المباحث الأميركية تحقق في سفر أميركيين صوماليين للقتال

منشورات في منيسوتا تدعو الجالية الصومالية للتعاون في التحقيقات

TT

قال بيتر وولد، محامي الأميركي الصومالي عمر عبدي محمد، الذي اتهم يوم الجمعة بتشجيع شباب أميركيين صوماليين على السفر إلى الصومال للاشتراك في الحرب الأهلية هناك، إن موكله لم يذهب إلى الصومال. وقال المحامي إن الاتهامات التي وجهت إلى موكله تعود إلى قبل سنتين.

وأضاف «في نهاية المطاف، أعتقد أن الاتهام لن يقدر على أن يثبت أن موكلي كان يشترك في إرسال إرهابيين إلى الصومال».

وقال المحامي إن موكله يعرف أميركيين صوماليين آخرين اتهموا في الموضوع. لكنها معرفة غير قوية، وكان قابلهم في مسجد أو مركز إسلامي أو مناسبة اجتماعية، وخاصة مركز «الصديق الإسلامي» في منيابوليس. وفي ولاية منيسوتا، قابل مراسل الإذاعة البريطانية، «بي.بي.سي» صوماليين في حي «سيدار ريفرسايد» في منيابوليس، عاصمة الولاية. واستغرب «ليس واضحا كيف يترك شباب مثل هؤلاء الحياة المريحة في أميركا، ويعودون إلى وطنهم الذي تعصف به الحرب».

وقالت زينب بيهي، والدة بيرهام حسن (17 سنة)، واحد من الذين اختفوا، إنها تعتقد أنه سافر إلى الصومال، وإن منظمة «شباب المجاهدين» أقنعته بذلك ليحارب إلى جانبها. وقالت في حزن «اتصل بي شخص من الصومال، وقال إن بيرهام قتل. قال إنه قتل برصاصة في رأسه. وعندما سألته عن التفاصيل، قطع الاتصال التليفوني». وأضافت «لا أعرف لماذا سافر دون أن يبلغني. كان صبيا طيبا وذكيا. لا أعرف ماذا حدث له». وحسب مصادر المباحث الأميركية «إف.بي.آي»، عاد، خلال السنتين الماضيتين، عشرون شابا أميركيا صوماليا إلى الصومال ليشتركوا في الحرب الأهلية. لم يعد أي واحد من العشرين، ويعتقد أن ثلاثة منهم قتلوا هناك. وحسب أرقام مكتب الإحصاء الأميركي، يوجد في الولايات المتحدة خمسة وثلاثون ألف صومالي. لكن، يعتقد أن هذا الرقم أقل من الواقع، ولا يشمل الذين دخلوا أميركا بطريقة غير قانونية. وقال أي كي ويلسون محقق في «إف.بي.آي» من منيسوتا «نعتبر أن مكافحة الإرهاب هدفنا الأول، ولهذا، نحن نتابع هذا الموضوع». في البداية، لم يهتم «إف.بي.آي» بالموضوع، لكنه الآن يقوم بسلسلة تحقيقات في الولايات المتحدة وفي الصومال ودول أخرى تعتبر «أكبر تحقيقات منذ تحقيقات هجوم 11 سبتمبر». وقال ويلسون إنهم لا يخشون فقط من سفر شباب أميركيين إلى الصومال ليحاربوا هناك، ولكن، أيضا، من عودتهم إلى أميركا مسلحين ومدربين.

وقال «لا يوجد دليل على أنهم سيقومون بعمليات إرهابية عندما يعودون. لكننا، طبعا، يجب أن نتوقع ذلك، وأن نكون حذرين». في الوقت نفسه، تعيش الجالية الصومالية في منيسوتا في خوف واضح. وقال شاب، رفض أن ينشر اسمه «أنا خائف جدا، ولا أحس بالراحة في هذه البلاد (أميركا). يجب أن تعرف الحكومة (الأميركية) ما تفعل هنا. ولا تتهم الأبرياء».

وفي واشنطن، قال مسؤول في رئاسة «إف.بي.آي» إنهم وزعوا منشورات، عن طريق فرع منيابوليس، يدعو الجالية الصومالية للتعاون في التحقيقات. وقال منشور «نتعهد بالمحافظة على كل المعلومات التي تصل إلينا، بما في ذلك أسماؤكم وهوياتكم في الحالات المناسبة. وسبب ذلك هو أن العلاقات القوية مع الجالية الصومالية الأميركية مهمة بالنسبة لعملنا».

وقال المنشور «يعمل (إف.بي.آي) حول العالم لحماية وطننا من مجرمين خطيرين ومن تهديدات أمنية. ويوجد في مكتبنا في منيابوليس طاقم مؤهل ومجرب بهدف حمايتكم وحماية عائلاتكم من هذه التهديدات». إلى ذلك ازدحمت المواقع الجهادية على الإنترنت بدعوات للمسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا بالانتقال إلى الصومال والانضمام إلى القتال الدائر هناك. وكانت السلطات الهولندية اعتقلت الأسبوع الماضي في مركز لطالبي اللجوء مواطنا صوماليا مطلوبا في الولايات المتحدة بتهمة «الإرهاب». وقالت النيابة العامة في بيان «بطلب من القضاء الأميركي تم توقيف صومالي في الثالثة والأربعين من العمر مشتبه بضلوعه بالإرهاب في مركز طالبي اللجوء في درونتن». وهي تتهمه بـ«تمويل شراء أسلحة لإرهابيين» و«مساعدة آخرين على الذهاب إلى الصومال في 2007 و2008 حيث شاركوا في الجهاد». وتابع البيان أن «هؤلاء الصوماليين تدربوا على الأرجح في معسكرات حركة الشباب الإسلامية وأحدهم نفذ اعتداء انتحاريا بواسطة شاحنة محملة بالمتفجرات في أكتوبر (تشرين الأول) 2008 في منطقة بونتلاند ذات الحكم الذاتي». وكان المشتبه به يعيش في منيابوليس قبل أن يغادر الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. وأضافت النيابة العامة أن الموقوف «يقيم في هولندا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008 على الأرجح». وقد وضع الثلاثاء الماضي قيد التوقيف الاحترازي لمدة 60 يوما.