بيريس في القاهرة: إسرائيل مستعدة للتوصل لحل الدولتين والتفاوض على الوضع القائم

مبارك يشدد على أن القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط لأنها «تهم مسلمي العالم ومسيحييه»

TT

أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، في القاهرة، أمس، أن تل أبيب مستعدة للتوصل لحل الدولتين والتفاوض بشأن الوضع القائم، قائلا إن القدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية وأن «موضوعها مختلف عن بقية المواضيع».. فيما شدد الرئيس المصري حسني مبارك على أن القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط لأنها «تهم مسلمي ومسيحيي العالم»، محذرا من أن عدم وصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى حل لمشكلة القدس، سيؤدي إلى أن تكون إسرائيل في مشكلة مع كل الأديان.

وعقب مباحثات له مع الرئيس المصري أعلن بيريس إن إسرائيل مستعدة، وتريد أن تكون للفلسطينيين دولة لهم، وقال إنه لا بد أن نبدأ المفاوضات مع الفلسطينيين، مضيفا أنه لن تكون هناك مستوطنات أخرى، ولن يكون هناك استثمار للأموال، وسنخلي المستوطنات التي أقيمت بشكل غير شرعي، وهناك أشياء هامشية ويمكن أن تحل خلال المفاوضات ولابد أن نبدأ فورا. وأضاف شيمعون بيريس أن إسرائيل ترغب في أن يكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، إلا أنه أكد مجددا ضرورة العودة إلى المفاوضات، قائلا إن «موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع، فالقدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية، ولا تعتبر مستوطنة، وبالتالي فإن أي تغيير للوضع القائم يجب أن يحدث عن طريق المفاوضات بين الطرفين».

وتابع بيريس «نحن في الماضي قمنا بكل ما وعدنا، وإذا كان الموقف بنّاء، فإن كل شيء ممكن، ولابد أن نعمل على بدء المفاوضات، ويمكن من خلالها حل المشكلات»، مشيرا إلى أن زيارته للقاهرة تهدف إلى البدء بشكل فوري في المفاوضات، والبحث مع الرئيس مبارك عن سبل دفع عملية السلام والمضي قدما في المسار الصحيح.

ومضى بيريس قائلا إن موضوع الحرم القدسي ليس موضوع خلاف، و.. «نحن نحترم بشكل تام الأماكن المقدسة للمسلمين ونحترم المسلمين، واليهود يحترمون المسلمين ولا ندخل إلى أية مساجد ولا ندخل إلى أية كنائس مسيحية، ونحترم كل الحقوق الدينية وليس هناك أي شك بالنسبة لإسرائيل بالنسبة للطوائف الدينية». وأضاف بيريس «لا نريد أن نأتي كل يوم مع مقترحات جديدة ونحن متفقون على خريطة الطريق الأميركية.. أنا مؤمن وعلى قناعة بأن الأمور يمكن أن تُحَل من خلال المفاوضات وعلى طاولة المفاوضات وليس بحوار عالمي». وأشار شيمعون بيريس بقوله: نحن بحاجة إلى مسيرة سياسية تفاوضية، وعلى قناعة بأنه يمكن تقليل الهوة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للمضي قدما في المسيرة السياسية والوصول إلى حل يرضى الطرفين، معربا عن تقديره لـ«أبو مازن»، معتبرا إياه بمثابة السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني. وقال إنه لولا دعم مصر والرئيس مبارك الكبير ما تم التوصل إلى الكثير من الاتفاقيات، موضحا أن 25 سنة مرت دون حروب مما يعود بالفضل الكبير للرئيس مبارك القائد الذي يمثل مصر الدولة العربية الأكبر.

ومضي بيريس قائلا «أعتقد أن الرئيس مبارك، وأنا شخصيا، نقر بأنه على الرغم من وجود الكثير من المشكلات الخطيرة فإنه ما زال أمامنا الكثير من الفرص، وبالتالي علينا أن نعمل معا بنشاط وبجد للتوصل إلى حل لمشكلات الشرق الأوسط، وبداية بحل المشكلة الفلسطينية». وقال مبارك إنه تكلم مع الرئيس بيريس عن موضوع القدس بصفة خاصة.. «القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما هي مشكلة تهم كل مسلم في العالم، فإذا لم نصل إلى حل للقدس وعدم تهويدها، فإن إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين في العالم، ولقد شددتُ على هذا الموضوع، لأننا نريد أن تكون القدس أحد الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات».

وردا على سؤال حول ما أعلنه من أن إسرائيل تقوض فرص السلام، وما إذا كان يرى أي أمل في إيقاف الاستيطان بعد اجتماعه مع بيريس، قال مبارك إن «أي فرصة أو مجال ممكن أن ننتهزه من أجل السلام لا بد أن نصل إليه».

وأكد مبارك أن الحلول المؤقتة غير مقبولة، قائلا إنه أعرب للرئيس الإسرائيلي عن القلق من أن جهود السلام لم تحرز تقدما منذ لقائهما في مايو (أيار) الماضي، وأضاف بقوله «إننا نريد أولا وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، وأن تستأنف المفاوضات حول جميع قضايا الوضع النهائي من حيث توقفت، وفق حدود عام 1967».

يشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي كان أجاب في المؤتمر الصحافي أمس، ردا على سؤال بشأن رفض إسرائيل الانضمام لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل بينما تضغط بقوة لإجهاض المشروع النووي الإيراني، بقوله «نحن لا نهدد أي طرف ولكن إيران هي من تهدد أمن إسرائيل ولابد أن توقف إيران كل التهديدات والخطط الرامية لتدمير إسرائيل». وحضر المحادثات الموسعة من مصر، وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير الإعلام أنس الفقي ورئيس المخابرات عمر سليمان، وحضرها من الجانب الإسرائيلي عوزي آراد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وشالوم كوهين، سفير إسرائيل بالقاهرة، وآفي جيل، المستشار الخاص للرئيس الإسرائيلي.