الأمير نايف: لن نسمح بالعبث بأمن الحج.. ولا أستبعد اتصالات وتنسيقا بين «القاعدة» والمتسللين

قام بجولته السنوية على المشاعر للوقوف على الاستعدادات لبدء المناسك

الأمير نايف خلال مؤتمره الصحافي في مكة المكرمة أمس
TT

شدد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي على أن بلاده لن تسمح لكل من تسول له نفسه إحداث بلبلة أو الإساءة إلى الحج والعبث بأمن الحجاج، مؤكدا أنه «سيتم التعامل معه بقوة وحزم»، وقال: «يجب أن يعرف الجميع أننا سنواجه أي عبث يخل بقدسية الحج والمكان بقوة وحزم»، موضحا أنه لن يسمح أن يساء إلى هذه المناسبة أو إلى أي حاج أيا كانت جنسيته.

وأوضح الأمير نايف خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس في مكة المكرمة، حيث تفقد ميدانيا الإمكانات الآلية والبشرية للأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج في جولته السنوية على المشاعر المقدسة، أن السعودية قادرة على مواجهة كل الظروف، وأنها سخّرت كل الإمكانات في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام، الذين نصحهم بأن يتجهوا لأداء الفريضة، وقال: «نأمل من الإخوة الأشقاء أن ينصرفوا لأداء الحج كما أمرنا الله ورسوله وديننا الحنيف».

ولم يستبعد الأمير نايف وجود تنسيق أو اتصالات بين المتسللين و«القاعدة»، وقال: «لا يُستبعد أن يكون في ما بينهم اتصالات وتنسيق»، نافيا وجود أي اتصالات لبلاده مع المتمردين الحوثيين، مبينا أن بلاده لا تتعامل إلا مع السلطة اليمنية، داعيا الدول كافة إلى احترام سيادة اليمن وعدم التدخل في شؤونه، مستنكرا «العبث بأمن هذا البلد الشقيق»، وشدد بأن كل من يتعدى على أراضي المملكة ولو بشبر «فسيجد هناك من سيؤدبه»، وقال: «إن قواتنا قادرة على الحفاظ على أمن حدودنا»، وأضاف: «إن خادم الحرمين الشريفين أكد أن المملكة لن تسمح لأي كان بأن يطأ أراضي المملكة أو يستخدمها للاعتداء على الغير».

وردا على سؤال حول القضاء على حوادث التسلل عبر الحدود الجنوبية للمملكة، والخوف من تسربهم إلى المشاعر المقدسة خلال هذا الموسم قال: «إن حوادث التسلل تقع طوال العام، ونحن نقبض بشكل دائم على الآلاف منهم، ولكن من أراد التسلل لإحداث أي أمر في الحج سيجد هناك من سيواجهه ليمنعه من التعدي على حجاج بيت الله الحرام أوعلى أراض المملكة».

وعن التصريحات الأخيرة لبعض القادة الإيرانيين حول دعوتهم لإقامة ما يسمى بمسيرات «البراءة من المشركين» خلال الحج، قال النائب الثاني: «نحن سمعنا أشياء متناقضة، ولكن التصريحات الأخيرة من مسؤولين إيرانيين أعتبرها طيبة»، وأضاف: «نقدّر ما سمعنا من بعض القادمين، بيد أنه لا يجوز لأي من الحجاج أن يسيء إلى الفريضة، ولكننا نرفض في نفس الوقت العبث بأمن الحجاج».

وردا على سؤال عن التدابير الاحترازية التي اتخذتها الوزارة لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال: «إن وزارة الداخلية تعمل بكل جد طوال العام لحفظ حدودها وتقبض الجهات المختصة على آلاف المتسللين ويعادون إلى أوطانهم، وهو يزيد في أثناء موسم الحج»، وأضاف: «لم ولن يأتي إلى المشاعر المقدسة أي متسلل، وإن كان هذا قد يحصل في بعض الحالات وبطريقة غير نظامية فسيطبق النظام بحق أي مخالف»، مبينا أن من يتسلل ليحدث أي شيء في أمن الحج فهناك من سيواجهه ويمنعه من التعدي على أي شبر من أراضي المملكة.

وتحدث عن تركيز الحضور الأمني المكثف في مكة المكرمة، وتأثير ذلك في وضع بقية المناطق السعودية الأخرى من النواح الأمنية، وقال: «لا يعني هذا أننا نغفل عن بقية المناطق الأخرى، فكل المناطق لها مكانتها وأهميتها»، مؤكدا أن هناك فئتين من القوات، إحداها معنية بأمن الحج وتقوم بواجباتها، «أما إذا ما حدث أي شيء مفاجئ، فهناك قوات ستضع حدا لأي شيء».

وفي ما يتعلق بزيادة الإجراءات الأمنية في هذا الموسم قال الأمير نايف: «إن هذه الإجراءات دائما موجودة للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، فنحن نعمل بمقولة (اعقلها وتوكل)»، وحول الإجراءات التي اتخذت لمنع انتشار أي أمراض وبائية، قال «إن كل الإجراءات اتخذت بما يضمن أمن الحجاج ووسلامتهم وصحتهم».

وعن أثر المشروعات الاستراتيجية مستقبلا قال: «إن هذه المشروعات التي بدأت جاءت بعد دراسة وسوف تستمر ليكون لها الدور الأكبر في تيسير وراحة حجاج بيت الله الحرام».

وفي شأن محلي أوضح النائب الثاني ردا على سؤال حول زيادة أعداد الخريجين والدارسين في الجامعات والمبتعثين، والخطط المستقبلية المطروحة لاستيعابهم وتوظيفهم، أن خادم الحرمين الشريفين يتابع هذا الأمر باهتمام، وأن بين التعليم العالي والجهات الحكومية والخاصة تنسيقا للاستفادة من هذه الكوادر، داعيا القطاع الخاص إلى الاستفادة من كفاءتهم التي تمنى أن تكون عالية.

كان في استقبال النائب الثاني عند وصوله منطلق الجولة التي بدأت بزيارة لمعسكرات قوات الطوارئ الخاصة في موقف حجز السيارات الصغيرة على طريق «مكة المكرمة الطائف السريع ـ الكر» الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني ومدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية.

وشهد النائب الثاني والحضور عرضا عسكريا للوحدات الأمنية المشاركة في هذا الموسم متمثلة في قوات أمن الحج وقوات الطوارئ الخاصة والأمن العام والدفاع المدني والجوازات والمجاهدين والشرطة والمرور والدوريات الأمنية وأمن الطرق إلى جانب الخدمات الطبية وخدمات وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي وكلية الملك فهد الأمنية والقوات الخاصة بالحج والعمرة وغيرها من الآليات والقوات المعنية بشؤون الحج والحجاج. فيما كشف الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن عن اكتمال وصول القوات الأمنية المختلفة للمشاركة في أعمال حج هذا العام البالغ عددها 100 ألف ضابط وفرد وموظف ومباشرة تنفيذ خططها على أرض الواقع بعد توفير الإمكانات والتجهيزات كافة.

وعقب نهاية المؤتمر الصحافي قام النائب الثاني بجولة ميدانية على المشاعر المقدسة اطّلع خلالها على المشروعات الجديدة التي تم تنفيذها هذا العام لتقديم المزيد من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى درجات الراحة واليسر لهم حيث بدأت من مشعر عرفات اطلع خلالها على المراحل الأولية المستكملة من مشروع قطار المشاعر المقدسة، مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول بعرفات وتنظيم مشعر عرفات لزيادة الطاقة الاستيعابية، وفي مشعر منى اطّلع على اكتمال جسر الجمرات بأدواره الخمسة التي تعد أحد المشروعات البارزة التي هيأتها الدولة لحج هذا العام.

وعن موقف المملكة العربية السعودية إزاء الأحداث الإرهابية خصوصا أن المملكة من الدول الرائدة لبلاد المسلمين وبالتعاون مع البلدان الإسلامية الأخرى، قال: «إن موقف المملكة معروف، ونتحدث عن الواقع والمملكة من أكثر الدول المستهدفة من قِبل الإرهاب، وبحمد لله استطاعت المملكة أن تضع حدا لهذه التصرفات الإرهابية وأن تُفشِل المئات من المحاولات التي كانت تستهدف أمنها، ونحن نستنكر هذا الأمر مع كل بلدان العالم وخصوصا الدول العربية الإسلامية الشقيقة، ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدّعون الإسلام ويدّعون أنهم من المجاهدين، وهم في الحقيقة الخوارج الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه، وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتّمون الأطفال بهذا العمل الذي يسيء إلى الإسلام، ونتمنى أن يكون هناك تعاون إيجابي، ليس فقط مع الدول الإسلامية بل مع دول العالم كافة لمواجهتهم».

وردا عن سؤال وعن الخطة الاستراتيجية لإمارة مكة المكرمة التي بدأت قبل عامين وكيف يقيم أداء هذه الخطط ومدى انعكاسها على نجاح موسم الحج الموسم الماضي قال: «إن هذه الخطط أتت بعد دارسة مستفيضة، وكان هناك تكليف من خادم الحرمين الشريفين للأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة، وبدأت وسوف تستمر وسوف تحقق النتيجة المرجوة منها إن شاء الله للمدينة المقدسة وبالتالي سيكون منها ما يخدم حجاج بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة».

كما تفقد النائب الثاني مركز القيادة والسيطرة والتحكم بمقر الأمن العام في منى بعد تطويره وتحديثه واستمع إلى شرح مفصل عن التجهيزات الآلية الحديثة التي زود بها المركز لمتابعة جميع الأعمال الميدانية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وشاهد عرضا مرئيا عن الخطة التي وضعتها قيادة امن الحج لموسم حج هذا العام التي ركزت على تجنيد كامل الطاقات الآلية والبشرية وتجهيزها بأحدث المعدات والآليات، واطلع على الإمكانيات والتجهيزات التي تم توفيرها في المركز لمتابعة تنفيذ الخطط أليا من خلال تجنيد 330 ضابطا وفردا وموظفا و24 ضابط اتصال مع الأجهزة الأخرى و31 موظفا كممثلين للوزارات المعنية إلى جانب استحداث أربعة برامج حاسوبية حديثة ومتطورة تخدم 46 قيادة ميدانية إضافة إلى تجهيز 1853 كاميرا لتغطية الحرم المكي الشريف وجميع مناطق المشاعر المقدسة.