صفير: لا أدري ما إذا كانت هناك بلدان كثيرة فيها مقاومة مسلحة وجيش نظامي أيضا

قال إن الطائفية لا تلغى بشطبة قلم.. ويجب إلغاؤها من النفوس قبل إلغائها من النصوص

TT

قال البطريرك الماروني نصر الله صفير «إن بين سلاح المقاومة وسلاح الجيش النظامي فرقا، ولا أدري ما إذا كانت هناك بلدان كثيرة فيها مقاومة مسلحة وفيها جيش نظامي». وجاء كلام صفير في مطار بيروت قبيل مغادرته لبنان أمس متوجها إلى روما للمشاركة مع بطاركة الشرق الكاثوليك في وضع برامج العمل والخطوط العريضة لسينودس كنائس الشرق الأوسط، الذي تعد له حاضرة الفاتيكان، والمقرر عقده في أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وفي حوار دار بين صفير والصحافيين، سئل عما إذا كان يعتقد أن لبنان حقق استقلالا ناجزا في ظل احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، فأجاب «هذه قضية مزمنة، ومضى عليها زمن بعيد. ونتمنى أن يكون لبنان بالفعل مستقلا، وأن يتمكن من أن تكون له سيادة يبسطها على كل أراضيه، ولكن إسرائيل هي دولة قائمة وكما تعلمون أن هناك بين الدول من يؤازرها. أتمنى أن يسود الأمان في لبنان وفي غيره من البلدان». وبشأن كيفية منع إسرائيل من انتهاك السيادة اللبنانية، قال صفير «طبعا لبنان بلد صغير بالنسبة إلى إسرائيل وغيره من البلدان، ولا يمكنه وحده أن يلجم إسرائيل التي لها مطامع في لبنان، وفي غير لبنان ربما. ويجب أن يكون للبنان طبعا لسان حال مع الدول الكبرى، التي باستطاعتها أن تضع حدا لاعتداءات إسرائيل». وردا على سؤال حول ما إذا كانت المقاومة في لبنان، وهي التي انتصرت على إسرائيل أكثر من مرة، وسيلة تستطيع أن تلجم العدوان الإسرائيلي باستمرار؟ أجاب «لقد حاولت حتى الآن، لا أدري هل تمكنت من ذلك أم لا؟ والأمور معروفة». وعن البيان الوزاري الذي تضعه لجنة من الوزراء استعدادا لمثول الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب، وما يقال بشأن وجود خلافات حول البند المتعلق بسلاح «حزب الله»، قال صفير «لم نطلع بعد على هذا البيان، ولم ينشر بعد، بيد أنه بين سلاح المقاومة وسلاح الجيش النظامي فرق، ولا أدري ما إذا كانت هناك بلدان كثيرة فيها مقاومة مسلحة وفيها جيش نظامي؟». وعلق صفير على كلام الرئيس العماد ميشال سليمان، بمناسبة عيد الاستقلال، بشأن مشروعية المقاومة إلى جانب الجيش والشعب لمواجهة إسرائيل بقوله «نحن لا نعترض على قول الرئيس. فهو قال ذلك، ولكن القاعدة العامة معروفة في كل بلدان العالم، فهل بإمكانك أن تعطينا بلدا فيه جيش نظامي وفيه مقاومة؟». وأكد صفير في هذا السياق أن «أبناء لبنان» هم من يدافعون عنه.

وعن المصالحات الجارية، واحتمال لقائه مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، قال صفير «نحن ليس لنا عداوات مع أحد لكي نتصالح، وتصريحات العماد عون الأخيرة تدل على ذلك. فنحن نرحب بكل مصالحة، ويجب أن يكون أبناء لبنان متصالحين في ما بينهم، ومع وطنهم، وأن يعملوا جميعا في سبيل ازدهار الوطن». وبشأن الحديث عن إنشاء هيئة وطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وفقا لاتفاق الطائف، اعتبر صفير أن «الطائفية لا تلغى بشطبة قلم. وقبل أن تلغى الطائفية من النصوص يجب أن تلغى من النفوس، وإذا كان ممكنا إلغاؤها من النفوس فأهلا وسهلا».