البصرة: ورشة عمل علمية للخروج من أزمة المياه

المحافظ: أطراف إقليمية وراء الأزمة

TT

بدأت في محافظة البصرة أمس أعمال ورشة العمل العلمية التي نظمتها المحافظة بالتعاون مع الجامعة بعنوان «المياه مصدر الحياة ومنطلق الازدهار الاقتصادي» على خلفية شح الإيرادات المائية وارتفاع نسبة الأملاح وأثرها على البيئة الطبيعية والاجتماعية. وألقى ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي الدكتور باقر صادق الجواد كلمة قال فيها «إن مشكلة المياه بشكل عام باتت من الهواجس المهمة التي تشكل قلقا لدى المعنيين بالحكومة، والتي تسعى بشكل جاد لإيجاد الحلول لها سواء كان من خلال تعاملاتها مع دول الجوار أو اتخاذ التدابير المحلية اللازمة». وأضاف «أن معاناة أهل البصرة من شح وارتفاع نسبة الأملاح في مياه الشرب ليست وليدة السنوات القليلة الماضية التي شهدت حدة في ذلك وإنما هي وليدة سوء تخطيط لعقود مضت».

من جهته، قال الدكتور شلتاغ عبود محافظ البصرة في كلمته «عملنا منذ شهرين مضت لعقد هذه الورشة العلمية ودعونا إليها العلماء من ذوي الاختصاص والخبرة في الجامعات العراقية والدول الأجنبية لإعداد دراسات وبحوث حول أزمة المياه التي تعاني منها المحافظة». وبين «أن تلك البحوث تجري مناقشتها على مدى يومين للخروج بتوصيات لتبني الحلول المطروحة للمناقشة، ومن بينها إنشاء ناظم أو سد وتحديد مكانه على شط العرب لمنع صعود مياه البحر التي تسببت فيها أطراف إقليمية منها إيران من خلال تحويل مصب نهر الكارون حتى وصلت إلى شمال البصرة واختلاطها بالمياه الأقل ملوحة القادمة من نهري دجلة والفرات أو إنشاء محطات للتحلية ومخاوف شركة الموانئ العراقية من توقف حركة الملاحة في ميناءي المعقل وأبو الفلوس لوقوعهما شمال السد واستثمار المياه الجوفية والطرق الإرشادية لتقليل هدر المياه المستخدمة بالزراعة باعتماد نظم ري حديثة وترشيد الاستهلاك اليومي للأهالي ومد أنابيب ناقلة للمياه في المناطق الواقعة جنوب السد وإيجاد بحيرات أو خزانات لحفظ المياه الفائضة عن الحاجة». بدوره، أشار جبار أمين رئيس مجلس المحافظة إلى أن «أهالي المحافظة يعقدون آمالا عريضة على هذه الورشة لمعالجة محنة المياه التي طالت كل مرافق الحياة وأدت إلى هجرة العديد من العوائل وخاصة في مدينة الفاو والمناطق القريبة منها». وأوضح عون ذياب عبد الله مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية أن «وزارة الموارد المائية عملت ومنذ بدأت أزمة المياه في البصرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية على زيادة اطلاقات كميات المياه العذبة من قناة البدعة الناقلة لها إلى البصرة بمعدل سبعة أمتار ونصف مكعبة في الثانية بعد أن كان مستواها أقل من ذلك وزيادة الكميات المتدفقة من سد الموصل وإعداد تصاميم ودراسات عديدة لمعالجة شح المياه سواء كانت للشرب أو للري». بعدها بدأت مناقشة البحوث والدراسات في الورشة التي أقيمت بقاعة المركز الثقافي النفطي والتي أسهمت في بعضها وزارة العلوم التكنولوجية ومن بينها الحلول والمعالجات المقترحة لمعالجة أزمة المياه، وسبل استغلال المياه الجوفية، وتطوير منظومة ماء البصرة باستثمار القرض الياباني والحقوق التاريخية في حوضي دجلة والفرات، والتقنيات الحديثة في تحلية المياه، والسدود والموانئ، وأزمة شط العرب بين شح المياه وشح التشريعات، وتلوث مصادر المياه، واستخدام المياه المالحة في الزراعة ومدى تأثر بساتين النخيل بملوحة المياه والاحتياجات الصناعية من المياه وغيرها.