وسط انباء متواترة عن تزايد أعداد الاشخاص المصابين بسلالة من نوع متحور لفيروس انفلونزا الخنازير يقاوم الادوية المضادة له، واحتمالات انتقاله من شخص لآخر، حذر خبراء دوليون من وصول موجة الوباء بفيروس «اتش 1 ان 1» الى ذروتها قريبا.
وقال مسؤولون صحيون في بريطانيا انهم يتحققون حاليا مما يبدو انه انتشار لسلالة مقاومة للعقاقير من فيروس انفلونزا الخنازير من شخص الى آخر، قد تكون الاولى من نوعها في العالم. وقد اصيب بهذه السلالة المقاومة لعقار تاميفلو خمسة من المرضى في احد مستشفيات مدينة كارديف في مقاطعة ويلز. ورغم تسجيل عشرات الحالات العالم لإصابات بفيروس مقاوم للعقار اثناء تناوله إلا أن أيا من المصابين لم ينقل بشكل مؤكد حتى الآن، السلالة لآخرين. كما اشار خبراء في الولايات المتحدة الى ازدياد أعداد المرضى الذين يحملون فيروس أنفلونزا الخنازير من سلالات مقاومة للعقار المعالج له. وسجلت أربع حالات في مركز جامعة ديوك الطبي لمرضى لم يؤثر فيهم عقار «تاميفلو»، وتسع حالات أخرى في ولاية كارولينا الشمالية.
وفي النرويج قال مسؤولون انهم يتحققون من سلالة متحورة لدى بعض المرضى، قد تكون مسؤولة عن التسبب في اعراض حادة.
وقال المعهد النرويجي للصحة العامة في بيان ان «التحور قد يؤثر على قدرة الفيروس على التوغل اكثر في الجهاز التنفسي وبالتالي التسبب في مرض اخطر». وقد عزل الفيروس من اول حالتين قاتلتين للانفلونزا الوبائية في البلاد، ومن حالة خطرة لمصاب آخر بالمرض. الا ان منظمة الصحة العالمية قالت ان التحور لا يبدو انه منتشر في النرويج، وان الفيروس لا يزال حساسا للعقاقير المضادة للفيروسات ولقاحات الوباء. واضافت ان تحورا مشابها رصد في فيروسات «اتش1 ان1» في دول عديدة اخرى بينها الصين والولايات المتحدة في حالات حادة وكذلك في بعض الحالات المتوسطة.
على صعيد آخر ذكرت احدث دراسة علمية اميركية حول فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس انفلونزا الخنازير قدمت في المؤتمر الثامن والخمسين لجمعية الطب الاستوائي الاميركية، ان نوعي اللقاح الحاوي لنسخة ضعيفة من فيروس «اتش 1 ان 1»، والآخر الحاوي على فيروس ميت منه، لا يقدمان تحصينا كاملا الا بنسبة تصل الى 45 في المائة تقريبا. واضافوا ان الافراد من الشباب والصغار هم المستفيدون الاكثر من هذا التحصين مقارنة بكبار السن.واجرى الباحثون بقيادة العقيد الدكتور خوسيه سانشيز الباحث في مركز الاستطلاع الصحي للقوات العسكرية الاميركية في سيلفر سبرنغ في ماريلاند، تحليلا لبيانات عن الاصابات بالانفلونزا بين افراد القوات المسلحة، وقارنوها بأفراد آخرين. ونشرت الدراسة امس على موقع «ميديكال نيوز توداي» الالكتروني. وقالت منظمة الصحة العالمية ان انفلونزا «اتش1 ان1» تتحرك شرقا عبر اوروبا واسيا بعد ان وصلت ذروتها على ما يبدو في اجزاء من أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وقالت المنظمة في بيان ان هناك «دلائل اولية على ان نشاط المرض بلغ ذروته في مناطق معينة في نصف الكرة الارضية الشمالي» وفقا لما اوردته وكالة رويترز. وما زال انتشار المرض كبيرا في كندا حيث ان العدد الاكبر من الذين يزورون الاطباء هم من الاطفال. لكن مسؤولين اميركيين يرون ان هناك مؤشرات على تراجع. وقالت الدكتورة آن شوشات من المركز الاميركي لمراقبة الامراض والوقاية منها:«بدأنا نشهد نوعا من التراجع في نشاط الانفلونزا في كل انحاء البلاد لكن ما زال هناك انتشار كبير للمرض».
وقالت منظمة الصحة العالمية ان النرويج ودول ابعد شرقا بينها جورجيا وليتوانيا ومولدوفا وصربيا اعلنت عن زيادات كبيرة في مرض يشبه الانفلونزا أو عدوى تنفسية حادة. وتعلن قازاخستان واوزبكستان واجزاء من افغانستان وبشكل خاص العاصمة كابول عن اعداد كبيرة من حالات الانفلونزا. كما تعلن اسرائيل عن زيادات كبيرة. وقال انتوني ماونتس من الفريق المعني بالانفلونزا في المنظمة العالمية ان «ما يحدث بشكل اساسي هو ان المرض ينتشر شرقا.. وفي المعتاد غالبا ما تبدأ الانفلونزا الموسمية في الغرب ثم تتجه شرقا. ويبدو انها تتبع هذا النمط باستثناء انها جاءت مبكرا جدا هذا العام».
ويمكن للانفلونزا ان تبلغ ذروة في الانتشار عدة مرات في موسم واحد. وقال الخبراء انه يمكن توقع اسابيع او شهور اخرى من المرض، واشاروا الى انه خلال وباء 1957 وهو خريف مزدحم تبعه«هدو» ثم ارتفعت الاصابات بشكل كبير مرة اخرى بدءا من يناير (كانون الثاني). وبدأت حملات التحصين باللقاحات في دول كثيرة لكن هناك شركات اعلنت عن متاعب في صنع لقاح مضاد للفيروس «اتش1 ان1». وما زالت الولايات المتحدة تناضل لتوزيع اللقاحات لكن وزيرة الصحة الكندية ليونا اجلوكاك قالت ان اللقاح لنصف سكان كندا تقريبا سيجري شحنه خلال نهاية الاسبوع المقبل.
ويبحث خبراء الصحة عن اي دلائل على ان فيروس«اتش1 ان1» يتحور الى صورة مقاومة للعقاقير. وفي العام الماضي اكتسبت النسخة الموسمية لفيروس«اتش1 ان1»، وهو يمت بصلة قرابة بعيدة لهذه السلالة الوبائية، مناعة لعقار تاميفلو. واعلن عن 6770 حالة وفاة على الاقل في كل انحاء العالم منذ ظهور فيروس انفلونزا الخنازير في ابريل (نيسان)، اي بزيادة نحو 500 وفاة اضافية خلال اسبوع حسب اخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية نشرت اول من امس ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية. لكن المسؤولين عادة يؤكدون ان المحصلة المؤكدة تمثل مجرد شريحة من الحالات الفعلية حيث لا تجرى اختبارات لمعظم المرضى.