المغرب: مكفوفون عاطلون يعتزمون مواصلة احتجاجاتهم للمطالبة بوظائف في القطاع العام

اعتبروا القطاع الخاص غير مؤهل لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة

TT

يعتزم مكفوفون مغاربة عاطلون مواصلة احتجاجاتهم بأساليب مثيرة، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في توفير مناصب عمل لهم في القطاع الحكومي.

وقال عبد الله الرزيزة، المنسق الإعلامي بالمجموعة الوطنية المستقلة للمكفوفين العاطلين، إن الحكومة قامت بتوظيف 137 كفيفا فقط منذ بداية السنة الحالية، في حين أن عدد أعضاء المجموعة يصل إلى 254 شخصا.

وأوضح الرزيزة لـ«الشرق الأوسط»، عقب إلغاء المجموعة للقاء صحافي بسبب عدم حضور الصحافيين أمس لتغطيته، أن الأشكال النضالية الأخيرة التي نفذها أفراد المجموعة، عن طريق سكب البنزين على أجسادهم، ليست انتحارا بل هي بمثابة «استشهاد جماعي» قامت به المجموعة تعبيرا عن حالة اليأس من مماطلة الحكومة وإقصائها لملفها، حسب تعبيره.

وقال الرزيزة إن أفراد المجموعة يطالبون بالتوظيف الفوري والشامل في سلك الوظيفة العمومية، وبالحق في الرعاية الاجتماعية، استنادا إلى المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.

وردا على سؤال حول رفض المجموعة وظائف في القطاع الخاص، قال الرزيزة إن القطاع الخاص المغربي غير مؤهل من الناحية القانونية لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان حقوقهم وكرامتهم، خاصة أنه قطاع يحكمه منطق الربح والخسارة.

من جهته، قال حسين بوزكري، عضو مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الجمعية مع الحق في الحياة، وضد عملية إحراق الذات، لكن اليأس والمماطلة والحوارات الزائفة من طرف الحكومة هي التي دفعت بالمجموعة إلى هذه الطرق. وأضاف بوزكري قائلا: «نحن نتضامن مع جميع الحركات النضالية، التي تطالب بحقوقها أيا كان نوعها. ويجب على الدولة أن تضمن للمكفوفين جل حقوقهم على اعتبار أنهم ذوو احتياجات خاصة، ويجب على الدولة أن تدمجهم كباقي المجموعات الأخرى». وتعليقا على أساليب الاحتجاج المثيرة التي يسلكها المكفوفون العاطلون، قال عبد الرحيم عطري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأشكال الجديدة للحركات الاحتجاجية التي أصبحنا نلاحظها بشكل يومي في مدينة الرباط، مثل إحراق الذات أمام بعض مقار المؤسسات العمومية والحكومية، تعبر عن تطور ملحوظ في مضمون الفعل الاحتجاجي المغربي». وأضاف أن الأساليب التقليدية للاحتجاج في البلاد لم تعد كما كانت عليه في السابق، وإنما أصبحنا نلاحظ أشكالا احتجاجية أكثر قوة، وأكثر إجرامية، على حد تعبيره.

وأشار عطري إلى أن الأمر يتعلق باحتقان ثقافي اجتماعي ناتج عن جواب الرفض الذي يتلقاه أصحاب الشهادات العليا العاطلون.