دول حليفة لإيران تأمل ألا تبكي طهران يوما على اللبن المسكوب

مسؤول دولي: أي تعهدات وضمانات تحتاجها إيران أكثر؟

TT

أبدى أكثر من مصدر دبلوماسي حليف لإيران من مجموعة الـ 77 ودول عدم الانحياز أملا أن تفاجئ إيران اجتماع مجلس المحافظين في جلسته صباح الخميس القادم، أي أربعة أيام، قبل انتهاء الفترة الثالثة للدكتور محمد البرادعي كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعلانها قبول مقترحه لتوفير وقود نووي تطلبه لمفاعل طهران للأبحاث الطبية. مشيرين في تعليقات لـ«الشرق الأوسط» من مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا صباح أمس، إلى أن إيران بذلك ستسجل إصابة قوية وترسل رسالة واضحة تؤكد إيمانها بضرورة العمل الدبلوماسي بدلا عن المواجهة. وأنها تثمن في ذات الوقت المجهودات التي بذلها البرادعي للوصول لحل دبلوماسي سلمي لقضية ملفها النووي. راجين ألا يأتي يوم تبكي فيه إيران على اللبن المسكوب.

من جانبه كان البرادعي قد كرر في مؤتمر صحافي عقده ببرلين صباح أمس، أمله في أن توافق إيران على المقترح بإرسال 70% مما خصبته من يورانيوم لتتم معالجته أوروبيا، ثم يعود لاستخدامها كوقود لاحتياجات طبية وذلك قبل نهاية العام. مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب إيران.

في سياق آخر أكد دبلوماسي غربي كبير في حديث شاركت فيه «الشرق الأوسط» على وحدة صف دول مجموعة 3+3 (فرنسا وألمانيا وبريطانيا بالإضافة للصين وروسيا والولايات المتحدة الأميركية) التي اجتمعت يوم أمس بالعاصمة البلجيكية، بروكسل، على مستوى وفود سياسية لبحث الخطوة التالية لما تعتبره المجموعة تأخيرا متعمدا من طهران للرد رسميا على مسودة الاقتراح التي تسلمتها من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بخصوص توفير وقود نووي لمفاعل طهران للأبحاث. موضحا أن كل المحاولات التي حاولتها إيران بإحداث شق وفرقة في المواقف بين أعضاء المجموعة لتبقى روسيا في الحياد ولإبعاد فرنسا وطردها بعيدا عن طاولة المفاوضات باءت بالفشل. موضحا أن المجموعة بدأت فعليا في بحث الخطوات التي عليهم أن يخطوها نتيجة لموقف طهران خاصة في أعقاب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني والتي أكد فيها أن بلاده لن تقبل مطلقا بإرسال ما بحوزتها من يورانيوم خارج حدودها، مبديا إصرارا أن تتم كل مراحل الاتفاق من تسليم وتسلم داخل إيران.

هذا وقد أشار الدبلوماسي رفيع المنصب، إلى أن أس هذا الاتفاق ومركز ثقله هو أن ينقل اليورانيوم الإيراني خارج إيران، لبث قدر من الطمأنينة أن إيران لن تسعى لاستخدام اليورانيوم لأغراض عسكرية. متسائلا كيف يتسنى لطهران وبعد كل هذا الوقت الذي أضاعته منذ 21 الفائت أن تأتي الآن وتطالب بتعديل الاتفاق بل هدم أهم أركانه؟ مسترسلا أنهم تقدموا لإيران باقتراح متوازن يعمل وفق صيغة تحقق الفوز لكل طرف.

مشبها موقفهم بمن كان يحمل بوكيه ورود نضرة زاهية، إلا أن إيران وبطول ممطالتها دفعت بتلك الورود للجفاف والتساقط واحدة تلو الأخرى. مشيرا إلى أن انتظارهم لإيران لن يطول أكثر مما طال، وعليه فإنهم أصبحوا أمام ضرورة البحث عن خيارات بما في ذلك أن اقتراح أن يدين مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الخميس القادم إيران بعدم الالتزام لمواصلتها التخصيب رغم القرارات الصادرة من مجلس الأمن ومجلس الأمناء التي تأمرها بتجميد التخصيب مما سيعرض إيران لمزيد من العقوبات.

من جانب آخر وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» قلل المسؤول من ضرورة الانصياع لطلب إيران بعقد جلسة محادثات ثانية للبحث، كما تطلب مزيدا من التفاصيل التقنية وللحصول على مزيد من الضمانات. مشيرا إلى أنهم مع إيران قتلوا كل التفاصيل بحثا كما قدموا لها كل ما يمكن تقديمه من ضمانات. مذكرا أن الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية شخصيا وضع كل تجاربه، ومواقفه، ومنصبه، والموقع الدولي الرفيع الذي ناله بفوزه بجائزة نوبل للسلام كضمان أمام إيران، ومع ذلك فإن طهران ما تلبث تبحث كل يوم عن عذر جديد لتأجيل رفع رد رسمي. مضيفا أن كلا من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة قدمت التزامات لحدود أبعد من مجرد الاتفاق بل خطوات لاحقة لتنفيذه من ذلك الالتزام الأميركي بمد المفاعل بكل أساليب الأمان والسلامة وتجديد معداته مساهمة من أجل أن يتوفر لمرضى السرطان في إيران الوقود الذي يحتاجونه حتى لا يتوقف المفاعل عن العمل.