تباين داخل الحكومة المغربية بشأن عودة أو بقاء الكفاءات في المهجر

توقيع 10 اتفاقيات تتيح لمغاربة ألمانيا المساهمة في مشاريع تنموية

المنصة الرئيسية لجامعة فاس الخريفية حول الاستفادة من الكفاءات المغربية في أوروبا (تصوير: ياسين اريخا)
TT

تباينت مواقف وزيرين في الحكومة المغربية بشأن وضع الجاليات المغربية التي تقيم في أوروبا، إذ أعلن أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة خلال لقاء حول الجاليات في المهجر انعقد في فاس (وسط المغرب) عزم الحكومة تطوير اقتصادها عبر اعتمادها على الموارد البشرية التي تتمتع بالكفاءة في الخارج في مجالات الطاقة وقطاع السيارات والصحة، ودعا هذه الشرائح للعودة إلى المغرب، بلدهم الأصلي، لتحقيق التطور الاقتصادي والتكنولوجي عبر استثمارات واسعة. لكن عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية حث الجالية المغربية المقيمة في الخارج على البقاء حيث هي من أجل الترويج للتجارة المغربية، مشيرا إلى أن المغرب هو البلد الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل الحر مع دول الاتحاد الأوروبي وأميركا والدول العربية وهو ما يعادل مليار مستهلك.

إلى ذلك أعلن محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج عند انطلاق أشغال «الجامعة الخريفية حول الجاليات»، التي تركز على مساهمة المغاربة في ألمانيا في تنمية بلادهم، عن توقيع عشرة مشاريع جاهزة تهم مجال الصحة والبحث العلمي والاختراع من طرف كفاءات مغربية مقيمة في ألمانيا، واعتبر عامر الجامعة الخريفية بمثابة حدث كبير في علاقته مع الخارج وفرصة لكي يترجم سياسته الجديدة لتعبئة الكفاءات المغربية في الخارج وأضاف يقول «إنها مرحلة جديدة نمر من خلالها إلى شراكة أمتن واندماج أقوى بين المغرب والدول الأجنبية» مؤكدا أن المغرب يتوفر على الشروط التي تتيح إنجاح هذه التجربة النوعية والأولى للتعاون مع الكفاءات المغربية في بلد أوروبي والبلد الأم (المغرب). وأوضح عامر أن التجربة ستعمم على جميع الدول التي توجد بها كفاءات مغربية حيث قامت الوزارة ببرمجة لقاءين للكفاءات المغربية المقيمة بفرنسا وكندا وفي وقت لاحق مع بلجيكا من أجل إشراكهم في المشاريع التنموية في المغرب. يشار إلى أن «الجامعة الخريفية» هي مبادرة نظمت من طرف الحكومة المغربية والحكومة الألمانية وشبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا.

ومن جهته قال السفير الألماني في المغرب، الدكتور ألف ديتر كليم، إن المبادرة الألمانية المغربية ستعزز الروابط الثقافية والعلمية للكفاءات المغربية في ألمانيا والمغرب. وأضاف أن الحكومة الألمانية تشجع مثل هذه المبادرات لأنها تدرك أن خارج المغرب سواء في ألمانيا أو في دول أخرى، هناك مجموعة مهمة من الكفاءات المغربية ومن الطبيعي أن تسهم في تطوير بلادها. وأضاف كليم أن السفارة الألمانية تتابع باهتمام هذه الكفاءات الألمانية المغربية.

وقال هاشم الحدوثي، رئيس شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا بعد عرض فيلم قصير حول الجالية المغربية في ألمانيا يسلط الضوء على المجالات التي تشغلها هذه الفئة في ألمانيا، إن هذا اللقاء مهم لجميع الأطراف المساهمة في إنجاحه. وأشار الحدوثي إلى أن المغرب في ظل التطور الذي يعرفه لا يحتاج فقط إلى التحويلات المالية بل هو في حاجة ماسة إلى الخبرات والتكنولوجيا التي تتوفر عليها الجالية المغربية. مضيفا أن هذه التظاهرة جاءت أيضا لتوثيق الذكرى الخمسينية للهجرة المغربية إلى ألمانيا والتي ستكون في عام 2013 والتي يتم التحضير لها على جميع المستويات بما في ذلك المستوى الفني حيث سيتم تقديم عرض أوبرالي حول الأسطورة المغربية الأمازيغية تسلي وايسلي لقبائل آيت محاميد في مدينة إملشيل (وسط المغرب). يشار إلى أن ألمانيا هي الوجهة المفضلة للطلاب المغاربة، فحسب إحصائيات السفارة المغربية في ألمانيا يبلغ عدد الطلاب المغاربة 6000 طالب مغربي، لذا تسعى وزارة الجالية المغربية وشبكة الكفاءات المغربية المقيمة في ألمانيا من هذا النشاط لتحديد برنامج خاص بالتعاون والشراكة لما يناهز 15 مشروعا في مجال التنمية المستدامة والبحث والابتكار والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافة والفنون والطيران وصناعة السيارات. كما يتوخى من هذه المبادرة توطيد تواصل هذه الكفاءات مع ذوي الخبرة في مختلف الميادين بالمغرب وكذلك تسخير جميع الوسائل لدعم المشاريع الاستثمارية للمغاربة القاطنين بألمانيا. وشهد هذا اللقاء مشاركة الفاعلين في مجال التعاون المغربي الألماني متعدد الأطراف وكذا المؤسسات المشغلة لهذه الكفاءات في تعبئة التمويلات الوطنية والألمانية والدولية من أجل تفعيل المشاريع المنتقاة في هذا الملتقى. بالإضافة إلى 300 مشارك من بينهم 130 خبيرا ومهتما مغربيا.