عقد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي ايه»، ليون بانيتا، الذي وصل إلى إسلام آباد في زيارة رسمية تستغرق يومين، أمس محادثات مع المدير العام للاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا.
وقال المسؤولون إن مديري وكالتي الاستخبارات ناقشا إمكانية تعزيز مشاركة المعلومات الاستخبارية في الحرب على الإرهاب كما اقترح الرئيس باراك أوباما أخيرا. ومن المتوقع أن يلتقي المسؤول الأميركي قادة الجيش الباكستاني مثل قائد أركان الجيش أشفق بيرفيز كياني وقائد أركان القوات الجوية راو قمر سليمان. كان بانيتا قد وصل إلى إسلام آباد أول من أمس في زيارة رسمية لمراجعة الموقف الحالي بشأن مشاركة المعلومات الاستخبارية بين البلدين والبحث عن وسائل لتعزيز تقاسم المعلومات الاستخبارية بين البلدين. وكانت المناطق القبلية الباكستانية قد تعرضت في اليوم الأول لزيارة مسؤول الاستخبارات إلى غارات جوية شنتها طائرة أميركية بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية من أفغانستان. وخلال الهجمة الأخيرة أطلقت الطائرة صاروخين على مجمع سكني في وزيرستان يستخدمه مقاتلون كمخبأ ومركز للتدريب. وأكد المسؤولون الباكستانيون مقتل ثمانية مسلحين. يذكر أن باكستان خفضت من نبرة اعتراضها على الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية خلال الشهور الخمسة الأخيرة، والتي كانت قد وصفتها في بداية الأمر بأنها انتهاك لسيادة الدولة. ولعل السبب الرئيس وراء خفوت حدة الانتقادات الباكستانية استهداف الطائرات الأميركية للمقاتلين في المناطق القبلية.
إلى ذلك صرح رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني انه يتعين على الولايات المتحدة أن تشرك بالكامل باكستان في خريطة الطريق الأميركية الخاصة بأفغانستان. وذكرت وكالة «اسوشيتدبرس» الباكستانية أن جيلاني أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع مع ليون بانيتا أمس. وأكد رئيس الوزراء انه يتعين أن تضع السياسة الأميركية تجاه أفغانستان في الاعتبار قلق باكستان فيما يتعلق بالزيادة المحتملة للقوات الأميركية وقوات قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) في أفغانستان، الأمر الذي ربما ينطوى على تداعيات سلبية بالنسبة للوضع في بالوشيستان. وأكد أن السياسة الجديدة للحكومة الأميركية بشأن أفغانستان يجب ألا تخل بالتوازن الإقليمي في جنوب آسيا. وأكد بانيتا لرئيس الوزراء أن الولايات المتحدة تدرك تماما الدور المحوري لباكستان في الحرب ضد الإرهاب وفي استعادة الاستقرار في أفغانستان. وأضاف أن واشنطن تعتبر باكستان شريكا استراتيجيا ترغب في إقامة علاقات طويلة الأمد معها على نحو يتجاوز التعاون على التصدي للتشدد والتطرف.