مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط»: ضبطنا أسلحة وذخائر خُزنت داخل الأراضي السعودية قبل اندلاع المواجهات

حرس الحدود السعودي وجه تعزيزات إلى المنطقة الحدودية.. واستعد بتقنيات حديثة لرصد عمليات التسلل

لحظات تأهب واستعداد من الجنود السعوديين (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف مصدر عسكري رسمي لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات السعودية تلقي القبض بصفة مستمرة خلال تنفيذها عمليات التمشيط اليومي على طول الشريط الحدودي والأودية والمزارع والمنازل الواقعة مع اليمن، على أعداد من المتسللين، وفي حوزتهم قذائف هاون و«آر بي جي» وأسلحة خفيفة وقنابل، وهي الأسلحة التي يتسلح بها المتسللون في أثناء عبورهم إلى داخل الأراضي السعودية.

ولفت المصدر إلى أن القوات السعودية ضبطت أيضا كميات من الأسلحة والقذائف في منازل مهجورة ومزارع، بدا أنها خُزنت قبل اندلاع المواجهات بفترة طويلة، مشيرا إلى أن القوات السعودية تواصل قصف مواقع المتسللين، وقال: «لا تزال العمليات العسكرية مستمرة، والطائرات الحربية تشن غاراتها وتمشط المنطقة الحدودية بطائرات (إف 15) و(تورنيدو) إلى جانب مروحيات (الأباتشي)».

وأوضح المصدر أن الضربات الجوية تستهدف مواقع المتسللين والبؤر التي يوجَد بها المتسللون ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، لافتا في الوقت نفسه إلى استمرار وصول التعزيزات العسكرية من المعدات والآليات إلى المنطقة الحدودية، في حين تتواصل قذائف المدفعية في ضرب المواقع الحدودية لتطهير الشريط الحدودي الممتد من جبل دخان وجبل الدود، واستمرار عمليات تمشيط حدود القرى المخلاة ضمن المنطقة المحددة كمنطقة عسكرية.

إلى ذلك، ناقش الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، مع الفريق الركن عبد الرحمن المرشد قائد القوات البرية، آخر المستجدات والتطورات الميدانية، متمنيا له ومنسوبي القوات المسلحة والعسكرية كافة، التوفيق في القيام بالمهمات المناطة بهم، وشارك في اللقاء اللواء علي بن زيد خواجي قائد المنطقة الجنوبية، وعدد من كبار قادة وضباط القوات المسلحة.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن القوات السعودية أمرت أمس بإخلاء عدد من القرى الحدودية السعودية من سكانها، من بينها قرى المجروب والسرداح وأبو الرديف، التابعة لمحافظة الطوال الواقعة على الشريط الحدودي جنوب محافظة الحرّث، حيث تدور المواجهات مع المتسللين.

وفي سياق آخر، كشف المقدم سالم السلمي المتحدث الرسمي في المديرية العامة لحرس الحدود، أن اللواء الركن زميم السواط المدير العام لحرس الحدود السعودي، وجه منذ اللحظة الأولى لوقوع أحداث جبل دخان بتوجيه تعزيزات لقيادة حرس الحدود بمنطقة جازان، شملت إمدادها بضباط وأفراد وآليات وتقنيات حديثة، وزيادة التأهب الأمني على طول الشريط الحدودي للمملكة، لمواجهة أي حالات تسلل أو تهريب عناصر من الإرهابيين والمطلوبين أمنيا إلى داخل الأراضي السعودية.

وأوضح المتحدث الرسمي لحرس الحدود لـ«الشرق الأوسط»، أن دوريات حرس الحدود عززت وجودها وكثفت أداءها وفق خططها الأمنية لفرض الرقابة الأمنية على طول الحدود، لتأدية عملها المعتاد، ولمواجهة أي طارئ، مشيرا إلى أن من بين التجهيزات المستخدمة كاميرات حرارية ثابتة، وأخرى محمولة، وأجهزة رؤية ليلية ونهارية عالية الدقة.

وأشار المقدم السلمي إلى اتخاذ قوات حرس الحدود إجراءات وتدابير أمنية مكثفة تجعل من الصعوبة تجاوز الحدود. وحول استعدادات حرس الحدود في الحج، أوضح أن حرس الحدود لن يسمح بالدخول أو الخروج للسعودية عبر الحدود إلا عن طريق المنافذ الرسمية، حتى إن كان هذا الدخول بهدف أداء فريضتي الحج أو العمرة.

من جانبه، أكد راشد الزهراني مدير الخطوط السعودية في منطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، استمرار رحلات الخطوط السعودية القادمة والمغادرة لمطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقليمي في جازان وفق معدلاتها المعتادة، وعدم تأثرها بالمواجهات الدائرة بين القوات السعودية والمتسللين في الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي السعودية واليمنية.

وأوضح الزهراني أن الخطوط السعودية تسيّر يوميا بين 25 و30 رحلة من وإلى مطار الملك عبد الله، تربط منطقة جازان خصوصا بمطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة.

وأشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت زيادة في عدد الرحلات القادمة والمغادرة مطار جازان وصفها بـ«الطبيعية»، نظرا إلى اقتراب موسم الحج وإجازة عيد الأضحى.