رومانيا الغارقة في أزمتها تختار رئيساً من 12 متسابقاً

التجديد لليمين أو التغيير نحو اليسار في أول اقتراع من دخول النادي الأوروبي

TT

توجه الرومانيون أمس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد التي ضربتها الأزمة الاقتصادية بقسوة وتقودها حكومة مستقيلة منذ حوالي شهرين. وتنظم هذه الانتخابات للمرة الأولى منذ انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي مطلع عام 2007، وبعد 20 عاماً على انهيار الدكتاتورية الشيوعية.

وفيما يتنافس 12 مرشحا جميعهم من الرجال في هذه الانتخابات، أظهرت استطلاعات الرأي مسبقاً تقدم الرئيس المنتهية ولايته ترايان باسيسكو (يمين، 58 عاما) ورئيس مجلس الشيوخ الاشتراكي الديمقراطي ميرسيا جيوانا (51 عاما) الذي يرأس المعارضة. وقد منحتهما الاستطلاعات ما بين 30 و32 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى متقدمين بشوط كبير عن المرشح الليبرالي كرين انطونيسكو (18%).

وأمام تقدم مرشح يمين الوسط، باسيسكو بفارق بسيط على مرشح اليسار جيوانا، استبعد مراقبون حصول أي من المتسابقين على أكثر من 50% من الأصوات، وبالتالي لا يتوقع إعلان الفائز قبل إجراء الدورة الثانية في 6 ديسمبر (كانون الثاني) المقبل.

وقالت صحيفة «امفنيمنتول زيلاي» «على الرئيس القادم تشكيل حكومة وانتشالنا من الكارثة الاقتصادية»، واصفة الانتخابات بأنها «احد أهم الاستحقاقات في السنوات العشرين الفائتة» في بلاد تضم 22 مليون نسمة. فبعد عقد من النمو الكبير شهد اقتصاد البلاد تدهورا حادا عام 2009، فيما اشترط صندوق النقد الدولي تشكيل حكومة لتقديم الدفعة الثالثة من قرض إجمالي بقيمة 20 مليار يورو، بعد استقالة حكومة وسط اليمين في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وصرحت روديكا انكا بوبيسكو المتقاعدة قبيل الإدلاء بصوتها في مركز اقتراع ببوخارست «سأنتخب أملا في تحسين نظامي الصحة والتعليم. وآمل أن يجد الرئيس المقبل وسائل لإخراجنا من الأزمة الاقتصادية». وفيما يعرب عدد كبير من الرومانيين عن خيبة أملهم من السياسيين و«الكلل من انتخاب الأقل سوءا بين المرشحين»، يخشى المحللون حدوث امتناع عن التصويت واسع النقاط.

وأطلق ميرسيا جيوانا الذي توجه رفقة زوجته وطفليهما للإدلاء بصوته في بوخارست نداء للإقبال على «الانتخاب»، معتبرا أن بإمكان الرومانيين اختيار سبيل جديد «بعد خمسة أعوام من الفضائح». ويقدم ميرسيا جيوانا وزير الخارجية الأسبق من 2000 إلى 2004 والسفير السابق في الولايات المتحدة نفسه على انه «رجل الحوار» القادر على «إعادة وحدة رومانيا» التي أساء إليها منافسه على حد قوله. واقترح جيوانا «خطة حازمة لمواجهة الأزمة» تشمل مشروع بناء مساكن للمتزوجين الشبان.

أما باسيسكو القبطان السابق في البحرية فيصف نفسه بأنه «مناضل» مستعد لمواجهة القوى «الرافضة للإصلاح»، ولا سيما خصومه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذين يتهمهم بالسعي إلى خدمة مصالحهم. وهو يفخر بأنه ادخل البلاد في الاتحاد الأوروبي وأنه كان أول من دان رسميا جرائم الشيوعية عام 2006. وأتى هو أيضا للتصويت برفقة زوجته وابنتيه، واعتبر انه «احد أهم استحقاقات السنوات الأخيرة»، وعلى الأخص بسبب الاستفتاء الجاري بالتزامن حول تقليص عدد البرلمانيين من 471 إلى 300 وجعل البرلمان بغرفة واحدة. وتراقب الانتخابات بعثة محدودة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية.