أوروبا «الجديدة» تباشر اختيار مسؤوليها: ترشيح بلجيكي للرئاسة وبريطانية للخارجية

فرنسا وألمانيا دعمتا بقوة فان رومبي.. وبريطانيا رشحت أشتون لخلافة سولانا

TT

بدأ قادة دول الاتحاد الأوروبي الليلة الماضية قمتهم الاستثنائية في بروكسل لتحديد التعيينات التي أحدثتها معاهدة لشبونة وفي مقدمتها اختيار من سيشغل منصب رئيس الاتحاد ووزير خارجيته. وقبيل انطلاق القمة، اقترحت الرئاسة السويدية للاتحاد، رئيس الوزراء البلجيكي، هيرمان فان رومبي، لمنصب الرئاسة، والمفوضة البريطانية لشؤون التجارة، كاترين أشتون لمنصب الخارجية. وجاء هذا بعد انقسام برز بين قادة الدول الأعضاء الـ27، إذ حذر رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفلت، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في وقت سابق أمس قائلاً: «هل سنتوصل إلى تحديد المسؤولين الجديدين عن أوروبا بحلول مساء الخميس؟ لست أدري بصراحة. يمكن أن تحل المسألة في غضون بضع ساعات، أو قد تستغرق الليل بكامله». فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني «نحن بعيدون جدا» عن التوصل إلى اتفاق. أما المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، فقد أعربت عن قناعتها بالتوصل إلى اتفاق سريعا.

وبرز اسم رئيس الوزراء البلجيكي، هيرمان فان رومبي، الأوفر حظاً بمنصب الرئيس، بعد انسحاب رئيس الوزراء الهولندي بيتر بالكينيدي. إلى جانب فان رومبي وبالكينيدي، كانت برزت أسماء أخرى مرشحة مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، ورئيس وزراء لوكسمبورغ، جان كلود يونكر، والمستشار النمساوي فولفغانغ شوسيل، ورئيسة لاتفيا السابقة فايرا فايك- فريبرغا، التي قالت إنها كانت تحظى بأكبر فرصة لو تم اختيار المنصب عبر انتخابات عامة يشارك فيه الشعب.

ورشح القادة الاشتراكيون في الاتحاد الأوروبي أمس البريطانية، كاترين أشتون، لمنصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الجديد في الاتحاد، الذي استحدثته معاهدة لشبونة. وتعمل أشتون، وهي خبيرة اقتصادية وسياسية تنتمي إلى حزب العمال البريطاني، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة حاليا. وقد حظيت أشتون بتأييد رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، ونظيره الإسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو وآخرين.

وكانت طرحت أسماء أخرى مرشحة لمنصب الخارجية مثل الإيطالي الشيوعي السابق، ماسيمو داليما، الذي يحظى بدعم بلاده والاشتراكيين الأوروبيين، إلا أنه يواجه معارضة بعض دول الاتحاد السوفياتي سابقا، كما طرحت إسبانيا أيضا اسم وزير خارجيتها، ميغيل انخيل موراتينوس. وسيخلف وزير الخارجية الجديد، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية، خافيير سولانا.

ومن المفترض أن ينتمي الرئيس الثابت الأول للمجلس الأوروبي (والذي يحل محل النظام الدوري الحالي من ستة أشهر) إلى اليمين، مما يعكس هيمنته على ميزان القوى السياسة في القارة، بينما سيشغل مرشح من اليسار منصب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية.

ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال استحداثه مؤسسات جديدة إلى الحد من تهميشه تدريجيا على الساحة الدولية في وجه «مجموعة الاثنين» الأميركية ـ الصينية التي برزت مؤخرا وكسبت مزيدا من الحضور منذ وصول باراك اوباما وفي وجه الدول الناشئة. وقال جيريمي شابيرو ونيك ويتني المحللان في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير نشر مؤخرا انه «بينما كان الأوروبيون يتنازعون حول التعيينات الجديدة التي تنص عليها معاهدة لشبونة الرامية إلى إعطاء الاتحاد الأوروبي وجها يقابل الخارج، كانوا يعلمون جيدا إلى أي درجة تتبخر قوتهم على صعيد العالم». وأضافا أن «النخب الأوروبية مصدومة بشبح التفاهة». وأكدت الجولة الآسيوية التي أنهاها باراك اوباما للتو في أعين الأوروبيين بشدة التغيرات في أولويات إدارة أميركية يبدو اليوم وكأنها تركز أكثر على الجانب الآخر من المحيط الهادي في اتجاه الصين أكثر منه على الأطلسي. ولم يمر غياب الرئيس الأميركي عن الاحتفالات الأخيرة بالذكرى العشرين لانهيار جدار برلين والتي تمثل فيها برسالة عبر شريط فيديو، مر الكرام في الاتحاد الأوروبي ولا قلة الأهمية التي أولاها على ما يبدو لقمة الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة مطلع الشهر رغم أنها عقدت في واشنطن.

ولم يحضر فيها اوباما سوى ساعة ونصف الساعة ثم اعتذر لتناول الغداء تاركا مدعويه الأوروبيين مع نائب الرئيس جو بايدن. وروى مصدر أوروبي أن «ممثلي الاتحاد الأوروبي بمن فيهم رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، لم يستحسنوا ذلك».