الرئيس الروسي ينتقد الحزب الحاكم ويدعوه إلى تحديث نفسه

بوتين كان يستمع إليه بين الحضور.. يقلب الصحف ويدون ملاحظات

TT

انتقد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بشدة الحزب الحاكم في البلاد، روسيا الموحدة، واخذ عليه «تخلفه» و«مكائده»، وذلك بعد بضعة اسابيع من فضيحة تزوير في انتخابات محلية. وقال الرئيس الروسي في خطاب اثناء المؤتمر السنوي للحزب في سان بطرسبورغ ان حزب «روسيا الموحدة لا يمكنه القيام بأي تغيير ايجابي الا اذا غير نفسه». وشدد الرئيس الذي لا ينتمي الى عضوية الحزب الحاكم على غرار سلفه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين«ان على الحزب ان يحدث نفسه كي لا يشيخ، وان لا يتأخر عن مسيرة الحياة او عن ناخبيه بالذات».

ويشغل حزب روسيا الموحدة 315 من اصل 450 مقعدا في مجلس الدوما (مجلس النواب)، ويعمد معارضون ومحللون الى تشبيه عمله اكثر فأكثر بعمل الحزب الشيوعي ايام الاتحاد السوفياتي. وقال مدفيديف«ان على الحزب ان يعمل على تحديث نفسه وان يصبح اكثر مرونة وانفتاحا، يجب ان يتعلم كيف ينتصر في صراع مفتوح».

وتأتي هذه الانتقادات بعد بضعة اسابيع من فضيحة غير مسبوقة في روسيا تتعلق بانتخابات محلية جرت في الحادي عشر من اكتوبر (تشرين الاول)، وفاز فيها حزب روسيا الموحدة بغالبية كبيرة على خلفية اتهامات بالتزوير. وقاطعت ثلاثة احزاب معارضة جلسات مجلس الدوما بصورة موقتة احتجاجا على ذلك. وفي اشارة الى هذه الحادثة على ما يبدو، ندد مدفيديف بـ «المكاتب الاقليمية، وقال ميدفيديف بينما كان بوتين يتابعه بين الحضور ان حزب روسيا المتحدة الذي يقارنه المنتقدون بالحزب الشيوعي ابان الحقبة السوفيتية يجب ان يتغير. واضاف:«الحزب... مجرد اداة... نعم اداة بالغة الأهمية وضرورية تماما لكنه مجرد اداة.. وسيلة لا غاية». وبينما كان ميدفيديف يتحدث أخذ بوتين يتصفح بعض الصحف ويدون ملاحظات ويتحدث من آن لآخر مع زعيم حزب روسيا المتحدة بوريس جريزلوف. وانضم الى نوبات التصفيق الوجيزة التي قاطعت خطاب ميدفيديف لكنه نادرا ما نظر اليه. وتحدث بوتين بعد ميدفيديف لكنه بدأ خطابه بالحديث عن خطط الاقتصاد الروسي للانتعاش من الازمة المالية ومعاودة النمو. واختار بوتين ميدفيديف ليخلفه في الكرملين. ومنذ توليه السلطة قبل 18 شهرا انتقد ميدفيديف مرارا اقتصاد روسيا ونظامها السياسي لكن دبلوماسيين ورجال اعمال يقولون انه لم يتغير أي شيء يذكر.