلامي، في بيان، إلى وضع «حد للخروقات الأمنية وتساهل القوات المشرفة على المنطقة ومحاسبة المقصرين وحماية أرواح الأبرياء قبل أن تفوت الفرصة». وقال إن «اليد التي قامت بهذه الممارسات الإجرامية إنما تهدف إلى إعادة الاضطراب وعدم الاستقرار إلى المنطقة ومحاولة إلحاق أكبر أذى ممكن بأهاليها». وقال البيان إن عدد الضحايا 15 شخصا.

وأضاف الحزب الإسلامي في البيان الذي نقلته وكالة «الأنباء الألمانية» أن «المجزرة الوحشية تعيد إلى الأذهان جرائم سنوات الانفلات الأمني قامت قوة ترتدي ملابس الجيش العراقي وتستقل سيارات مدنية باختطاف 15 شخصا وكلهم أقارب من قبيلة زوبع من بيوتهم في منطقة النعيمية التابعة لقضاء أبي غريب وإعدامهم بوحشية في مقبرة السيد محمد، القريبة من المنطقة ولا تزال المنطقة إلى وقت إصدار هذا التصريح مقفلة وتجري فيها اعتقالات عشوائية».

وأوضح البيان أن «الحزب الإسلامي وهو يدين بشدة هذه الجريمة النكراء فإنه يرى فيها مؤشرا خطيرا ينذر بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل، وتمثل انتقاما من مجموعة كانت لها الدور الفاعل في إعادة استقرار المنطقة».

وذكرت مصادر طبية عراقية أن «من بين القتلى خمسة مقطوعي الرأس وصلت جثثهم جميعا إلى إحدى المستشفيات في المنطقة». وتحاصر قوات من الجيش والشرطة العراقية المنطقة منعا لوقوع أعمال عنف.

إلى ذلك، أعلن مصدر في الشرطة مقتل عراقيين اثنين وإصابة أميركي في حادث سير على أحد الطرق الرئيسية شمال العاصمة بغداد.

وقال العميد سرحد قادر إن «سيارة مدنية عراقية اصطدمت بسيارة ذات دفع رباعي تعود لإحدى الشركات الأمنية الأميركية على الطريق الرئيسي بين مدينتي كركوك وأربيل قرب مدينة التون كوبري (290 كلم شمال بغداد) ما أسفر عن مقتل عراقيين اثنين وإصابة عنصر أمني أميركي بجروح».

وفي تطور لاحق أمس، أعلنت الشرطة العراقية مقتل ستة أشخاص في انفجار سيارة مفخخة عصرا في مدينة كركوك، متعددة القوميات شمال بغداد.

وقال العقيد في الشرطة سلام زنكنة، إن «ستة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون بجروح، في انفجار سيارة مفخخة». وقال شهود عيان، إن السيارة انفجرت وسط خان التمور في قلب المدينة القديمة، ما أسفر عن أضرار جسيمة في المحلات التجارية وواجهات المباني.