توتر في مضيق جبل طارق بسبب قيام البحرية البريطانية بإطلاق النار على هدف بحري إسباني

السفير البريطاني في مدريد اعتذر عن حادث عرضي

TT

يسود توتر مضيق جبل طارق، قبالة سواحل طنجة المغربية، في غمرة أنباء تشير إلى ما يشبه الاحتكاك بين قطع بحرية بريطانية وإسبانية بسبب مشكلة المياه الإقليمية لجبل طارق، المتنازع عليها بين حكومة الصخرة التابعة للتاج البريطاني وإسبانيا، وكذا بسبب حادث عارض جرى خلال تدريبات للبحرية البريطانية في المضيق.

واضطر السفير البريطاني لدى مدريد، جيلس باكسمان، للاعتذار بعد استدعائه من طرف وزارة الخارجية الإسبانية، في أعقاب قيام سفينة تابعة لبحرية بلاده بإطلاق النار على هدف بحري قرب جبل طارق طلي بلوني العلم الإسباني، الأصفر والأحمر، وهو ما اعتبرته مدريد عملا استفزازيا.

وفي سياق ذلك، قالت مصادر مغربية غير رسمية إنها رصدت حركة بحرية غير عادية في مضيق جبل طارق، وقبالة شواطئ طنجة، لقطع بحرية بريطانية وإسبانية.

وقال طاقم دورية تابعة للحرس المدني الإسباني إنهم شاهدوا سفينة بريطانية تطلق النار في مناورة عسكرية على هدف ألوانه مماثلة لألوان العلم الإسباني.

وجاء رد فعل مدريد سريعا، حيث تم استدعاء السفير البريطاني لوزارة الخارجية، وطلب منه لويس فليب فرنانديز دولابنا، مدير إدارة أوروبا وأميركا الشمالية تفسيرا للحادث.

وقال السفير باكسمان، في معرض تفسيره للواقعة، إن الألوان التي تستعمل من طرف حلف الناتو، هي ألوان زاهية تبرز على خلفية زرقاء، مشيرا إلى أنه يصعب تمييز علم الناتو عن العلم الإسباني.

ونسب إلى متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية قوله، إن السفير البريطاني اعتذر عن «الخطأ وسوء التقدير وعدم تقدير حساسية الأمر من طرف السفينة البحرية البريطانية». وقالت مدريد إنها تلقت وعدا بعدم تكرار الحادث في المستقبل، وإجراء تحقيق حول الموضوع.

وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن اللونين الأصفر والأحمر اللذين استخدما في هدف الرماية، هي إشارة يستخدمها حلف الناتو، ويطلق عليها اسم «الراية رقم 1».

وقال ميغيل أنخل موراتينوس، وزير الخارجية الإسبانية أمس، إن الأمر تم إيضاحه بالكامل. وفي جبل طارق، قال متحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة الصخرة إن التدريبات البريطانية جرت في المياه الدولية يوم الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى أن راية حلف الناتو استعملت لتحديد الهدف، وزاد قائلا: «إن هذا العلم لن يستعمل في التدريبات مستقبلا». وذكرت مصادر إسبانية أن المناورات العسكرية البريطانية أجريت على بعد سبعة أميال بحرية من منطقة (بونتا أوروبا)، الواقعة بأقصى جنوب مضيق جبل طارق، حيث كانت قوات تابعة للبحرية الملكية البريطانية تقوم بعملية وهمية لإطلاق النار على سفينة عدوة.

وأشارت المصادر الإسبانية إلى أن البحرية البريطانية عند سماعها بخبر استدعاء مدريد للسفير البريطاني، سارعت إلى إزالة الهدف البحري.

وقالت مصادر محلية في جبل طارق، إن الحادث كان بعيدا عن مياه الصخرة وأقرب ما يكون إلى السواحل المغربية، لكنه يبين حالة التوتر التي يعرفها حاليا مضيق جبل طارق. وفي مطلع الأسبوع الماضي، كادت دورية من الحرس المدني الإسباني تشتبك مع دورية بريطانية في المياه الإقليمية التابعة لجبل طارق. وقالت مصادر في الحكومة الجبلطية إن البحرية البريطانية وشرطة جبل طارق تعتمد ضبط النفس تجاه ما يشبه «الاحتكاك»، لكنها لن تسمح لأية جهة بالاقتراب من سواحل الصخرة. وتقول مدريد إن مياه المنطقة البحرية المحيطة بجبل طارق تعود إلى السيادة الإسبانية.