إسرائيل تلوح بانسحاب من الغجر.. ولا مؤشرات ميدانية على ذلك

TT

بثت الإذاعة الإسرائيلية أنه «تم إيجاد حل لمشكلة وجود القوات الإسرائيلية في قرية الغجر». وذكرت أنه «بموجب صيغة الحل التي تم عرضها خلال جلسة تشاورية ترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ستخرج القوات الإسرائيلية من الجزء الشمالي من القرية، وذلك بمقتضى القرار الدولي رقم 1701، على أن تحل محلها قوات اليونيفيل التي ستتولى ضمان أمن السكان». وأشارت إلى أن «وزارة الخارجية الإسرائيلية بلورت هذا الحل بعد أن كلف رئيس الوزراء وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بهذا الملف».

ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «إسرائيل تريثت ولم تعرض هذه الخطة إلى أن أُلفت حكومة جديدة في لبنان قادرة على ضمان عدم تعرض سكان قرية الغجر لسوء بعد خروج الجيش الإسرائيلي منها».

ونشرت صحيفة «هآرتس» أن «الطاقم السياسي الأمني الإسرائيلي برئاسة نتنياهو قرر دفع مسألة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر إلى الواجهة». من جهته قال مسؤول رفيع في القدس على صلة بقضية الغجر للصحيفة عينها: «هذه القضية طرحت الأسبوع الماضي في إطار المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان ووزير الحرب إيهود باراك، وطرح الموضوع أيضا في الاتصالات بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين».

وأكد مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه لوكالة أخبار صينية أنه «لا نية عدوانية لدى إسرائيل على الإطلاق في ما يتعلق بلبنان»، واعتبر أن «مفتاح السلام هو التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي، الذي حث على نزع سلاح حزب الله».

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن أمس غارات وهمية على علو منخفض فوق مناطق حاصبيا، مرجعيون، بنت جبيل، وصولا حتى النبطية في جنوب لبنان، كما سيرت القوات الإسرائيلية دوريات مؤللة من مستعمرة مسكاف عام ـ المطلة وصولا إلى قريتي الغجر والعباسية، فيما شوهدت جرافة إسرائيلية تعمل صباح أمس على تحصين الموقع الذي استحدثته القوات الإسرائيلية بين الغجر والعباسية، على مسافة 250 مترا من بركة النقار اللبنانية، برفع سواتر ترابية بعلو 20 مترا في ظل حماية جنود الاحتلال.

وفي ضوء الإعلان الإسرائيلي بينت جولة قام بها عدد من مراسلي وسائل الإعلام على الحدود اللبنانية الجنوبية قبالة بلدة الغجر، أن شيئا غير طبيعي لم يطرأ في تلك المنطقة. وقد بدا الوضع في الغجر عاديا في الجانبين اللبناني والإسرائيلي من البلدة، فيما شوهدت جرافة إسرائيلية تنظف طريقا إسرائيلية بحراسة حرس حدود إسرائيليين.

وفي السياق نفسه أفادت معلومات أمنية أنه ليس هناك جديد حول الانسحاب من القسم الشمالي لبلدة الغجر، وأن كل ما توفر عن احتمال الانسحاب هو ما جاء في الخبر عبر وسائل الإعلام. في غضون ذلك، شوهد جنود إسرائيليون عند الخط الأزرق الذي يشطر الغجر قسمين، شماليا لبنانيا محتلا، وجنوبيا إسرائيليا. كما جالت دوريات للمخابرات الإسرائيلية سيرا على الأقدام بين منازل الجزء الجنوبي للبلدة، في حين نفذت دورية أخرى جولات لها بين العباسية والغجر.

وسيرت «اليونيفيل» بدورها دوريات في الجانب اللبناني من الحدود في بلدة الماري، كما جابت دوريات في بلدات عين عرب والمجيدية والوزاني، علما بأن الكتيبة الإسبانية في «اليونيفيل» تقيم مركزا ثابتا في محاذاة الشريط الشائك للجزء الشمالي للغجر منذ انتهاء عدوان يوليو (تموز) 2006.

من جهة أخرى، أكد المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله على «ضرورة قطع الطريق على كل من يحاول أن يدق إسفينا بين الإسلام والعروبة، مشيرا إلى أن «الإسلام يكبر فينا عندما تكبر العروبة فينا. وعلينا أن ننفتح على العروبة التي تنفتح على الخير والعدل، والتي لا تختنق في ذاتها، بل تنطلق في رحاب الخير على مستوى العالم كله».