شهداء الواجب الحاضر الغائب في العرض الأمني

TT

كان شهداء الواجب من الضباط وضباط الصف والجنود الذي قضوا في سبيل الذود عن حياض الوطن وأمنه، هم الحاضر الغائب في الاستعراض العسكري، الذي أقيم مساء أمس في مكة المكرمة، بحضور الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي. ففي بادرة وفاء وعرفان، تقدمت صور الشهداء من رجال الأمن طابور القوات الأمنية التي ستعمل على حماية وخدمة حجاج بيت الله الحرام طيلة موسم حج هذا العام.

الشعار الذي حملته شاحنات عسكرية وتوسطها لصور رجال الأمن الشهداء وعنوانه «لن ننساكم» كان قولا وفعلا، إذ كانوا حاضرين في قلوب المسؤولين والمشاركين وفي مقدمتهم الأمير نايف، الذي بدوره لم يفوت لقاء أو مناسبة دون الحديث والإعراب عن تقديره لتضحياتهم من أجل الوطن.

وشهداء الواجب لم يغيبوا أبدا عن الوطن وقيادته ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، فلا تمر مناسبة دينية أو وطنية في البلاد دون استذكارهم واستحضار أمجادهم، ودعمهم معنويا وماديا من خلال أسرهم وذويهم، وكان آخرها قبل يومين عندما صدرت توجيهات القيادة باستضافة أسر الشهداء وذويهم من الراغبين في أداء فريضة الحج لتمكينهم من أداء النسك على نفقة وزارة الداخلية السعودية، وفي عيد الفطر المبارك الماضي كرم الأمير نايف بن عبد العزيز أبناء الشهداء وذويهم بإهدائهم باقات من الورد ومعايدات بالإضافة إلى دعم مادي مجز لكل أسرة.

ففي فبراير (شباط) 2006 كان لخادم الحرمين الشريفين وقفة مع شهداء الواجب، وذلك خلال وجوده في منطقة عسير وأثناء زيارته للقاعدة الجنوبية للمنطقة، حيث استذكر هناك شهداء الواجب من الجنود، وثمن عاليا بطولات وتضحيات من قضى منهم في مواجهة ذوي الفكر المنحرف والضال، وأكد حينها أن «تضحيات الشهداء ستبقى خالدة ومشرقة في ذاكرة الوطن»، وقال «لن ننسى حقوق ذويهم، فهم أبناؤنا وبناتنا ولهم منا كل رعاية واهتمام».

ويحظى كل شهيد باهتمام خاص، وهناك مكتب لرعاية اسر شهداء الواجب أنشأته الدولة، ومن خلاله يتم تأمين مستلزمات اسر الشهداء وأبنائهم وتسهيل إجراءاتهم.

وترقي الدولة الضابط أو الجندي الشهيد للرتبة التي تلي رتبته مع منحه اخر مربوط للرتبة التي رقي عليها اضافة إلى البدلات والعلاوات ومنحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ونوط الشرف، ومساعدة اسرته بنحو نصف مليون ريال تخصص لشراء مسكن مع تسديد ديون الشهيد المثبتة شرعا بحد اقصى 500 ألف ريال مع مساعدة عائلته بمبلغ مائة الف ريال، وإذا كان والداه على قيد الحياة، فيتم منحهما راتبا شهريا بالإضافة إلى زوجته بمبلغ قدره ثلاثة آلاف ريال، والمساعدة في تعيين ونقل ذويهم بالوزارات والقطاعات الحكومية الاخرى.. ونقل عدد من ابناء واشقاء الشهيد بالقطاعات العسكرية وتعيين عدد من ذوي الشهداء في وظائف مدنية عن طريق وزارة الداخلية، ومساعدة أبنائهم وذويهم للقبول في الجامعات والكليات والمعاهد العلمية والصحية وتعليم عدد من ابناء الشهداء بمدارس اهلية على حساب وزارة الداخلية. وهناك العديد من الخدمات الأخرى، حيث يتم علاج عدد من ابناء ووالدي وزوجات اسر الشهداء داخل أو خارج البلاد على حساب وزارة الداخلية، ومنح بطاقات لاسر الشهداء من مستشفى قوى الامن والمراكز الصحية التابعة للوزارة، مع وضع برنامج خاص لتسهيل انهاء اجراءاتهم، كما يتم علاجهم في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الانسانية.