مدنيون أميركيون يتدربون في بلادهم على مهام حقيقية بأفغانستان

ضمن تحسين أداء حكومة كرزاي وفي الوقت ذاته كبح جماح ثقافة الفساد

TT

يصلون للاجتماع بطائرة هليكوبتر عسكرية أميركية ويقبلون بأدب أكوابا من الشاي ويتجادلون حول مشروع مياه مولته الولايات المتحدة لم يسر على ما يرام. هذه هي أفغانستان أو على الأقل محاكاة لمجمع متداع في غابات انديانا لإعداد المئات من المتخصصين الزراعيين والمحامين والاقتصاديين وغيرهم من الخبراء المدنيين لأرض الواقع. يمثل إرسال المزيد من المدنيين الأميركيين إلى أفغانستان جزءا من مراجعة الرئيس الأميركي باراك أوباما للاستراتيجية في أفغانستان، بينما يسعى لإحداث تحول جذري في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات وتحسين أداء حكومة كرزاي وفي الوقت ذاته كبح جماح ثقافة الفساد. وتهدف وزارة الخارجية الأميركية لإرسال 974 مدنيا إلى أفغانستان بحلول نهاية العام بعد أن كان العدد 320 في يناير كانون الثاني، لكن ما زال هذا عددا صغيرا لبلد تمزقه الحرب. وطلبت السفارة الأميركية في كابل 300 فرد إضافي على الأقل. وبالنسبة لكاثي جاندرمان التي تبلغ من العمر 57 عاما فإن التوجه الى أفغانستان يمثل العمل في مجال تخصصها وتتمنى أن تساعد خبرتها في مجال الزراعة الممتدة عشرات السنين على تحسين المحاصيل في بلد تقول إن أطفالا كثيرين يموتون فيه بسبب أمراض متعلقة بالجوع. ونظرا لأن جاندرمان نشأت في منطقة ابالاتشيا الفقيرة بالولايات المتحدة فإنها تشعر بالتعاطف الشديد مع من يكافحون في أفغانستان. وقالت يقيني تجاه هذا الأمر أكثر من أي شيء آخر في حياتي. وحضرت جاندرمان و35 آخرون الدورة التدريبية هذا الأسبوع في مركز موسكاتاتاك بمجمع العمليات. وحول الحرس الوطني المركز السابق لعلاج الأمراض العقلية الى الجنوب الشرقي من انديانابوليس الى مركز حضري وهمي في أفغانستان حيث يجرب الخبراء المدنيون أدوارهم التي سيقومون بها هناك ويتعلمون كيفية التعامل مع الجيش الأميركي في منطقة حرب. وفي غرفة اجتماعات بالية تم تعليق على الحائط صورة للرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي جرت مراسم تنصيبه لتولي فترة رئاسية جديدة يوم الخميس الماضي. ويجلس رجال يرتدون الملابس الأفغانية على قطع أثاث لا تتناسق مع بعضها البعض ويتجادلون مع عمال الإغاثة بشأن مشروع سبب انقساما في المجتمع.

والهدف من ذلك هو تهيئة جو يتسم بأكبر قدر ممكن من الواقعية. والرجل ذو الشارب الكبير الذي يقوم بدور حاكم إقليمي هو دبلوماسي أفغاني سابق، أما الشخص الذي يقوم بدور قائد للشرطة كان يتولى هذه المهمة فعلا قبل ذلك. ويمثل الفساد موضوع التدريب الرئيسي. وفي أحد التدريبات يبلغ موظف صحة عامل التنمية الأميركي أن الدواء الذي أرسلته واشنطن لمحاربة الكوليرا يباع في السوق المحلية. وقال مايكل كيز وهو موظف في وزارة الخارجية عاد لتوه من إقليم غزنة في شرق أفغانستان ويساعد في التدريبات حاليا: «سيواجهون تلك التدريبات الحية على أرض الواقع طول الوقت». وأضاف أن من المهم أن يدركوا عددا من المسائل الثقافية. ومضى يقول «البشتون تقليديون للغاية على سبيل المثال. لديهم قوانينهم القبلية الخاصة.. مفاهيم مثل الثأر والشرف والاكتفاء الذاتي. وأغلب الحاضرين في الدورة التدريبية في الأربعينات والخمسينات من العمر وهم يؤدون وظائف حكومية أو في سن التقاعد. ويتطلع بعضهم للمغامرة في حين أن آخرين لديهم أهداف أكثر سموا. وقال كيفين كوك الذي كان يعمل في بنك إن قرار التوجه الى أفغانستان حيث سيعمل في مشاريع زراعية كان قرارا صعبا، لكنه يأمل أن تساعده هذه التجربة في الحصول على فرصة عمل في التدريس الجامعي عندما يعود للولايات المتحدة. وفي نبراسكا كان يتعامل مع قروض زراعية بصورة كبيرة وهي خبرة يعتقد أنها ستكون مفيدة في أفغانستان. وقال كوك وله ابن في مرحلة التعليم الثانوي وابنة ستتزوج في ابريل نيسان لست مسافرا واضعا نظارة وردية. أنا أفهم حقيقة ما يحدث. ويتركز أغلب التدريب في المركز حول التعاون بشكل وثيق مع الجيش فيما يعرف بالفرق الإقليمية لإعادة الاعمار وهي صيغة استخدمت أيضا في العراق. وقالت كريستين دانتون التي كانت تعمل مع عدد من المنظمات غير الحكومية في أفريقيا ان التعرف على بروتوكول العمل الى جانب الجنود كان مفيدا. وسأل أحد العاملين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جاك لو نائب وزيرة الخارجية الذي زار مركز التدريب يوم الخميس عما إذا كانت السفارة في كابل مستعدة لهم وكيف ستؤثر مراجعة أوباما لاستراتيجية أفغانستان التي من المقرر إعلانها قريبا على دور المدنيين. وكان رد لو أنه لا يتوقع تغييرات كبرى على الجانب المدني، لكن من الممكن نقل العاملين من مكان لآخر طبقا للمكان الذي ترسل إليه القوات الأميركية الإضافية. وتابع لو، نحن نخطط لحالات الطوارئ حتى نتمكن من مواجهة عدد من التصورات المختلفة.