قراصنة صوماليون يخطفون سفينة مواد كيميائية ويفرجون عن إسبانية بعد دفع 4 ملايين دولار

الاتحاد الأوروبي يتطلع لتدريب الجيش الصومالي

TT

أكدت قوة اتالانت البحرية للاتحاد الأوروبي أمس، أن قراصنة صوماليين خطفوا الاثنين سفينة شحن مواد كيميائية قرب جزر السيشل، وعلى متنها 28 بحارا من كوريا الشمالية.

وأوضحت اتالانت في بيان من مقرها العام أن قراصنة هاجموا سفينة ثيريسا الثامنة القادرة على شحن 22 ألف طن من المواد الكيميائية، ترفع علم جزر العذراء ويملكها رجل أعمال مقره في سنغافورة، على بعد 180 ميلا شمال غربي السيشل.

وتكثفت أعمال القرصنة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) عقب موسم الأمطار لا سيما بين السواحل الصومالية وأرخبيل السيشل. وقد أفاد مصدر بحري قبل ذلك بقليل أن السفينة هوجمت شمال غربي جزيرة الدبرا في السيشل والواقعة على بعد 1100 كلم جنوب غرب ماهي كبرى مدن الأرخبيل على بعد 400 كلم من سواحل مدغشقر. وأفاد المصدر أن سفينة شحن المواد الكيميائية كانت متوجهة صباح الثلاثاء إلى الصومال.

وأوضح أنه «ليس هناك الكثير من بوارج اتالانت في المحيط الهندي في الوقت الراهن، بينما كثرت الهجمات شمال قناة الموزمبيق». وأمام انتشار البوارج الحربية الأجنبية المكثف في خليج عدن باتت معظم هجمات القراصنة تستهدف السفن في المحيط الهادي.

وأعلن الأميرال بيتر هادسن قائد عملية اتالانت الاثنين أن «القراصنة أصبحوا أكثر دهاء وهم يوسعون نطاق عملياتهم».

ودعا الضابط البريطاني كافة أصحاب السفن لتسجيل سفنهم التي تعبر المنطقة الخطيرة قبالة الصومال لدى مركز الأمن البحري الذي أقامه الاتحاد الأوروبي في مقر اتالانت العام. وقال إن ثلث سفن الشحن على الأقل لا تتخذ هذا الإجراء الاحترازي.

وفي نفس الوقت، دفعت فدية قيمتها أربعة ملايين دولار للإفراج عن سفينة صيد التونة الإسبانية «الاكرانا» التي خطفت مع أفراد طاقمها الـ 36، وفق ما أعلن مسؤول عن مجموعة القراصنة التي خطفت السفينة في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤكدا قرب الإفراج عن السفينة. وقال سعيد عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي من قرية هاراديري الساحلية الصومالية «تم دفع أربعة ملايين (دولار) للإفراج عن السفينة الإسبانية ونحن على وشك إخلاء سبيلها». وأضاف «تقنيا السفينة أصبحت حرة. ونحن بصدد التأكيد من النقود»، موضحا أن قيمة الفدية «تمت الموافقة عليها بالإجماع بيننا».

واعترضت السفينة الإسبانية في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على بعد أكثر من 300 ميل بحري (550 كلم) من السواحل الصومالية، بحسب الشركة المالكة اشيباستار فليت ومقرها في بيرميو (بلاد الباسك الإسبانية). وطاقم السفينة مكون من 36 فردا هم 16 إسبانيا وأربعة غانيين و8 إندونيسيين واثنين من ساحل العاج وملغاشيان اثنان وثلاثة سنغاليين وواحد من السيشل، بحسب مجهز السفينة.

ومن جهة أخرى، ذكر دبلوماسيون بارزون بالاتحاد الأوروبي أمس أن الاتحاد يأمل في إطلاق بعثة تدريب بهدف مساعدة القوات المسلحة الصومالية على محاربة المتمردين بحلول نهاية العام الحالي. وكانت الصومال قد طلبت العون الدولي في تدريب حوالي ستة آلاف جندي. وبدأت فرنسا وجيبوتي بالفعل في إرسال بعثتيهما التدريبيتين اللتين من المتوقع أن يكون لديهما القدرة على تدريب زهاء أربعة آلاف جندي.

وطبقا للخطط التي تجري مناقشتها حاليا من قبل وزراء خارجية ودفاع الاتحاد في بروكسل سيتم إرسال ما بين 80 و200 مدرب من جيوش الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد إلى أوغندا لتدريب حوالي ألف إلى ألفين جندي صومالي، بحيث يكون في وسعهم بعد ذلك الدفاع عن حكومتهم الانتقالية الهشة بالبلاد ضد المتمردين المسلحين.

وقال كارل بيلدت وزير الخارجية السويدي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد «نحن الآن نقطع خطوة واحدة وأتوقع اتخاذنا لقرار نهائي قبل انتهاء العام الحالي». وأضاف بيلدت «لدينا حكومة ضعيفة وهشة تواجه مصاعب جمة في تعزيز الوضع. وإذا كان هناك شيء في مقدورنا أن نفعله من أجل تعزيز موقفها فيجب علينا أن نفعله».

وقال إن البعثة تهدف إلى مساعدة «بلد دمرته 18 عاما من الفوضى والحرب الأهلية». كما أكد خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد، أن الهدف هو الانتهاء من إرسال البعثة «قبل العام الجديد»، مشيرا إلى أن اتصالات بهذا الخصوص جرت بالفعل بالعاصمة الأوغندية كمبالا. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يصارع من أجل العثور على مجندين لبعثته البالغ قوامها 400 جندي والمكلفة بتدريب الشرطة في أفغانستان.

لكن وزير الدفاع السويدي ستين تولجفورس صرح بأنه على ثقة بالعثور على عدد كاف من المدربين من أجل البعثة الصومالية.

لكن هناك إدراكا متزايدا في بروكسل بأن القراصنة لن يتسنى دحرهم في المدى الطويل إلا إذا تمكنت السلطات الصومالية من استعادة سيطرتها على البلاد التي مزقتها الحرب.