تأكيد أممي بتدهور الأوضاع في أفغانستان

مقتل 15 في هجوم انتحاري قرب منزل حاكم ولاية فرح

TT

قتل 18 شخصا أمس في تفجيرات في أفغانستان، ما يشكل بداية دامية لولاية الرئيس حميد كرزاي الثانية في خضم تفاقم انعدام الأمن بعد تسع سنوات على الحرب بقيادة أميركية في أفغانستان.

وارتفعت حصيلة القتلى إلى 30 منذ تنصيب كرزاي لولاية ثانية من خمسة أعوام أول من أمس، حيث تعهد بالعمل على إحلال السلام في البلاد وتسلم قواته المسؤوليات الأمنية من القوات الأجنبية في غضون خمسة أعوام. وفجر انتحاري على دراجة نارية عبوة في كبرى مدن ولاية فرح ما أدى إلى مقتل 15 شخصا، فيما أسفر انفجار عبوة إلى جانب الطريق عن مقتل ثلاثة مدنيين شرق البلاد. وبلغ التمرد العنيف الذي تقوده حركة طالبان ضد الحكومة المدعومة من الغرب أوجه بعد ثمانية أعوام على إطاحة القوات الدولية بقيادة أميركية بحكمها، فبدأ يتمدد تدريجيا إلى مناطق شمال وغرب البلاد التي كانت تنعم بالسلام. وأفاد مسؤولون بأن الانتحاري فجر نفسه قرب مسكن حاكم ولاية فرح، ما الحق أضرارا بالمباني المجاورة في منطقة يجري فيها تحميل الشاحنات بسلع مخصصة لهراة. وقال حاكم هراة روح الأمين أمين لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الانتحاري على دراجة نارية فجر نفسه في ساحة رئيسية قرب منزلي حيث اعمل». وتابع «قتل 15 شخصا»، في تحديث لمحصلة سابقة من 12 قتيلا. وباستثناء شرطي واحد، كل القتلى من المدنيين، بحسب أمين. وأصيب حوالي 34 شخصا بجروح اغلبهم من المدنيين، بحسب مسؤولين. وقال الحاكم إن أكثر من 12 جريحا «في حال الخطر»، ما يعني أن حصيلة القتلى قد ترتفع. وأكد الطبيب عبد الجبار شايق في المستشفى الرئيسي في المدينة الحصيلة. وفي ولاية خوست الشرقية انفجرت عبوة مزروعة إلى جانب الطريق تشبه ما تستخدمه طالبان بسيارة مدنية وأدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين، بحسب الشرطة المحلية. وأفاد المسؤول في الشرطة المحلية غول داد بأن أربعة أشخاص آخرين كلهم من عائلة واحدة أصيبوا بجروح في الانفجار. وشهدت أفغانستان أربع هجمات منذ تنصيب كرزاي. وأول من أمس قتل جنديان أميركيان و10 مدنيين في تفجيرين منفصلين. ويقوض العنف الآمال التي عبر عنها كرزاي في خطاب تنصيبه في تسلم القوات الأفغانية قيادة عمليات ضمان الأمن، ما يجيز مغادرة أكثر من 100 ألف جندي من الحلف الأطلسي والقوات الأميركية تدريجيا. وقال كرزاي أمام حشد ضم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «نأمل أن تتمكن القوات الأفغانية التكفل بمسؤولية الأمن في غضون خمس سنوات». كما اقترح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي تعرض تأييده للحرب إلى انتقادات، وضع جدول زمني لتسليم المهام تدريجيا من عام 2010، غير أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أشار إلى انه من المبكر تحديد جدول زمني. وفيما يركز كرزاي اهتمامه نحو تأليف حكومة ينتظر المجتمع الدولي والأفغانيون ليروا إن كان قادرا على الوفاء بوعوده بالقضاء على الفساد وإحلال السلام في البلاد. وحاز خطاب كرزاي على إشادة مسؤولين غربيين من بينهم كلينتون التي اعتبرته «نقطة انطلاقة جديدة مهمة» فيما تدخل الحرب بقيادة أميركية عامها التاسع. وطلب داعمو كرزاي الغربيون منه تحركا حاسما، لاستيائهم من إرسال 100 ألف جندي ومليارات الدولارات إلى أفغانستان بلا مردود يذكر، لا سيما بعد أن بهتت صورة الرئيس الأفغاني عقب إعادة انتخابه المشوبة بالتزوير، إلى جانب تفشي الفساد وسوء الإدارة. وقال ممثل الأمم المتحدة الخاص بأفغانستان وباكستان ايتوري سيكوي «المستقبل سيثبت لنا، لكنني اعتقد بأننا في الاتجاه الصحيح». إلى ذلك قالت الأمم المتحدة أول من أمس إنه بعد ثماني سنوات من الغزو الأميركي لأفغانستان الذي أطاح من السلطة، أصبحت هذه الدولة التي تمزقها الحرب أخطر مكان في العالم يمكن أن يولد به طفل.

وفي التقرير السنوي الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن حالة الأطفال في العالم أكد أن أفغانستان باتت مكانا خطيرا حيث يوجد بها أعلى معدل لوفيات الرضع في العالم وهو 257 حالة وفاة من بين كل ألف حالة ولادة وأن 70% من السكان لا تتوفر لهم مياه نقية. ومع تصاعد الصراع بين القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تقاتل ضد الحكومة الأفغانية والوجود الأجنبي الذي يدعمها، أصبح انعدام الأمن بصورة متزايدة يجعل من الصعب تنفيذ حملات التطعيم الحيوية ضد أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والحصبة. وقال دانييل تول المدير الإقليمي لليونيسيف في جنوب آسيا للصحافيين في جنيف إن 43% من مساحة أفغانستان بعيدة فعليا عن متناول منظمات الإغاثة نتيجة لانعدام الأمن، مشيرا إلى أن 317 من مدارس أفغانستان تعرضت للهجوم العام المنصرم ما أدى إلى مقتل 124 وإصابة 290.