مسؤول تركماني لـ «الشرق الأوسط»: إذا عجز العراق عن حمايتنا فسنطالب بحماية تركية

قال إن إيران تحمي شيعة العراق.. والعرب يحمون السنة.. وأميركا تحمي الأكراد

TT

طالب مسؤول سياسي تركماني عراقي بـ«حماية تركية للتركمان إذا لم تبادر الحكومة العراقية بحمايتهم من الهجمات الإرهابية المتكررة والتي أودت بحياة الآلاف من التركمان العراقيين»، وذلك في أول رد فعل تركماني على مقتل مسؤول فرع الموصل للجبهة التركمانية ياووز أفندي أوغلو في مدينة الموصل أول من أمس.

وقال علي مهدي صادق، نائب رئيس حزب تركماني أيلي، وعضو مجلس محافظة كركوك لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من كركوك أمس، إن «إيران تحمي شيعة العراق، والدول العربية السنية تحمي سنة العراق، وأميركا وأوروبا يحمون الأكراد في العراق ويدعمون توجهاتهم، لكن لا أحد يحمي تركمان العراق لهذا نطلب من تركيا أن تقوم بحمايتنا مع أننا عراقيون ونعمل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وليس لنا أي ميليشيا مسلحة»، مشيرا إلى أن «تركيا مهتمة باستقرار العراق، وتركيا مهتمة بمصيرنا نحن التركمان، فنحن أمة واحدة على الرغم من أننا عراقيون».

لكن المسؤول السياسي التركماني عاد واقترح بأن «الحل الذي نطالب فيه بوقف نزيف الدم التركماني في العراق هو إخضاع المناطق التركمانية مثل تلعفر وغيرها لسيطرة الجيش العراقي فقط على أن يكون للتركمان تمثيل معقول في القوات العسكرية العراقية، وهذا لا يعني أننا نريد تسييس الجيش أو تقسيمه إلى قوميات مختلفة، فالجيش العراقي لكل العراق ويجب أن يضم أفرادا من كل القوميات العراقية»، منبها إلى أن «قوات الشرطة والقوات الأمنية الكردية، مثل الآساييش والبيشمركة يعانون من المشاكل نتيجة وجودهم في الموصل لهذا نريد من الجيش العراقي حمايتنا أو تشكيل قوة تركمانية لحماية مناطقنا».

وأضاف مهدي قائلا «لقد تعرضت مناطق التركمان وخاصة في تلعفر إلى الكثير من التفجيرات التي أدت إلى استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف ضحية وتهديم الكثير من القرى التركمانية، كما تشهد مناطقنا في مركز مدينة الموصل تهديدات أمنية مستمرة»، رافضا «توجيه الاتهام لأي جهة فنحن في انتظار نتائج التحقيق»، مشيرا إلى أن «المنطقة التي اغتيل فيها المسؤول التركماني تخضع لسيطرة البيشمركة».

وكانت الجبهة التركمانية العراقية قد نعت في بيان لها مقتل مسؤول فرعها في الموصل ياووز أفندي أوغلو، قالت فيه «إن الجبهة إذ تنعى الشهيد إلى الشعب التركماني فإنها تصر على مطالباتها السابقة بتشكيل فرق أمنية من التركمان تكون مرتبطة بالقوى الأمنية الرسمية لحماية التركمان خاصة أن غالبية الشهداء ممن استهدفهم الإرهاب وأعمال العنف في العراق خلال السنة الأخيرة من التركمان، فضلا عن تعرضهم إلى الخطف والتهديد».

وكان مسئول فرع الجبهة التركمانية العراقية في الموصل اغتيل أمس الأحد على يد مسلحين مجهولين أمام منزله في مدينة الموصل قبل أن يلوذوا بالفرار.

وحسب مصدر مقرب من عائلة الضحية، فإن «سيارة مجهولة كانت قد توقفت بالقرب من بيت الضحية، ثم ترجل منها أحد الأشخاص وطلب من نجل أوغلو مناداة والده لأسباب شخصية، وما أن خرج الضحية حتى أمطروه بالرصاص وفروا هاربين»، منوها إلى أن «نجل الضحية أقر بأن لهجة الشخص الذي تحدث معه ليست عربية سليمة ولا كردية واضحة»، مشيرا إلى «تورط إيران في هذا الحادث، حتى وإن لم يكن المنفذون إيرانيين فإنها (إيران) هي التي كلفتهم بهذه المهمة».

وأضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه لأسباب تتعلق بأمن حياته وعائلته، قائلا «إن إيران هي أكثر الأطراف استفادة من قتل المسؤولين التركمان لخلق الفرقة بين التركمان السنة والتركمان الشيعة مع أننا لا نفرق على الإطلاق بسبب الانتماءات الطائفية أو غيرها».

من جانبها أدانت أنقرة أمس اغتيال المسؤول التركماني مطالبة بالقبض على الفاعلين وإحالتهم على القضاء ومعاقبتهم.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس «ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي» الذي استهدف ياوز أفندي أوغلو. وطالبت الوزارة بالقبض على مرتكب أو مرتكبي هذا العمل «الجبان» في أقرب وقت ممكن وبتقديمهم للمحاكمة.

وأضاف البيان أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصل هاتفيا بمسؤولي الأقلية التركمانية في العراق «لتقديم تعازي الشعب التركي».

يذكر أن التركمان أقلية في العراق تتحدث التركية ويبلغ عدد أفرادها قرابة 500 ألف يتركزون في الموصل وكركوك وتلعفر. وسبق أن كانوا هدفا لعدة هجمات دامية، كما تتعرض أقليات دينية أخرى مثل المسيحيين واليزيديين والصابئة والشبك لاعتداءات تهدف إلى تهجيرهم من العراق، فقد أعلنت الشرطة العراقية أمس عن اختطاف مسيحي عراقي في أحد أحياء مدينة كركوك.

وقال العقيد عدنان محمد مدير مركز شرطة العدالة لوكالة الأنباء الألمانية إن «أربعة مسلحين مجهولي الهوية يقودون مركبة مدنية قاموا باختطاف بطرس متى إسحق الموظف في دائرة المنتجات النفطية قرب جامع الشيخ إبراهيم البرزنجي بحي الواسطي جنوب كركوك واقتادوه إلى جهة مجهولة».

وعلى الصعيد نفسه قال مصدر في شرطة كركوك إن «مدير التحقيقات الجنائية في شرطة كركوك العقيد ارأس كاكي نجا من محاولة اغتيال عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور موكبه قرب المتنزه في طريق بغداد جنوب المدينة».

وكان العميد عدنان خيرو مدير مركز شرطة رحيماوا في كركوك نجا من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة صباح أمس الأحد في شارع الكورنيش في مدينة كركوك.