سارة بالين تعود بقوة للساحة السياسية وأنباء عن عزمها خوض السباق الرئاسي مجدداً

المرشحة الجمهورية السابقة لنائب الرئيس تنشر مذكراتها وتنتقد حملة ماكين

TT

بعد أن خسر الحزب الجمهوري انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي، تصور كثيرون أن نجم المرشحة لمنصب نائب الرئيس، سارة بالين، سينطفئ بنفس السرعة التي صعد بها فجأة بعد إعلان المرشح الجمهوري جون ماكين اختيار حاكمة غير معروفة من ولاية الاسكا الشمالية لتكون نائبة رئيس الولايات المتحدة في حال فوزه. وبعد عودتها إلى الاسكا وانتهاء حملة انتخابية صاخبة، استقالت بالين من منصب حاكمة الولاية واختفت لفترة عن الأنظار. إلا أنها عادت في الأسابيع الماضية إلى الساحة السياسية الأميركية وأصبحت الأسبوع الحالي تتصدر عناوين الأخبار الأميركية. فقد خصصت مجلة «نيوزويك» الأسبوع الحالي غلافها لبالين، بينما أجرت المذيعة الشهيرة اوبرا وينفري حوارا مطولا معها بث عصر أول من أمس وحصل على اهتمام واسع في الإعلام الأميركي أمس. وواضح أن طموح بالين السياسي يدفعها للتحرك مجددا بهدف خطف الأضواء، إلا أنها لم توضح بعد تلك الطموحات. وتدور تساؤلات في أوساط جمهورية وديمقراطية حول إمكانية خوض بالين سباق الانتخابات الرئاسية عام 2012، إلا أنه في الوقت الراهن تخصص بالين وقتها لتوثيق علاقاتها داخل الحزب الجمهوري وبناء التحالفات مع جمهوريين نافذين.

لكنها من جهة أخرى، تكسر علاقات قديمة بنتها مع مؤيدي ماكين والعاملين في حملته الانتخابية. ففي كتاب مذكراتها الذي صدر الشهر الحالي، والذي يحمل عنوان «غوينغ روغ» (أي التوجه إلى التشرد)، تشن بالين حملة على فريق ماكين، وتقول إنها لم تتصرف بطبيعتها خلال الحملة الانتخابية بسبب الضغوط عليها. وهناك أصوات عدة ترد على بالين، إذ صرح رئيس حملة ماكين، ستيف شميدت، بأن ادعاءات بالين حول مستشاري ماكين «خرافة كاملة». وتقول بالين في كتابها إن شميدت كان من بين الذين ضغطوا عليها وأجبروها على التخلي عن اتباع حمية «ايتكين» للسيطرة على وزنها كما أنها قالت انه اتصل بها وصرخ عليها بعدما استطاع ممثل أن يغافلها ويتصل بها على انه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حادثة اشتهرت بعد بث نص المكالمة. وتؤكد أوساط من حملة ماكين أن شميدت لم يصرخ عليها بل أرسل إليها رسالة الكترونية تحذرها من مخاطر مثل هذه الأحداث. ومن اللافت أن مجلة «نيوزويك» وضعت عنواناً مثيراً للجدل على غلافها حول بالين، قائلة: «كيف تحل مشكلة مثل سارة بالين؟». فبالنسبة للكثير من الجمهوريين، تشكل بالين مشكلة تتمثل في أنها تبعد الجمهوريين المعتدلين في آرائهم والذين يريدون كسب أصوات المستقلين من الأميركيين. كما أن بالين مصرة على حماية نفسها واسمها، حتى إذا كان ذلك على حساب الحزب الجمهوري.

وبعد لقائها مع «اوبرا» حيث تحدثت عن حياتها مع عائلتها وامتنعت عن نفي استعداداتها للانتخابات الرئاسية المقبلة، التقت أيضا مع المذيعة المشهورة «باربرا والتز» حيث قالت لها صباح أمس: «صدمنا حقا» عندما أعلنت ابنتها بريستول أنها حامل من دون أن تكون متزوجة وعمرها فقط 17 عاماً. ولدى إجابتها عن أسئلة أثيرت خلال الحملة الانتخابية، تستعد بالين للتخلص من القضايا التي تعيق مستقبلها السياسي. كما أن بالين نفت تقارير بأنها قد تستضيف برنامجا تلفزيونيا، معتبرة أن ذلك «ليس من مصلحة عائلتي»، مما يرجح مجددا أنها ستبقى منشغلة بالسياسة. وبحجة الترويج للكتاب، تقوم بالين بجولة حول الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة خاصة في مدن صغيرة قد يشكل سكانها عنصرا أساسيا في الانتخابات الأميركية المقبلة.