بغداد: 3 متهمين في قضية تفجيرات الأحد الدامي اعترفوا بأنهم من تنظيمات البعث

زعموا أن سعوديا كان يقود السيارة المفخخة.. واثنين منهم ضباط في الشرطة العراقية السابقة

TT

أعلنت الحكومة العراقية أمس عن إلقائها القبض على 3 أشخاص من مخططي ومنفذي الهجمات التي تعرضت لها العاصمة العراقية بغداد في الخامس والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 155 مواطنا عراقيا، التي استهدفت مبان حكومية بينها وزارة العدل العراقية ومجلس محافظة بغداد. وأشارت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن جهاز مكافحة الإرهاب الذي يرتبط بمجلس الوزراء وراء الكشف عن المتهمين في القضية. وعرض اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم خطة فرض القانون تسجيلا تضمن اعتراف ثلاثة أشخاص عراقيين، أكدوا أنهم من تنظيمات حزب البعث المنحل، وأن الذي كان يقود السيارة التي انفجرت أمام وزارة العدل العراقية سعودي الجنسية دون ذكر اسمه، فيما اعترف اثنان منهم أنهما من ضباط الشرطة العراقية السابقة.

وقال المتهم الأول، محمد حسن عايد، وهو من مواليد 1966 (ضابط شرطة سابق وينتمي لحزب البعث)، إن أحد الأشخاص اتصل به ويدعى عبد الستار مهدي نجم، وهو من تنظيمات حزب البعث، وقال له، إن لديهم هدفين يجب التحرك نحوهما، وهما وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، مؤكدا أنه طلب منه معاينة المكان الذي يقع فيه الهدفان. وتم الأمر وأبلغ عبد الستار لاحقا بأنه قام بمعاينة واجهات البنايات وما تحويه وارتفاع الأسيجة الكونكريتية حولها، ثم تم الاتصال به قبل يومين من تنفيذ العملية.

وحسب الإفادات المسجلة فإن عايد قال، إن عبد الستار جاء في يوم الأحد (يوم تنفيذ العملية) برفقة أشخاص وهم «محمد علي فياض، وعمار عزيز ومحمد حسن محيميد». وأضاف «كانت السيارة المفخخة يقودها شخص سعودي يرافقه شخص يدعى أبو نشوان»، وتابع قائلا: «بدأ تحرك السيارات من منطقة التاجي شرق العاصمة العراقية بغداد وصولا إلى منطقة الهدف»، لكن عايد لم يذكر كيف مرت السيارات من نقاط التفتيش المنتشرة في تلك المناطق دون تفتيش أو كشف للمتفجرات التي فيها. فيما أشار المتهم الثاني عمار عبد العزيز مهدي وهو من سكنة نقطة التاجي، ومن مواليد 1979 وينتمي لحزب البعث، إلى أن محمد حسن عايد، اتصل به قبل عشرة أيام وأبلغه بالهدف ليذهبا معا إلى منطقة الصالحية، وليقوما بتصوير المكان بالتفاصيل، مؤكدا أن مهمتهم تتعلق بالسيارة المفخخة التي زعم أيضا أن من كان يقودها سعودي الجنسية. وأوضح أن مجموعتهم التقت بعد ساعة من تنفيذ العملية، في منزل محمد حسن عايد، ليتم تهنئتهم بنجاح المهمة، من قبل عبد الستار الذي سبق وأن كلفهم بالمهمة.

وأشار المتهم الثالث عبد الستار مهدي نجم، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق وعضو في حزب البعث ويسكن منطقة الاجي أيضا، إلى أن شخصا يدعى محسن خلف كاظم، اتصل به ليتفق معه ومع محمد حسن عايد، ومحمد حسن محيميد، وجميعهم أعضاء في حزب البعث لإتمام هذه المهمة، وأن السيارة المفخخة جهزت في هور الباشا واستقرت في بستان محمد حسن عايد، لتخرج منه يوم الأحد لتنفيذ العملية. وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت العشرات من رجال الأمن على خلفية التفجير المزدوج الذي وقع في حي «الصالحية» بوسط بغداد مستهدفا عددا من مكاتب الدوائر الحكومية، من بينها مقر وزارة العدل. وقال قاسم عطا، إن من بين المعتقلين الـ61 الذين اعتقلتهم عناصر الجيش والأمن، ثمة 11 ضابطا، بمن فيهم كبار القادة العسكريين والأمنيين، المسؤولين عن الوضع الأمني في «الصالحية». وكان تفجير قد سبق هذا التفجير بعشرة أسابيع في 19 أغسطس (آب) الماضي، وجه العراق اتهامات بسببه إلى سورية باعتبار أنها تحتضن بعض البعثيين المطلوبين للقضاء العراقي على أراضيها، بينهم متهمون بتفجيرات الأربعاء حسب معلومات أدلى بها متهمون في القضية. وفيما طالبت الحكومة العراقية بإجراء تحقيقات دولية تشرف عليها الأمم المتحدة لمعرفة المتسببين بالإرهاب وتمويله في العراق، وصل إلى العراق خلال الفترة الماضية مبعوث أممي للاطلاع على الأدلة التي يمتلكها العراق من أجل إنشاء محكمة دولية.