غيتس يتوقع نقل السلطة الأمنية للأفغان محافظة بمحافظة على غرار العراق

تحذير أميركي من وضع جدول محدد للانتقال العسكري في البلاد

TT

بينما تترقب أوساط سياسية وعسكرية وإعلامية في واشنطن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يخص زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أنه سيعمل على تقوية القوات الأفغانية وتوليها المسؤولية الأمنية خلال 5 سنوات. وكان هذا الإعلان أول مرة تعبر فيه القيادة الأفغانية عن جدول زمني لتولي مسؤولية أمنها في البلد الذي ما زال يعتمد كليا على تواجد 68 ألف جندي أميركي ونحو 38 من دول حليفة أخرى في البلاد. وحتى الآن، لم يحدد إطار زمني لبقاء القوات الأجنبية في أفغانستان وهو أمر بدأ أوباما يهتم به وقد طلب من مستشاريه السياسيين والعسكريين التخطيط له ومن المرتقب أن تكون هذه القضية من العناصر الجوهرية في إعلان أوباما عن استراتيجيته لأفغانستان خلال الأيام المقبلة. وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يتحدثون بحذر عن الوجود الأميركي في أفغانستان، منتظرين الإعلان الرسمي من أوباما حول إستراتيجيته، إلا أنه بدا من الواضح أن مسألة الانتقال الأمني إلى القوات الأفغانية تزداد أهمية. وأصبح تدريب القوات الأفغانية وتجهيزها لتولي المسؤولية الأمنية من أولويات الجيش الأميركي وقوات حلف الشمال الأطلسي «إيساف». وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس: «من الواضح، جزء أساسي من الاستراتيجية في أفغانستان يجب أن تكون زيادة عدد القوات الأمنية الوطنية وتدريبها وجعلها شريكة لنا». وأضاف أن «القضية الجوهرية للإستراتيجية هي قدرة نقل المسؤولية الأمنية بأسرع وقت تسمح به الظروف للأفغان أنفسهم». إلا أنه رفض تحديد موعد معين لبدء هذه العملية أو الانتهاء منها، على الرغم من تصريحات كرزاي.

وأصبح النموذج العراقي لنقل السلطة أبرز نموذج تنظر إليه القيادات العسكرية الأميركية، على أمل أن تكون القوات المحلية، إذا كانت أفغانية أو عراقية، في المقدمة في مواجهة التمرد والمسلحين وان تقدم القوات الأميركية الدعم اللوجستي والاستراتيجي بالإضافة إلى القوة الجوية. وبينما اتجه العراق تدريجيا إلى هذه المرحلة عبر السنتين الماضيتين، ما زالت أفغانستان تعتمد على الدور المباشر للقوات الأجنبية. وشرح غيتس: «أرى أن العملية ستكون مشابهة لتلك التي رأيناها في العراق، حيث أصبحنا شركاء، بعدها ابتعدنا لوضع تكتيكي للمراقبة وبعدها وضع استراتيجي للمراقبة بينما القوات المحلية تزيد من مسؤوليتها». وأضاف: «مثلما حصل في العراق، من المرجح أن يحدث ذلك في أفغانستان على أساس محافظة تلو محافظة أو حتى على مستوى المناطق المحلية». وأكد غيتس أن هناك «رغبة من جميع الأطراف بالعمل على بدء عملية نقل السلطة الأمنية بأسرع وقت ممكن، ولكن سيكون الأمر غير مجز إذا بدأنا بنقل تلك المسؤولية للأفغان قبل أن يكونوا جاهزين ولديهم القدرة على الإبقاء على الأمن». ولهذا السبب، قال غيتس إنه من الأفضل أن «هؤلاء العاملين على الأرض في أفغانستان عليهم أن يقدروا الوقت الذي تكون فيه محافظة أو محلة جاهزة لنقل السلطة»، في إشارة إلى عدم وضع جدول زمني محدد مسبقاً كي لا تحدد العملية بجدول زمني غير مرتبط بالتطورات على واقع الأرض. وتوقع غيتس أن «بعض المحافظات ستكون جاهزة لنقل السلطة قريباً نسبياً، ولكن سأترك الأمر للقادة على الأرض».