الجيش الأميركي يدافع عن وسائله في المعتقلات العراقية.. وينقل تجربته إلى أفغانستان

أكد أن 90 ألف شخص اعتقلوا منذ 2004 وأن 4% فقط منهم عادوا إلى العنف.. ونفى اتهامات مسؤولي بغداد

TT

يقول الجيش الأميركي في العراق إن الوسائل التي يستخدمها في مراكز الاعتقال أسفرت عن خفض أعداد من يعاودون ارتكاب أعمال العنف رغم ما يؤكده مسؤولون عراقيون في هذا الشأن، موضحا أنه ينقل تجربته هذه إلى أفغانستان. ويقول الجنرال ديفيد كوانتوك قائد القوة المسؤولة عن مراكز الاعتقال في العراق إن 4% فقط أعيد اعتقالهم مرة أخرى منذ عام 2004. ويتابع «من أصل نحو 90 ألف شخص مروا على مراكز الاعتقال، تم احتجاز 3700 منهم مجددا بسبب معاودتهم أعمال العنف، أي ما نسبته 4% فقط». ويتهم مسؤولون عراقيون الجيش الأميركي بتفريخ إرهابيين في معتقلاته بعد أن كشفت أن الانتحاريين اللذين نفذا هجومي 19 أغسطس (آب) الداميين كانا من نزلاء معسكر بوكا قرب البصرة. فقد سبق وأكد عدد من المعتقلين السابقين في هذا المعسكر وجود عنبر لتلقين بعض الواصلين الجدد مبادئ التشدد الديني.

ويرفض كوانتوك في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، هذه الاتهامات خصوصا في ضوء تعيينه لإصلاح نظام مراكز الاعتقال بعد فضيحة أبو غريب عام 2004. ويقول «أعارض تماما فكرة وجود تطرف قوي في مراكزنا. فقد كان العديد من هؤلاء متطرفين قبل أن يصلوا إلينا. على العكس من ذلك، صرفنا كميات كبيرة من الأموال والوقت للفصل بين المعتدلين والمتشددين».

ومراكز الاعتقال الأميركية في العراق مقسمة إلى مناطق حمراء وبرتقالية وخضراء وفق خطورة المعتقلين. ويتم الفصل بين المتشددين والأكثر اعتدالا الذين يتلقون دورات تدريبية بهدف إعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي العراقي. ويوضح كوانتوك «نطبق الاستراتيجية ذاتها في محاربة المسلحين داخل المعتقلات أو خارجها. وفور فصلهم عن الأكثر تطرفا، يصبح بالإمكان إدخال المعتدلين دورات تدريبية أو إجراء نقاشات معهم حول الإسلام».

ويتابع أنه بعد إغلاق معسكر بوكا في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، يبقى المعتقلون الأكثر خطرا قيد الاحتجاز وعددهم 6771 شخصا أصدر القضاء العراقي بحق أكثر من أربعة آلاف منهم مذكرات توقيف.

وبين هؤلاء نحو 2500 من تنظيم القاعدة وأربعة أجانب بينهم ثلاثة من الشرق الأوسط و«إرهابي عالمي» بحوزته أكثر من جنسية إحداها من الشرق الأوسط، بحسب الجنرال الأميركي. ولا يستبعد كوانتوك أن يكون الجهاز التابع له ارتكب عددا من الهفوات بسبب أوراق هوية مزورة للمعتقلين أو أخطاء في سجلاتهم «لكننا نعرفهم بنسبة 99.99%». ويتهم السلطات العراقية قائلا «بعثوا إلينا باسم واحد فقط يتعلق بأحد الانتحاريين المشاركين في اعتداءات 19 أغسطس (آب). وقد سلمناهم إياه عام 2007 وأفرجوا عنه بموجب قانون العفو الصادر عام 2008. ولا علاقة لنا بذلك مطلقا».

ويقول «من السهولة بمكان توجيه أصابع الاتهام للآخرين لكن يجب النظر إلى أنفسنا بالمرآة أولا لمعرفة ما يمكن تحسينه وكيف نعالج مشكلاتنا الخاصة». ويدعو كوانتوك إلى إدخال تحسينات على الجهاز القضائي العراقي قائلا «يتم اعتقال عدد من الأشخاص في الموصل يوميا وإذا قرر القاضي إطلاق سراحهم فسيعاودون فعلتهم في الغد». ويؤكد أن الوسائل المتبعة في المعتقلات الأميركية في العراق يتم نقلها إلى أفغانستان «حيث أنشئت وحدة متخصصة في إدارة السجون على غرار النموذج المعمول به هنا». ويوضح الجنرال الأميركي «سننقل إليهم كل شيء. وأعتقد أن كل ما تعلمناه هنا سيكون مفيدا لهم في أفغانستان». ويختم قائلا إن عدد المعتقلين الأفغان لا يتجاوز الستمائة الآن «وكان عددهم بلغ 26 ألفا لكن أعدادهم قد ترتفع في كابول».