بابا الفاتيكان: الطمع والمضاربات سبب الجوع والفقر.. والقذافي يأسف لغياب الأغنياء

المؤتمرون في قمة روما أقروا زيادة المساعدات الزراعية للدول الفقيرة دون تحديد جدول زمني لذلك

TT

وافق زعماء العالم ومسؤولو الحكومات في قمة الأمم المتحدة لمكافحة الجوع بالعاصمة الإيطالية روما أمس، على زيادة المساعدات الزراعية إلى الدول الفقيرة، بيد أنهم لم يحددوا هدفا أو جدولا زمنيا لعمل ذلك، وفق ما ذكرته وكالات أنباء عالمية. ولم يذكر الإعلان النهائي الذي تم إقراره في اليوم الأول من القمة أي مقترحات لزيادة المساعدات إلى 44 مليار دولار سنويا، كما تطلب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).

وأكد المشاركون على ضرورة «القضاء على الجوع في العالم» لكن المهلة التي حددت لذلك وهي سنة 2025 ألغيت من المشروع الأصلي. بيد أنهم شددوا على «ضرورة خفض معدل وعدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، إلى النصف، بحلول 2015».

ولم تكشف أي أرقام حول الاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج الزراعي، خصوصا المبلغ السنوي للزارعة المقدر بـ44 مليار دولار الذي اعتبر المدير العام للفاو جاك ضيوف أنه ضروري.

ونص البيان الختامي فقط على «عكس نزعة خفض التمويل الوطني والدولي المخصص للقطاع الزراعي والأمن الغذائي وتنمية الأرياف في الدول النامية».

وفي سياق ذلك، أعرب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، عن أسفه لعدم مشاركة «الأغنياء» في قمة روما. ونقلت وكالة الجماهيرية للأنباء الليبية، عن القذافي قوله: «يؤسفني جدا أن الأغنياء لم يحضروا هذا المؤتمر، وهذه رسالة واضحة جدا بأنهم قرروا عدم المساهمة في حل مشكلة الأمن الغذائي العالمي». وأضاف القذافي أمام نحو 60 من رؤساء الدول والحكومات الذين يحضرون المؤتمر، الذي يستمر مدة ثلاثة أيام: «في هذه اللحظات التي نتحدث فيها الآن يموت العديد من الأطفال، وللأسف فإن هذا يحصل في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث وعلى رأسهم أفريقيا التي أتحدث الآن باسمها كرئيس للاتحاد الأفريقي وآسيا ثم أميركا اللاتينية».

وتعجب الزعيم الليبي كيف أن «هذا المؤتمر هو بقصد جمع الإمكانيات والمعونات والسياسات لمساعدة الفقراء» بينما «الذين تغيبوا عن هذا المؤتمر هم الأغنياء، مما يدل على أنهم لا يريدون المساهمة في هذا البرنامج».

من جانبه، حث بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر الدول الغنية على بذل المزيد من الجهد للقضاء على ظاهرة الجوع، مشددا على أن الطمع والمضاربات، وليس زيادة عدد السكان، هي الأسباب الرئيسية للجوع والفقر. حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وأشار إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن «الأرض قادرة على إنتاج غذاء يكفي جميع البشر».

وأوضح البابا أن انتفاء علاقة السبب والنتيجة بين الجوع وزيادة عدد السكان يثبت من خلال «التدمير البائس للغذاء لجني أرباح اقتصادية»، في إشارة إلى ما تقوم بعض الدول أو القطاعات الزراعية، غالبا في الدول المتقدمة، من التخلص من فائض محاصيلهم للحفاظ على ارتفاع الأسعار.

وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، قد افتتح في وقت سابق القمة بتذكير شديد بمحنة الجوع في العالم، وتحذير من أن الوضع سيزداد سوءا ما لم يتم التصدي لتغير المناخ الضار. وقال « اليوم سوف يموت أكثر من 17 ألف طفل جوعا. طفل كل 5 ثوان أي 6 ملايين طفل في السنة». وأكد كي مون في كلمته على ضرورة زيادة إنتاج العالم من الغذاء بنسبة 70% بحلول عام 2050 عندما يصل عدد سكان العالم إلى 9 مليارات شخص.كما شدد على الصلة بين الأمن الغذائي، وتغير المناخ قبل المؤتمر الدولي للبيئة المقرر في كوبنهاجن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل عندما يسعى قادة العالم لصياغة اتفاق جديد لكبح ارتفاع درجة حرارة الكون.وقال محذرا: « إذا ما ذابت الصخور الجليدية في منطقة جبال الهيمالايا، فإنها ستؤثر على معيشة وحياة 300 مليون من البشر في الصين وحوالي المليار من البشر في جميع أنحاء آسيا».

إلى ذلك، قالت شبكة السياسات الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها، والتي تلقي باللوم على القيود التجارية في التسبب في سوء التغذية «المسببات الحقيقية للجوع وانعدام الأمن الغذائي ليست في جدول الأعمال أو مسودة الإعلان النهائي».