ملك بلغاريا ورئيس وزرائها السابق غير راض عن إقامة ابنته وزوجها وحفيده في منطقة نائية بصحراء المغرب

لأنه لا يقوى على بعدها.. ولكونها وحيدته إلى جانب 4 ذكور

TT

ذكرت أوساط إعلامية في بلغاريا عدم رضا رئيس وزرائها وملكها السابق، سيميون ساكس كوبورغ (سيميون الثاني) على قرار ابنته كالينا، بالانتقال إلى صحراء المغرب وخصوصا مدينة طرفاية (غير متنازع عليها)، والإقامة هناك مع زوجها الاسباني الجنسية، كيتين مونيوت، وابنها سيميون حسن، المولود يوم 14 مارس (آذار) 2007، والذي تحرص عائلته على مناداته «سنيور حسن». وهو أول طفل من الأسرة المالكة السابقة يولد في بلغاريا منذ 70 عاما، أي منذ نفي العائلة من قبل النظام الشيوعي. يذكر أن إطلاق اسم حسن على ابنهما جاء تيمنا بعلاقات الصداقة المتينة التي ربطت ملك بلغاريا السابق وعائلته بالعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني. وتقول مصادر مطلعة إن سيميون الثاني تعرف في اسبانيا عن قرب على الملك الحسن الثاني، وظل بعد ذلك على علاقة ممتازة معه ومع أبنائه. كما انه يرتبط بعلاقة طيبة مع باقي الأسر الملكية العربية.

ولملك بلغاريا السابق أربعة أبناء وابنة وحيدة، هي كالينا، وهو متعلق جدا بها، ولا يريد أن تكون بعيدة عنه. وقال سيميون الثاني انه يؤيد رغبة ابنته وزوجها لكنه يود أن تكون إقامتهما في مدينة فاس أو مراكش بدل اختيارهما لمنطقة نائية في عمق الصحراء.

واقترنت كالينا، المولودة في اسبانيا، بكيتين، المولود قبل 50 عاما في مدينة سيدي افني المغربية، في حفل بهيج أقيم بقصر سيميون في ضواحي صوفيا عام 2002.

ومنذ ذلك الحين رافقت كالينا زوجها حيثما توجه. فكيتين بحار قلما يمكث فترة طويلة في مكان واحد. لكنه قرر أخيرا الاستقرار في مسقط رأسه بالصحراء.

وحرص كيتين وكالينا على قضاء فصل الصيف الماضي كله في فندق «امفتريت بالاص» الراقي المجاور للقصر الملكي في بلدة الصخيرات (جنوب الرباط). كما أنهما يقضيان معظم أوقاتهما في المغرب.

وأصبحت كالينا وكيتين وطفلهما وجوها مألوفة لدى زبناء الفندق والعاملين فيه نظرا لطول مدة إقامتهم في هذا الفندق، الذي يزوره على مدار السنة كبار الشخصيات العالمية الذائعة الصيت في مجال الفن والسياسة والثقافة والأعمال. وقال كيتين أخيرا لصحيفة «إيل موندو» الاسبانية: «أمضينا تسعة أشهر في خيمة بجنوب المغرب مثل البدو، ومن الآن فصاعدا ستكون إقامتنا بطرفاية، المكان السحري الذي ألف فيه الكاتب الفرنسي الطيار سانت إكزوبري كتابه «الأمير الصغير». والمعروف عن كيتين أيضا انه باحث مغرم بالتاريخ والانثروبولوجيا، إذ سبق له أن كتب العديد من الدراسات التي تعتبر استمرارية للأعمال التي قام بها المستكشف النرويجي، ثور هرييداهل، حول الرحلات البدائية.

وترأس كيتين العديد من الرحلات الاستكشافية في تاهيتي والبيرو وجزر الماركيز، وأنجز خلالها عددا من الأفلام الوثائقية عن التاريخ والطبيعة والسكان الأصليين.

وقدم كيتين أمس في اسبانيا كتابه «موسم طان طان: رائعة التراث الشفهي اللامادي للبشرية»، وهو كتاب جمع فيه تجاربه الشخصية في الصحراء، ومعلومات عن الموسم الذي يمثل ملتقى سنويا استثنائيا تلتقي فيه أزيد من 30 قبيلة من البدو الرحل بالصحراء. ويبرز الكتاب مميزات موسم طان طان، الذي استأنف تنظيمه عام 2004 بعد توقف دام سنوات، والمتمثلة في الإبداع الشفهي والشعر الحساني والمساجلات الشعرية والرقص والأغنية الشعبية، إضافة إلى احتفائه بالخيمة الصحراوية.

وكانت منظمة «يونسكو» أدرجت في يونيو (حزيران) 2005، موسم طان طان ضمن التراث الثقافي.