أزولاي مستشار ملك المغرب يبرز مركزية التنوع الثقافي كأساس استراتيجي لمشروعية الاتحاد من أجل المتوسط

شارك بجانب وزير الثقافة المغربي في منتدى أفينيون الفرنسي

TT

شارك أندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبنسالم حميش وزير الثقافة المغربي، نهاية الأسبوع الماضي، في المنتدى الدولي لأفينيون، الذي خصص لعقلنة وملاءمة العلاقات بين عوالم الثقافة والاقتصاد ووسائل الإعلام، وذلك بدعوة من فريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي.

وناقش حوالي 300 شخصية من الاتحاد الأوروبي، وأميركا الشمالية، والمغرب العربي، على مدى ثلاثة أيام، موضوع «الابتكار الثقافي لبناء نمو مرحلة ما بعد الأزمة، انطلاقا من نموذج اقتصادي جديد يشمل الإبداع الفني والصناعات الثقافية، كفضاء لخلق الثروة». وفي سياق ذلك، تطرق أزولاي وحميش إلى بروز دينامية ثقافية بالمغرب، تفرض نفسها تدريجيا كعامل حاسم في التماسك الاجتماعي، والجاذبية الترابية في عدد من جهات البلاد.

وساهم النقاش الدائر بالمغرب حول ضرورة «تجاوز القراءة الإحصائية والتقليدية الوحيدة للناتج الداخلي الخام لاستشراف عالم الغد»، في جلسات الحوار داخل المنتدى، في تناول مسألة «استعجالية إعادة النظر في مؤشرات الأداء الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال توسيعها لتشمل الثقافة ومستوى العيش والتعليم».

وتطرق أزولاي إلى برنامج مؤسسة «أنا ليند» الأورو ـ متوسطية، وأبرز «مركزية التنوع الثقافي كأساس استراتيجي لمشروعية الاتحاد من أجل المتوسط»، ملاحظا أنه في 43 بلدا عضوا في هذا الاتحاد، تدر الصناعات الثقافية حاليا موارد مالية وتجارية تفوق مليار يورو، وتشغل أزيد من ستة ملايين شخص.

وقال أزولاي إن الظرفية الرمزية والباعثة على الارتياح لهذه الحقائق الاقتصادية والاجتماعية، ومركزية البعد الثقافي الذي اختاره الاتحاد من أجل المتوسط، ينبغي أن يحفز ويشجع الدول على أن تكون أقل ترددا من أجل تمكين القطاع الثقافي بالوسائل والاهتمام الذي يستحقه، مذكرا أنه رغم التحديات السياسية، فإن مؤسسة «أنا ليند» تظل إحدى المؤسسات الأكثر دينامية في الفضاء السوسيو ـ ثقافي الأورو ـ متوسطي. ويعد منتدى أفينيون فضاء للحوار بين الفاعلين في مجالات الثقافة والاقتصاد والإعلام، الذين اجتمعوا من أجل تحديد الاستراتيجيات الثقافية المستقبلية.

وتضمن برنامج الملتقى، الذي يعقد دورته الثانية عشرة، ثلاثة محاور للنقاش تهم «الإبداع والابتكار لإنجاح مرحلة ما بعد الأزمة»، و«الثقافة: رهان اقتصادي أو رمزي بالنسبة للتنمية الترابية»، و«من أجل استراتيجية ضريبية لفائدة الثقافة».