عباس: حماس فاوضت إسرائيل سرا حول دولة مؤقته.. والزهار يرد: أبو مازن يريد أن يساوينا بفتح

الحركة ترفض الاتهامات وتقول لا أساس لها من الصحة

TT

اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) حركة حماس بالتفاوض سرا مع إسرائيل حول إقامة دولة فلسطينية مؤقتة. وجاءت اتهامات أبو مازن في مقابلة مع التلفزيون العربي في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ورفضت حركة حماس هذه الاتهامات ووصفتها بـ«المختلقة التي لا أساس لها من الصحة». وقال محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس لـ«الشرق الأوسط» إن أبو مازن يريد أن يسوي بين فتح وحماس، وإنه لا فرق بينهما. وأضاف «يريد عباس أن يقول إذا كانت فتح قد فاوضت الإسرائيليين سرا في أوسلو فها هي حماس تفاوضهم سرا في جنيف.. وإذا كانت فتح قد قبلت بدولة في حدود عام 1967 فها هي حماس تقبل بدولة مؤقتة».

وقال أبو مازن في المقابلة التي بثت الليلة قبل الماضية إن حماس تجري مفاوضات سرا مع إسرائيل في جنيف في سويسرا على أساس حل الدولة ذات الحدود المؤقتة.

وردا على سؤال حول سبب هذا التفاوض إذا كانت إسرائيل تفاوض السلطة الفلسطينية قال أبو مازن: «لأن محمود عباس يريد حدود 1967 كاملة، ويريد حل مشكلة اللاجئين على أساس القرارات الدولية.. يريد القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.. يريد حلا للـمياه والـمستوطنات ويعتبرها غير شرعية.. هذا صعب على الإسرائيليين ولا يريدونه».

ومضى قائلا «لهذا يذهبون إلى حل الدولة ذات الحدود المؤقتة، وهذا يعني أن الحديث يدور عن نحو 50% من الضفة الغربية للدولة الفلسطينية، وأن القدس سنجد طريقا لها، وهذا مشروع حماس: هدنة 15 سنة، ولو كنت مكان إسرائيل لقبلت مشروع حماس».

وللإيضاح قال أبو مازن مواصلا «الدولة ذات الحدود الـمؤقتة واردة في خريطة الطريق كخيار، وأنا أرفض هذا الخيار وليس إلزاما، وهذا الخيار لن ولن ولن أقبله».

وتساءل أبو مازن «لماذا لا تقاوم حماس الآن، أليست هي التي تحكم غزة، وهي التي تقول إنها تقاوم، فلـماذا لا يقاومون فعلا، ولا يقولون بمقاومة وممانعة؟.. وهناك دول مقاومة وممانعة ومنظمات الآن على أرض الواقع، حماس تحارب من يطلق أي صاروخ، وأنا ضد الصواريخ العبثية.. وقال هنية قبل يومين: نحن نحافظ على التهدئة بيننا وبين الإسرائيليين».

وتساءل أبو مازن: «أين هي مقاومة حماس؟. يمكن أن يرفع الـمرء شعارا، يمكن أن يغش بعض الناس كل الوقت وأن يغش كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن يغش كل الناس كل الوقت. إذن حماس تفاوض، وهذا ليس سرا.. الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن ذلك».

ورفضت حماس هذه الاتهامات بالمطلق. وقالت في بيان لها إن هذه التصريحات «اختلاق وافتراء على الحركة، ومحاولة مكشوفة للتغطية على فشل فريق أوسلو، وفشل مسار التسوية السياسية».

وأكدت حماس مجددا رفضها «للمفاوضات السياسية مع الاحتلال الصهيوني، وخيار الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة»، داعية «فريق أوسلو لإعادة النظر في مساره السياسي، ووقف المفاوضات العبثية مع الاحتلال، والعودة إلى خيار المقاومة لدحر الاحتلال عن أرضنا المغتصبة».

وقال الزهار وهو أحد الذين شاركوا إضافة إلى باسم نعيم من قادة حماس في غزة، في ما أطلق عليه ورشات عمل نظمتها مؤسسة القرن المقبل «نيكست سينتشوري» البريطانية في أغسطس (آب) الماضي لـ«الشرق الأوسط»: «إن خلفية التصريح هي أن أبو مازن يريد أن يثبت أنه لا فرق بين حماس وفتح.. فإذا كانت فتح قد فاوضت الإسرائيليين سرا في أوسلو، فها هي حماس تفاوضهم سرا في جنيف.. وإذا كانت فتحت قد قبلت بدولة في حدود عام 1967 فها هي حماس تقبل بدولة مؤقتة.. الحقيقة أن أبو مازن يريد أن يقول إن الشعب الفلسطيني كله نفس الشيء، ولا فرق بين هذا وذاك».

وأضاف الزهار «الواقع هو غير ما يقوله عباس. فنحن دعينا إلى لقاء مع أوروبيين وليس فيهم أي أحد إسرائيلي.. هذا هو الكلام الرسمي.. أما إذا تواجد أناس فلا علاقة لنا بهم.. كانت هناك شخصيات من بريطانيا وأميركا وألمانيا جاءوا ليستمعوا لوجهة نظرنا فقط.. يعني لا كانوا يفاوضون باسم إسرائيل ولا هم مخولون بالتفاوض مع إسرائيل. هذه هي حقيقة هذا الاجتماع». وتابع القول «هذه هي القصة ولا أكثر ولا أقل، ولا جديد عليها».

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت في عددها في 23 أغسطس (آب) الماضي تفاصيل ما سمي في حينه ورشات عمل عقدت في قلعة كو «CAUX» في سويسرا، رعتها مؤسسة القرن المقبل التي تتخذ من لندن مقرا لها، بالاشتراك مع «مبادرة التغيير» السويسرية، لبحث أفضل السبل لدفع عجلة السلام في منطقة الشرق الأوسط، كما قال رئيس المؤسسة ولسام موريس لـ«الشرق الأوسط» في حينه. وشارك فيها العشرات من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية في المنطقة وأوروبا، بما فيها شخصيات من حركة حماس وإسرائيل. وأرسلت تقارير عن نتائج هذه الورشات إلى وزراء الخارجية العرب وعدد من الوزراء الأوروبيين.