مظاهرات احتجاجية أمام السفارة الجزائرية بالقاهرة.. وإصابات.. ومطالبات بطرد السفير

بلخادم يحذر من إهانة الجزائريين ويؤكد: ما يربط شعبينا لا يتأثر بانفعالات البعض > عمرو موسى: ما يحدث فتنة

متظاهرون يحملون الأعلام المصرية في أحد شوارع القاهرة مطالبين بطرد السفير الجزائري أمس (أ. ف. ب)
TT

أصيب أمس 35 مصريا بينهم 11 ضابط شرطة في مواجهات مع متظاهرين، كانوا يحاولون اقتحام مقر السفارة الجزائرية، ومنزل السفير الذي يبعد عنها 200 متر بضاحية الزمالك في القاهرة، بينما قال السفير الجزائري عبد القادر حجار، إن مقر السفارة والعاملين فيها لم يصابوا بأي أضرار، مشددا على قوة العلاقات التاريخية بين البلدين. وأفاد شهود عيان أن مئات المحتجين المصريين تجمعوا بالقرب من مقر السفارة الجزائرية أمام طوق أمني مكثف، ورددوا شعارات تدعو إلى طرد السفير الجزائري وإغلاق مقر السفارة. وقال مسؤول في الشرطة المصرية لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الأمن لديها تعليمات مشددة بمنع الاعتداء على أي من الرعايا الجزائريين في البلاد، والحفاظ على المصالح الجزائرية الرسمية والخاصة في مصر.

وأضاف المسؤول إن قوات الأمن وعمال في محطة وقود قرب السفارة الجزائرية، كافحوا حتى صباح أمس لمنع النيران التي كان يقذفها المحتجون الغاضبون، من الوصول إلى خزانات الوقود بالمحطة، مشيرا إلى تعرض محطة الوقود لتلفيات كبيرة، أدت لتوقفها عن العمل.

ومنذ الليلة قبل الماضية حتى فجر أمس توجه نحو ألفي مصري إلى مقر السفارة الجزائرية وهم يهتفون مطالبين الحكومة المصرية بطرد السفير الجزائري بالقاهرة. وقالت الشرطة إنها حاولت منع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة، لكن عددا منهم جنح إلى «إلقاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة، ما أسفر عن إصابة 11 ضابطا و24 من المحتجين، وحدوث تلفيات في 15 سيارة خاصة وشرطة، وكذا تهشم واجهات 4 محلات ومحطة وقود و12 لوحة للإعلانات». وأضافت الشرطة أنها اضطرت لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي أعمال الشغب، الذين أحيلوا للنيابة العامة. وخلف المتظاهرون، بعد تفريقهم في الساعات الأولى من صباح أمس، في المربع الذي تقع فيه السفارة الجزائرية ومنزل سفير الجزائر المجاور لها قرب شارع 26 يوليو، قطع حجارة ومخلفات زجاجات حارقة، وآثار تحطيم ثلاث سيارات للشرطة ونحو 12 سيارة لمواطنين مصريين، بينما تناثر زجاج واجهات عدة محال تجارية على الأرصفة.

وفي الجزائر استنكر عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ما أسماه بـ«إهانة الشعب الجزائري والطعن في تاريخه ورموزه». وقال في مؤتمر صحافي بخصوص خلفيات الأزمة السياسية الحادة بين الجزائر ومصر، إن الجزائريين «كانوا ضيوفا على مصر ولم يكونوا معتدين».

وفي محاولة للتقليل من حدة التوتر غير المسبوق في علاقات البلدين بسبب المباراة، أوضح بلخادم، الذي كان يتحدث للصحافة، أن «ما يربط الشعبين أكبر بكثير من أن يتأثر بانفعال بعض المصريين». وذكر بلخادم بشأن القصف الإعلامي المتبادل الذي أثر بشكل كبير على العلاقات الثنائية في شقها السياسي: «في النهاية هي مباراة كرة». وتابع: «إن نظرة الاستعلاء ليست مقبولة والشعب الجزائري يقدر كل شيء لكن لا يقبل أن يهان أو يطعن في تاريخه ورموزه».

من جهته دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المصريين والجزائريين إلى الهدوء بعد التوتر الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما في كرة القدم. وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي، ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي «أدعو إلى الهدوء ووضع الأمور في حدودها وفي إطارها». كما دعا «الشارع العربي إلى العودة إلى العقل» معتبرا أن ما حصل هو «فتنة أدت إلى فورة أعصاب في بلدين كبيرين».

إلى ذلك، تقدم نائب محلي مصري بطلب إلى السلطات المحلية في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، لإطلاق اسم حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب الوطني المصري لكرة القدم، على شارع الجزائر الشهير في ضاحية المهندسين، إلا أن تغيير اسم الشارع، في حال موافقة السلطات على الطلب، سيترتب عليه تعديل في سجلات 36 جهة حكومية، كما أن عددا من سكان الشارع وصفوا الاقتراح بأنه رد فعل انفعالي وغير مناسب. عدلي راشد، عضو المجلس الشعبي المحلى لمحافظة الجيزة، تقدم بالطلب بالفعل لتغيير اسم شارع الجزائر، وسلمه كاقتراح بحسب لوائح المجلس المحلي، إلى الدكتور مصطفى الخطيب، رئيس المجلس الشعبي المحلي، والمهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة، وقال إنه يقترح على المسؤولين التنفيذيين في المحافظة تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم «الجزائر» بالمهندسين إلى شارع «حسن شحاتة»، وأن هذا الاقتراح يأتي ردا على خروج منتخب بلاده من التأهل لمونديال 2010 بعد هزيمتها من الجزائر واحد للاشيء، وما تبع ذلك من أحداث مؤسفة، نتج عنها توتر في علاقات البلدين.