بريطانيا تتحضر لموجة جديدة من الأمطار الغزيرة.. والفيضانات تتراجع مؤقتا

براون يقوم بزيارة مفاجئة لمنطقة كومبريا الأكثر تضررا

TT

استعاد الوضع ببطء طبيعته في منطقة البحيرات شمال غربي إنجلترا، حيث تسببت أمطار غير مسبوقة في مقتل شخص وإجلاء 200 آخرين، لكن مرصد الأحوال الجوية حذر من هطول مزيد من الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع. وقام رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون صباح أمس بزيارة مفاجئة لمنطقة كومبريا الأكثر تضررا، وهنأ أجهزة الإنقاذ على حسن مواجهة «الأمطار الأكثر غزارة التي شهدناها في بلادنا».

فقد هطل أكثر من 314 ملم من الأمطار في المنطقة خلال أربع وعشرين ساعة بين الخميس والجمعة. وقال جوليان مايس، الخبير لدى قسم الأرصاد الجوية في وكالة الأنباء البريطانية «أسوسيشن برس» «إنه حدث لا يحصل سوى مرة كل خمسمائة عام... إنه يوم تاريخي حطم كل الأرقام القياسية».

وبدأت المياه التي اجتاحت بعض شوارع كوكرموث، المدينة الأكثر تضررا في كومبريا، تنحسر صباح أمس، كاشفة أضرارا جسيمة. وأعلن متحدث باسم الشرطة المحلية أن «توقف هطول المطر يسمح لأجهزة الإسعاف بالتخطيط لعملياتها نهاية الأسبوع». وأضاف متحدث باسم الوكالة البيئية (حكومية) أنه قد يسمح لبعض العائلات بالعودة إلى منازلها، على الأقل لتقدير الأضرار التي أصابتها، وأن عمليات التنظيف بدأت، لكنه ما لبث أن أعلن عن عودة هطول المزيد من الأمطار. وبحسب مصادر الأرصاد الجوية فإن الأمطار المرتقبة تقل خطورة عن الأمطار السابقة.

واضطر نحو 75 شخصا إلى تمضية ليل الجمعة ـ السبت في ملاجئ للطوارئ في كومبريا، بحسب الشرطة. ولجأ مئات من السكان لدى أقارب أو أصدقاء. وفي أماكن أخرى في بريطانيا، أطلق نحو عشرين إنذارا من احتمال حصول فيضانات في مختلف مناطق اسكوتلندا وبلاد ويلز. وأعلن مقتل شخص واحد هو شرطي في الرابعة والأربعين حملته المياه أول من أمس في كومبريا، إثر انهيار جسر، حيث كان يقوم بتنظيم حركة السير. وأوضحت الشرطة المحلية أنه «لم يعلن فقدان أي شخص» في المقاطعة منذ أول من أمس.

ولحقت أضرار بـ1100 منزل في كومبريا وانهارت أربعة جسور. وتقدر قيمة الأضرار بين 50 و100 مليون جنيه استرليني (بين 56 و112 مليون يورو)، بحسب ما ذكرت الصحافة نقلا عن شركات تأمين. وأصابت الفيضانات كذلك جنوب أيرلندا وغربها. وقال وزير البيئة الأيرلندي، جون غورملي، للإذاعة الوطنية خلال زيارته المناطق المنكوبة «يقال إن هذا لا يحدث سوى مرة كل 800 عام. لحسن الحظ لم يقتل أحد». وقد استُدعي الجيش للتدخل وخصوصا في كروك (جنوب)، ثاني مدن البلاد.