تأجيل الفصل في قضية «خلية حزب الله» بمصر ومصالحة بين الدفاع المنسحب والمحكمة

المتهمون هتفوا ضد محاميهم المنتدبين

TT

هتف المتهمون في قضية خلية حزب الله اللبناني بمصر ضد محاميهم المنتدبين من المحكمة، واتهموهم بالعمالة لإسرائيل، مطالبين أن يقتصر الدفاع عنهم من جانب هيئة الدفاع الأصلية التي أوكلوها، وهي الهيئة التي تضم عددا من كبار المحامين.

وبعد أن كانت أعلنت انسحابها، عادت هيئة الدفاع الأصلية أمس لمباشرة عملها أمام المحكمة، وهي محكمة جنايات أمن الدولة العليا «طوارئ»، بعد أن جرت مصالحة في جلسة أمس مع المحكمة التي قررت تأجيل الفصل في القضية إلى جلسة 26 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويبلغ عدد المتهمين والبالغ عددهم 26 متهما، من بينهم 4 هاربين، وجاء قرار تأجيل الفصل في القضية، بسبب غياب المتهم سلمان كامل، لانشغاله في أداء امتحانات نصف العام بكلية طب جامعة عين شمس بالقاهرة، بعد حصوله على الموافقات اللازمة لذلك من المحكمة.

وكانت هيئة الدفاع الأصلية قد انسحبت احتجاجا على ما قالوا إنه رفض من جانب المحكمة لعدد من طلباتهم. وبدأ الدكتور محمد سليم العوا من هيئة الدفاع الأصلية عن المتهمين مرافعته في جلسة أمس بالتأكيد على تقدير دفاع المتهمين لهيئة المحكمة التي تنظر القضية، وكذا تقديرهم للقضاء المصري وعدم وجود أي خصومة بينهم وبين المحكمة، عقب الأزمة التي جرت بين الدفاع والمحكمة في الجلستين السابقتين.

وقال العوا «إن ما حدث في الجلستين الماضيتين هو مجرد سوء تفاهم»، مشيرا إلى أن هيئة الدفاع (الأصلية) عدلت عن قرارها بالانسحاب إحساسا منها بالمسؤولية تجاه موكليها والقضية وضرورة رأب الصدع الذي وقع بين المحكمة وهيئة الدفاع تقديرا منهم للمحكمة والقضاء ككل.

من جانبه، أعرب رئيس المحكمة عن تقديره للمحامين الحضور سواء كانوا الأصليين أو المنتدبين، مؤكدا استجابته لطلبهم بالتأجيل، فيما أكد عدد من أعضاء مجلس نقابة المحامين الذين حضروا الجلسة عدم وجود أي مظهر من مظاهر الخلاف من جانبهم تجاه هيئة المحكمة.

وكانت قاعة المحكمة قد شهدت قبل بداية الجلسة مشادات كلامية عنيفة بين هيئة الدفاع الأصلية وعدد من أعضاء مجلس نقابة المحامين من جهة، والمحامين الذين انتدبتهم المحكمة للدفاع من جهة أخرى، في ظل إصرار المنتدبين على الحضور عن المتهمين، بينما أكد أعضاء مجلس النقابة أن أي محام من المنتدبين يخالف قرار النقابة ويثبت حضوره عن المتهمين، ستتم مساءلته ومحاسبته من جانب النقابة وتوقيع جزاءات بحقه تصل إلى الشطب من عضوية النقابة.

وفور دخول المتهمين قفص الاتهام وعلمهم بإصرار المحامين المنتدبين على الحضور والدفاع عنهم، هتفوا ضدهم واتهموهم بالعمالة لإسرائيل عندما قال أحدهم في الجلسة الماضية إن إسرائيل ليست عدوا وأن ما أقدم عليه حزب الله يعد جريمة.

وأثبت رئيس المحكمة القاضي عادل عبد السلام جمعة في بداية الجلسة تلقي المحكمة موافقة وزير العدل المصري ممدوح مرعي ونقيب المحامين المصريين حمدي خليفة، على حضور المحامي اللبناني أميل الرحمة عن المتهم الثاني محمد يوسف منصور الملقب بسامي شهاب.

يشار إلى أن المتهمين في القضية التي كشف النقاب عنها في أبريل (نيسان) الماضي تتوزع جنسياتهم ما بين لبنانيين اثنين و5 فلسطينيين وسوداني و18 مصريا، اعتقل منهم 22، بينما لا يزال أربعة آخرون هاربين.