الجيش الباكستاني يؤكد سيطرته على أكثرية مدن وزيرستان

مقاتلو طالبان يدمرون مدرسة بنات في الشريط القبلي

TT

اكد الجيش الباكستاني امس انه سيطر على اغلبية المدن في عمليته العسكرية البرية المستمرة منذ شهر في وزيرستان الجنوبية، معقل حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة في شمال غرب باكستان. واعلن الجيش تلك المعلومات لمجموعة من الصحافيين نقلهم بالمروحية الى ساراروغا، احدى المدن الاساسية في المنطقة وكانت في السابق حصنا لطالبان. لكن تعذر التأكد من سيطرة العسكريين على المدن الاخرى في وزيرستان الجنوبية. واكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال اطهر عباس في ساراروغا ان «المدن والتجمعات السكنية الرئيسية باتت آمنة» مؤكدا ان العسكريين قطعوا طرق تموين المتمردين الاسلاميين. وبعد اربعة اشهر من الغارات الجوية ارسل الجيش الباكستاني في 17 اكتوبر (تشرين الاول) 30 الف جندي في هجوم بري على وزيرستان الجنوبية، حيث تحصنت حركة طالبان في باكستان، المسؤولة الرئيسية عن موجة هجمات ادت الى مقتل اكثر من 2500 شخص في عامين ونيف. وفي ساراروغا التي كانت تضم حوالى 10 الاف نسمة قبل الهجوم، بدت في الطرقات حفر كثيرة نتيجة سقوط القذائف والقنابل، فيما دمرت المباني التي كانت تشكل السوق بالكامل. ولم يشاهد صحافي وكالة الصحافة الفرنسية اي مدني لكن ثلثي سكان المنطقة فروا من مناطق القتال ولجأوا الى المناطق المجاورة، اغلبهم قبل بدء المعارك.

واكد الجيش في عمليته التي انطلقت قبل شهر انه قتل حوالى 550 متمردا ولم يخسر الا 70 جنديا من صفوفه، لكن يستحيل التأكد من الارقام التي يعلنها من مصادر مستقلة، بسبب تعذر الوصول الى مناطق المواجهات او الاتصال بها. وفي بيشاور (باكستان) اعلنت الادارة المحلية ان عناصر طالبان دمرت امس بالمتفجرات مدرسة بنات ـ الثالثة في شهر ـ في منطقة خيبر القبلية شمال غرب باكستان قرب المناطق التي تدور فيها المعارك بين الجيش والمقاتلين الاسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة. ووقعت الحادثة ليلا عندما كانت المدرسة مغلقة. واوضح فاروق خان المسؤول في ادارة خيبر الحدودية مع افغانستان حيث وقع الانفجار لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المدرسة تضررت كثيرا وباتت تقريبا غير قابلة للاستخدام». واكد مسؤول في اجهزة الاستخبارات طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية وقوع الحادث في قرية يوسف كيلي. وتقع المدرسة على بعد نحو عشرين كلم جنوب بيشاور كبرى مدن الولاية والتي شهدت خمسة من الاعتداءات الانتحارية الثمانية التي ادت الى سقوط مائة قتيل في شمال غرب البلاد خلال الايام الثمانية الماضية. وقد دمرت حركة طالبان التي تحظر، على غرار نظيرتها الافغانية، تعليم الاناث وعملهم، عدة مدارس بنات في المنطقة نفسها منذ بداية الشهر والمئات من مدارس البنات في كامل الاقليم خلال السنوات الاخيرة. وفي بقية مناطق البلاد بما في ذلك كبرى المدن والعاصمة اسلام اباد، اضطرت المدارسة الى اغلاق ابوابها بعد تعرضها الى تهديدات المتطرفين الاسلاميين او امتثالا لتوصيات السلطات تحسبا من وقوع اعتداءات.