دول 5+1 تعرب عن خيبة أملها من رد إيران «غير الإيجابي» وتحذرها من ضياع الفرصة

البرادعي: طهران لم تعط بعد «ردها النهائي».. ونأمل في موافقة قبل نهاية العام

محمود أحمدي نجاد وداود أوغلو خلال مباحثاتهما في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتبرت الدول الست الكبرى التي تتفاوض مع إيران بشأن ملفها النووي أمس، أن طهران لم ترد «إيجابا» على عرض الوكالة الذرية المتعلق بتخصيب اليورانيوم الإيراني، معربة عن «خيبة أملها» لهذا الموقف، إلا أنها أعلنت في الوقت ذاته، أنها قررت أن تجتمع قريبا لتقييم آخر تطورات الملف الإيراني وتقرير الخطوات اللازمة، محذرة إيران من «إضاعة فرصة» الحوار النووي مع الغرب وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج لإيران.

وقال روبرت كوبر، الذي يمثل خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إثر اجتماع مندوبي الدول الست في بروكسل «لقد خاب أملنا لعدم تحقيق تقدم» منذ الاجتماع بين الدول الست وإيران في جنيف في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وأضاف كوبر «إيران لم ترد إيجابا على مشروع الاتفاق الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتصل بمفاعل البحث النووي في طهران». وتابع «لم تخض إيران حوارا مكثفا، ولم تقبل خصوصا باجتماع جديد» مع الدول الست قبل نهاية أكتوبر، كما سبق أن التزمت في جنيف. وحضت الدول الست الكبرى إيران على إجراء «حوار جدي» معها.

وأوضح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أن الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، بحثت خلال الاجتماع مسألة العقوبات بحق طهران ولكن «ليس في شكل محدد».

وقال هذا المسؤول للصحافيين في بروكسل «تمت مناقشة العقوبات في شكل عام. الرد كان أن ثمة جدولا زمنيا حول هذه الأمور والوقت ليس ملائما» لمناقشة القضية.

وأضاف أن «استراتيجية (المقاربة المزدوجة) لا تزال معتمدة» حيال إيران، في إشارة إلى استراتيجية العقوبات والتحفيزات التي انتهجها المجتمع الدولي مع إيران.

من ناحيته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي، أن إيران لم تعط بعد «ردها النهائي» على العرض الدولي الذي قدم لها حول تخصيب اليورانيوم.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في برلين «لا أعتبر أنني تلقيت ردا نهائيا.. لكنني آمل في أن أحصل على رد قريبا». وأضاف «لم نتلق ردا خطيا إيرانيا.

ما حصلت عليه بالتأكيد هو رد شفهي يقول إننا بحاجة إلى الاحتفاظ بكمية اليورانيوم التي نملكها حتى نحصل على وقود». وأضاف البرادعي الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر الحالي، بعد أن تولى رئاسة الوكالة 12 سنة «أعتقد بصراحة أن الكرة في ملعب الإيرانيين. آمل في ألا يفوتوا هذه الفرصة الفريدة». وتابع «آمل في أن نتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية السنة».

وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) قدمت الوكالة اقتراحا للإيرانيين يقضي بتخصيب اليورانيوم الذي يستخدم لأغراض مدنية في بلد آخر. ورفضت طهران الأربعاء هذا الاقتراح الذي ينص على أن تصدر إيران اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى روسيا ليخصب فيها، ثم يرسل إلى فرنسا حيث يحول إلى وقود. وقال البرادعي إن الرد الإيراني يدل على «غياب كامل للثقة».

والخميس أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون في «عواقب» رفض طهران وأشار ضمنا إلى تشديد العقوبات. وشكك البرادعي في فعالية العقوبات الجديدة على طهران. وقال «لا أرغب في العودة إلى العقوبات. في معظم الحالات تؤثر العقوبات على الأبرياء ولا تسوي المشاكل». وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى «مواجهة أكبر» و«استفزاز أكبر» من قبل إيران داعيا إلى «بذل كل الجهود لتجنب هذا الأمر».

وقال البرادعي «في حال سنفرض عقوبات، فإننا بحاجة إلى عقوبات ذكية تطال الحكومات وليس الأفراد». وقال البرادعي إن العقوبات التي كانت مفروضة على العراق قبل غزو التحالف الدولي له في 2003 كانت «فظيعة».

وتوجه البرادعي إلى نظام طهران قائلا «عليكم سلوك درب الدبلوماسية وإدراك أنها المرة الأولى التي ستحصلون فيها على تعهد حقيقي من قبل رئيس أميركي»، مشيدا بجهود واشنطن الأخيرة لتسوية الملف النووي الإيراني. وصرح للصحافيين في برلين «الكرة الآن في ملعب إيران. إنني آمل ألا يهدروا هذه الفرصة السانحة».

وأضاف أن «مكاسب الأسرة الدولية ستكون كبيرة إذا ما حسنت علاقاتها. وإيران في رأيي المفتاح لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط وأفغانستان والعراق وسورية ولبنان وفلسطين».

ومسألة تخصيب اليورانيوم في صلب اختبار القوة بين إيران والدول الست التي تخشى من أن تستخدم طهران هذه المادة لأغراض عسكرية. ويأتي ذلك فيما يلتقي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تبريز شمال إيران بحسب دبلوماسي تركي لبحث الملف الإيراني واحتمال وساطة.

وكان متقي قد قال إن إيران لن تقبل الاتفاق الخاص بالوقود إلا في حالة إجراء عملية تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب بالوقود النووي في ذات الوقت.

وبناء على ذلك، اقترح البرادعي أن تكون تركيا وسيطا مؤتمنا لعملية التبادل، بحيث تشحن إيران الوقود النووي إلى تركيا التي تحتفظ به، بينما تقوم روسيا بتخصيب دفعة منفصلة من الوقود النووي. ولن تتسلم روسيا الوقود الإيراني الأصلي إلا بعدما تسلم الوقود المخصب لإيران. وقال البرادعي إن إيران «في حاجة لأن ترتفع فوق النزاعات الداخلية» بشأن القضية النووية وتتحمل «حدا أدنى» من المخاطر من أجل السلام. وأردف «هذا سوف يفتح المجال أمام إيران والولايات المتحدة للدخول في مفاوضات واسعة النطاق».