عمان تطالب بدعم دولي لمواجهة عبء اللاجئين العراقيين

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: شركاؤنا الأوروبيون لم يفعلوا سوى القليل

TT

أكد رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي أمس أن بلاده بحاجة إلى المزيد من المساعدات الخارجية نتيجة للعبء الذي يسببه وجود أعداد كبيرة من العراقيين فوق أراضي المملكة، فيما عبّر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة إريك شوارتز عن مخاوفه الحقيقية من تقليص ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وتصفيتها.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن الذهبي قوله خلال استقباله شوارتز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة إن «الأردن بحاجة إلى مزيد من المساعدات نظرا إلى العبء الكبير على البنية التحتية والاقتصاد الأردني نتيجة لاستضافة الأردن أعدادا كبيرة من العراقيين».

لكن الذهبي أكد في الوقت ذاته «موقف الأردن تجاه الأشقاء العراقيين ومعاملتهم كضيوف واستمرار تقديم التسهيلات اللازمة كافة لهم إلى حين تحسن الظروف التي تكفل عودتهم إلى العراق».

من جهته، أكد شوارتز أن «الولايات المتحدة ستستمر في دعم جهود الأردن في هذا المجال». وفي مؤتمر صحافي عقده في عمان، دعا المسؤول الأميركي الدول الأوروبية والبلدان العربية الغنية إلى زيادة مساعداتها للاجئين العراقيين، مؤكدا أنها «قدمت القليل» لمساعدتهم حتى الآن. وقال: «أصدقاؤنا وشركاؤنا الأوروبيون لم يفعلوا سوى القليل لدعم عملية تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والمهجرين العراقيين».

وأضاف أن «عددا من الدول الغنية في المنطقة تستطيع، بل يجب عليها عمل المزيد لدعم المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين والمهجرين العراقيين ودعم عملية إدماجهم».

وقدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عام 2008 عدد العراقيين الذين نزحوا من بلدهم ليعيشوا في دول مجاورة للعراق كالأردن وسورية بمليوني شخص. وقالت المفوضية إن 2.8 مليون عراقي هجروا داخل العراق.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حذرت من أنها ستضطر إلى تقليص أو حتى تعليق برامجها التي تساعد من خلالها مئات آلاف العراقيين وذلك بسبب عجز ميزانيتها وطالبت العام الماضي بـ261 مليون دولار لتمويل عملياتها في العراق.

وقال شوارتز الذي وصل إلى الأردن في إطار زيارة تشمل سورية والعراق: «سنتحدث إلى أصدقائنا وحكومات دول مانحة أخرى حول هذه القضايا في الأسابيع القادمة».

ووفقا لدائرة الهجرة الأميركية فقد تم إعادة توطين 13.800 عراقي في الولايات المتحدة العام الماضي فيما سيرفع عدد من سيتم توطينهم هذا العام إلى 17000.

ويقيم في الأردن ما لا يقل عن نصف مليون عراقي تقول الحكومة الأردنية إن تبعات إقامتهم كلفت المملكة نحو ملياري دولار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وقال شوارتز: «نحن نؤمن بأن الحل سيكون بعودة طوعية ودائمة وهو الحل الدائم لأغلبية اللاجئين والمهجرين العراقيين».

وقالت السفارة الأميركية في عمان في بيان إن شوارتز سيزور العراق وسورية حيث «سيلتقي اللاجئين العراقيين والفلسطينيين المستفيدين من البرامج التي تمولها الحكومة الأميركية في المنطقة». وأضافت أن المسؤول الأميركي «سيعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومسؤولين من الأمم المتحدة والهيئات الدولية وغير الحكومية».

ونزح 4.4 مليون عراقي من ديارهم هربا من العنف بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، يعيش نحو 750 ألفا منهم في الأردن، وفقا للأمم المتحدة وللأرقام الرسمية في الأردن. وتقول الحكومة الأردنية إن كلفة تبعات إقامتهم بلغت نحو ملياري دولار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

إلى ذلك، عبّر شوارتز عن مخاوفه الحقيقية من تقليص ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وتصفيتها، وقال إن «هناك مخاوف حقيقية، ونحن نخشى من ذلك، وعلينا تشجيع الحكومات الأوروبية والمانحة لتقديم دعم أكثر سخاء لـ(الأونروا)، ونحن لن نتراجع، وسنستمر في الدعم والضغط للمساعدة».

وقد أعلنت الدول المضيفة في الاجتماع التنسيقي للدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين الذي التأم في عمان أول من أمس، رفضها أي تقليص على خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.