قضية «جهاد الحب» تثير الجدل في الهند

اعتناق فتيات الإسلام بعد علاقات حب يصبح قضية أمام المحاكم

TT

هل أطلق الشباب المسلم حملة لأسلمة الفتيات غير المسلمات عبر الحب؟ يبدو أن هذا ما تعتقده الشرطة الهندية التي أشارت إلى أن جماعة إسلامية تتصل بمنظمة الجبهة الشعبية للهند الأصولية الإسلامية وجناحها الطلابي في الجامعة يمكن أن يكونا وراء تلك الحملة.

وتجري تحقيق حالي في القضية بناء على قرارات من المحكمة العليا في كل من ولايتي كيرالا وكاناتاكا واللتين طالبتا بتقرير مفصل في 13 نوفمبر (تشرين الثاني). وقد خرجت القضية التي تعرف بين الجمهور باسم قضية «جهاد الحب» إلى العلن، بعد تغيب فتاتين إحداهما هندوسية وأخرى مسيحية تدرسان إدارة الأعمال في كلية كيرالا منذ بضعة أيام ثم ظهرتا بعد ذلك في محكمة كيرالا العليا بناء على طلب من المحكمة.

وقالت الفتاتان للمحكمة إنهما تم اصطحابهما إلى مكان حيث أجبرهما ناشطا الجبهة بالجامعة: شاهنشاه وسراج الدين على التحول إلى الإسلام وتوقيع عقود زواج. وبالمثل قام أبوان في ولاية كارناتاكا المجاورة بتقديم التماس إلى المحكمة قالا فيه، إن ابنتهما اختفت، وزعما أن ابنتهما سيلجا راج تحولت إلى الإسلام وتقيم في مدرسة دينية بغرض تزويجها من رجل من كيرالا أحبته.

أمرت المحكمة الشرطة بالتحقيق في الواقعة وقالت لدينا شكوك قوية في صحة الإفادات التي قدمتها ابنة المشتكين وستكون للقضية عواقب على الأمن القومي. حيث تثير تساؤلات حول الاتجار غير المشروع بالفتيات والنساء في الولاية. ومن ثم يجب التحقيق من قبل شرطة الولاية.

كما طلبت المحكمة رأي الحكومة الهندية في عمليات التظاهر بالحب التي تؤدي إلى التحول الديني بالإكراه، وطلبت من وزارة الداخلية الهندية تقديم تقرير حول الإجراء الذي يتوقع أن تتخذه لمحاربة الأنشطة التي تؤدي إلى تحول القسري للديانة.

وقد أوردت وسائل الإعلام في كيرالا تقارير تفيد بأن الفتاتين حضرتا إلى المحكمة وأجبرتا على اعتناق الإسلام في منزل مهجور في غرب تشيلاري بمقاطعة كوزهيكود بولاية كيرالا. وعلى الرغم من إرسال المحكمة الفتاتين مع على الجانب الآخر، فإن المتهم في القضية شاهنشاه، طالب متميز في إدارة الأعمال في كلية سان جون لإدارة الأعمال في مقاطعة بثانامثيتا الشرقية الجبلية في كيرالا. وناشط سياسي ورئيس الجناح الطلابي لاتحاد رابطة المسلمين الهنود. وقد حدثت مواجهات بين شاهنشاه وإدارة الكلية دفعت والديه إلى إرساله إلى دورة دينية قصيرة. كان شاهنشاه قد ربطته علاقة صداقة حميمة مع طالبتين إحداهما هندوسية هي ميثولا، والأخرى مسيحية هي بينو جوزيف. وقع شاهنشاه وميثولا في غرام بعضهما البعض، فيما أحبت بينو سراج الدين صديق شاهنشاه. وفرت الفتاتان وتحولتا إلى الإسلام وتزوجتا من حبيبيهما. ونقلت تقارير إعلامية عن شاهنشاه: «حتى الآن كانت التهم الموجة لي الخطف، والآن تحولت إلى إرهابي أيضا». وأقسم أنه لم يجبر ميثولا على اعتناق الإسلام. وقال إنها درست في مدرسة تشرف عليها ساي ساماثي حيث تدرس تعاليم كل الديانات، وهي لديها معرفة بالإسلام وككل أصدقائي الآخرين كانت دائما تتردد على منزلي، وكانت تأخذ كتبا عن الإسلام من منزلي وساعة زواجنا تحولت إلى الإسلام».

وزعمت شرطة كيرالا في تقريرها أن أعضاء الجماعة يتألفون من الشباب المسلم الذين يتظاهرون بالحب تجاه الفتيات غير المسلمات، ثم يحولوهن إلى الإسلام ويتزوجوهن. وبحسب تقرير الشرطة فإن الجماعة تتلقى تمويلا من مصادر أجنبية وأنها حركة تنتقد الهند.

في هذه الأثناء قال محمد على سكرتير «الجماعة الإسلامية» في كيرالا لمراسلة «الشرق الأوسط» في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف، إن الإسلام يعارض استخدام الوسائل القسرية في التحول إلى الإسلام، وأن الارتباط العاطفي بين الشباب خلال المرحلة الجامعية أمر شائع، لكنني لا أعتقد أن هناك طائفة معينة تستغل الحب كوسيلة لتغيير الديانة». وكانت جماعتا فيشوا هندو بريشاد والجماعات المسيحية الموجودة في كيرالا قد أنشأت خطوطا لتسجيل مثل هذه القضايا التي زعمت أنها بلغت 1,500 خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.

وتزعم جماعة سري رام سيني الهندوسية الأصولية أن آلاف الفتيات اعتنقن الإسلام قسرا خلال السنوات القليلة الماضية بعد الزواج من مسلمين. وأضافت بعد اعتناق الإسلام يتم تدريب هؤلاء الفتيات على القيام بأنشطة معادية للدولة. وقد أطلق القادة المسيحيون حملتهم الخاصة لمواجهة التحول إلى الإسلام وأصدروا تحذيرات حثوا من خلالها الآباء والطلبة على الحذر والتيقظ من تلك الحملات، حيث قال الأب جوني كوتشوبرامبلي، أمين مجلس القساوسة الكاثوليك في كيرالا: «إنها صادمة لكنها تقع. والكثير من العائلات المسيحية تتأثر، ونحن حذرون لأن هذه قضية حساسة ويمكن أن تؤدي إلى نزاع ديني». قالت تقارير لوسائل الإعلام المحلية إن ما يقرب من 4,000 قضية خرجت إلى العلن. وقال المدير العام للشرطة في ولاية كيرالا للمحكمة إنه لا توجد أدلة على وجود أي منظمة تدعى «جهاد الحب» تعمل في كيرالا، لكنه أضاف، أن هناك أسبابا تدعو إلى الشك بوجود جهود منظمة لتحويل الفتيات غير المسلمات إلى الإسلام بعد الدخول في علاقة غرامية مع الشباب من المسلمين. وقد أعربت المحكمة عن عدم قناعتها بتقرير الشرطة وطلبت من المدير العام للشرطة تقديم وثائق أو تقارير بحلول 11 نوفمبر يوضح فيها الأسس التي بنى على أساسها تقريره. جدير بالذكر أن المسلمين يشكلون 24% من سكان كيرالا الذين يبلغ تعدادهم 30 مليون نسمة. كما يشكل المسلمون نسبة 11% من المسلمين في ولاية كارناتاكا. وقد أنكرت الجبهة الشعبية الهندية دعمها «لجهاد الحب». ويقول نصر الدين الإمرام المتحدث باسم الجماعة: «لا يعتبر التحول عن الديانة جريمة فهناك تحول إلى الهندوسية أو المسيحية أيضا. ولا يمكن للمرء أن يصف كل علاقات الحب على أنها قضايا إجبار للتحول عن الدين ووصمها بأنها نشاطات إرهابية».