أوباما يحذر من «وضع خطير» مع قرار إسرائيل توسيع الاستيطان بالقدس

الإدارة الأميركية تسعى لإبقاء القدس بين قضايا الحل النهائي

يهودية اميركية من ولاية نيوجيرسي تساعد في وضع حجر الاساس لبؤرة استيطانية جديدة قرب القدس المحتلة امس (ا ب)
TT

حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس من تداعيات القرارات الإسرائيلية لتوسيع النشاط الاستيطاني، معتبراً أن مواصلة البناء قد يؤدي إلى موقف «خطير» مع شعور الفلسطينيين بالمرارة من التطورات على واقع الأرض.

وقال أوباما في لقاء مع قناة «فوكس نيوز» إن التوسع في بناء المستوطنات «لا يسهم في أمن إسرائيل بل أعتقد انه يصعب عليها إقرار السلام مع جيرانها». وعبر أوباما عن تفهمه لما يشعر به الفلسطينيون من حيرة من التطورات الأخيرة، قائلا «أعتقد أن الفلسطينيين يشعرون بمرارة بطريقة يمكن أن تؤدي إلى وضع خطير».

وكان أوباما قد جعل من تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أولوية قصوى بين قائمة طويلة من أهداف السياسة الخارجية، لكن لم يحدث تقدم يذكر صوب استئناف المحادثات بين الجانبين. وقال أوباما في المقابلة أمس: «الوضع في الشرق الأوسط صعب للغاية. قلت مرارا وسأقولها ثانية إن أمن إسرائيل من المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة وسنعمل على ضمان أمنهم».

وتسير الإدارة الأميركية بشكل حذر في تصريحاتها حول قضية المستوطنات والقرار الإسرائيلي بتوسيع مستوطنة غيلو في القدس الشرقية. وعبرت الإدارة عن استياء من موافقة لجنة تخطيط إسرائيلية على إضافة 900 وحدة سكنية للمستوطنة، ليضيف بعدها أوباما أن هذه المخططات لن تجعل إسرائيل أكثر أمنا. ولكن في الوقت نفسه، ما زالت الإدارة الأميركية تحرص على الفصل بين وضع القدس والمستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية من جهة وبين سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا واضح، وضع القدس هو من بين قضايا الحل النهائي التي يجب حلها من خلال المفاوضات بين الأطراف». وأضاف أن السياسة في ما يخص الاستيطان «لم تتغير وواضحة»، مشيرا إلى «عدم قبول شرعية المستوطنات». وتشعر الإدارة الأميركية أن، السياسة الأفضل في الوقت الراهن هي السعي إلى إحياء مفاوضات مباشرة من أجل العمل على قضية المستوطنات والحدود وغيرها من قضايا قد تتغير مع النشاطات الإسرائيلية الأخيرة. وسعت إسرائيل منذ سنوات على الفصل ما بين موضوع النشاط الاستيطاني ووضع القدس وهي السياسة التي تقليديا تتبعها واشنطن. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي ايان كيلي «نحن نفهم وجهة النظر الإسرائيلية حول القدس». إلا أن الأشهر الماضية شهدت ازدياد التفهم الأميركي أيضا إلى أهمية النشاط الاستيطاني في القدس والمخاوف من تغيير الواقع الجغرافي فيها مع امتداده. ويمتنع المسؤولون الأميركيون من الخوض في تفاصيل الفصل بين السياستين، إلا أن في الفترة الأخيرة زاد الوعي حول المخاوف الفلسطينية والعربية على مصير القدس وفرض إسرائيل واقعا على الأرض، مما دفع اللهجة الأكثر شدة من البيت الأبيض حول التحركات الإسرائيلية الأخيرة.