جمعية إسرائيلية تعرض 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لتحديد مكان شاليط

اتصلت بآلاف الفلسطينيين في غزة مستغلة ضيق الأحوال المادية

TT

في الوقت الذي تؤكد فيه تسريبات من مصادر مختلفة حدوث تقدم واضح على الجهود الهادفة للتوصل لصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، عرضت جمعية إسرائيلية مبلغ 10 ملايين دولار على كل من يدلي بمعلومات حول مكان أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وتقوم جمعية تطلق على نفسها «ولد للحياة» بالاتصال بآلاف المواطنين الفلسطينيين في غزة عارضة عليهم تقديم معلومات عن شاليط. وتعتبر هذه الجمعية إحدى المنظمات الجماهيرية التي تشكلت في الآونة الأخيرة داخل إسرائيل للمطالبة بحث الجهود من أجل إطلاق شاليط.

يذكر أن كلا من الجيش والمخابرات الإسرائيلية الداخلية «الشاباك» توليا في الفترة السابقة مهمة الاتصال بعشرات الآلاف من الغزيين والطلب منهم تقديم معلومات تفضي إلى تحديد مكان تواجد شاليط بدقة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر أمس أن جمعية «ولد للحياة» تنطلق من افتراض مفاده أن الأزمة الاقتصادية والضائقة التي يعيشها سكان القطاع قد تدفع ببعضهم للاتصال و«تقديم المعلومة الذهبية». ونقلت الصحيفة عن مدير الجمعية ايال بن روبين القول إن بعض الذين تم الاتصال بهم قدم معلومات، لكن تبقى بحاجة للتدقيق للتحقق من صحتها. وأضاف روبين «في ظل الجفاف الاستخباري الذي تعانيه الأجهزة الأمنية، وعلى خلفية الضائقة الاقتصادية التي يعيشها سكان غزة، فإننا نعتقد جازمين بوجود شخص ما سيقدم لنا بمعلومات مهمة مقابل مثل هذا المبلغ».

يذكر أن جهاز المخابرات العامة «الشاباك» والجيش الإسرائيلي تعرضا لموجة انتقادات حادة لفشلهما في الحصول على معلومات دقيقة حول مكان احتجاز شاليط واعتبر ناحوم برنيع كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن عدم توفر معلومات حول شاليط يعتبر أكبر فشل استخباري واجه جهاز الشاباك حتى الآن.

إلى ذلك أكدت مصادر فلسطينية أن تقدما حدث أخيرا في الجهود التي تبذلها ألمانيا للتوصل لصفقة تبادل الأسرى. وأشارت المصادر إلى أن العثرة التي تعيق التوصل لاتفاق تتمثل في رفض إسرائيل الإفراج عن العشرات من المعتقلين من فلسطينيي 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل أبلغت الوسيط الألماني أن الإفراج عن هؤلاء المعتقلين سيمس بالأمن الإسرائيلي على اعتبار أنه سيشجع المزيد من فلسطينيي 48 على الانضمام لدائرة العمل المسلح ضد الأهداف الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن حركة حماس تصر على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين على اعتبار أن بعضهم ينتمون لجناحها العسكري، وتحديدا أولئك الذين كان لهم دور واضح في تنفيذ الكثير من العمليات التفجيرية التي هزت العمق الإسرائيلي في الفترة بين عامين 2001 و2004.