زيارة جديدة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى موقع قم الإيراني

زيارة روتينية في إطار الاتفاق بين طهران والوكالة

TT

توجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس للمرة الثانية في أقل من شهر إلى موقع تخصيب اليورانيوم الإيراني الجديد «فردو» قرب مدينة قم غداة إعلان إيران رفضها مشروع الاتفاق الدولي حول الملف النووي. وأعلن مصدر مقرب من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية لوكالة الصحافة الفرنسية أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقومون «بزيارة روتينية في إطار الاتفاق الموقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وقال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية للصحافيين في فيينا الأربعاء الماضي إن «موقع فردو بات تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستنظم (الخميس) زيارة جديدة». وأضاف: «لا اعتراض لدينا على التعاون مع الوكالة في كل ما يتعلق بالموقع».

وزاد إعلان وجود موقع «فردو» في سبتمبر (أيلول) الماضي على بعد مائة كلم تقريبا جنوب غربي طهران من الجدل بين الدول الغربية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني.

وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس بـ«المزيد من الإيضاحات» حول الهدف من الموقع. وأعلن خبراء الوكالة الذين عاينوا الموقع للمرة الأولى في 25 و26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنه يمكن أن يضم ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم لكن لا يوجد أي منها في الوقت الحالي. وبحسب طهران فإن الموقع سيكون جاهزا للعمل في 2011.

وتأتي الزيارة الجديدة أمس غداة إعلان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي رفض بلاده نقل اليورانيوم المخصب بشكل ضعيف إلى الخارج. ويعني تصريح متقي أن إيران ترفض مشروع الاتفاق الذي قدمته الوكالة الذرية في 21 أكتوبر.

وأفاد دبلوماسيون غربيون أن مشروع الاتفاق يلحظ نقل قسم كبير من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب (5.3 في المائة) إلى روسيا لتقوم بزيادة تخصيبه قبل أن يتم نقله إلى فرنسا لتحويله وقودا لمفاعل البحث في طهران.

وأعلن سلطانية في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية: «نحن مستعدون لمفاوضات نهائية (مع الدول الكبرى) لكننا نريد ضمانات بنسبة 100%» حول تسليم الوقود «لأن إيران على حق في عدم الثقة» بالدول الغربية. وكرر متقي القول في مانيلا إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لبحث مبادلة اليورانيوم ضعيف التخصيب بالوقود لكن شرط أن يتم ذلك على الأراضي الإيرانية من دون نقل مسبق لليورانيوم الإيراني إلى الخارج.

ونقل اليورانيوم المخصب إلى الخارج كان ليتيح تهدئة القلق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني عبر تأمين رقابة أكبر على المخزونات الإيرانية.

ورفض متقي أيضا التهديدات بفرض عقوبات دولية. وقال إن «العقوبات كانت لغة الستينات والسبعينات» معتبرا أنهم «درجوا على القيام بذلك منذ أربع سنوات (فرض عقوبات). أعتقد أنهم حكماء بما فيه الكفاية لعدم تكرار الأخطاء نفسها».

ومسألة تخصيب اليورانيوم هي محور صراع القوة الحالي بين إيران والدول الست (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) التي تخشى أن تستخدم إيران اليورانيوم لغايات عسكرية.