كابل: مقتل 4 جنود أميركيين و3 جنود أفغان في هجمات واشتباكات

المبعوث الأميركي لأفغانستان: هدفنا هو تولي الأفغان مسؤولية أمنهم بأنفسهم

جانب من حفل تخرج عدد كبير من جنود الأفغان في معسكر «بلاك هورس» على أطراف العاصمة كابل أول من أمس (ا. ف. ب)
TT

قتل أربعة جنود أميركيين وثلاثة جنود أفغان في سلسلة من الهجمات بالقنابل التي زرعت على جنبات الطرق واشتباكات مع مسلحين في أفغانستان خلال 24 ساعة. وذكرت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في بيان أن جنديين من قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقودها الولايات المتحدة قتلا في انفجار وقتل جندي آخر بنيران أسلحة نارية صغيرة للمتمردين.

وقتل الجندي الرابع في انفجار قنبلة أخرى زرعت على جانب طريق في المنطقة الشرقية من البلاد حسبما ذكر بيان إيساف. وقتل الأربعة أمس. وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أن ثلاثة جنود أفغان قتلوا وأصيب اثنان آخران في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق أمس في منطقة موسى قلعة بإقليم هلمند المضطرب جنوب البلاد. وتابع البيان إن اللغم زرعه «إرهابيون» في إشارة إلى المسلحين بقيادة حركة طالبان. وتعتمد طالبان بشكل كبير على استخدام القنابل التي تزرع على جنبات الطرق وهو أسلوب مشابه لما يستخدمه المسلحون في العراق في إطار حملتهم في مختلف أنحاء البلاد ضد الحكومة الأفغانية التي يدعمها الغرب. وأصيب ستة جنود أفغان آخرين في هجوم شنته طالبان في إقليم كونار جنوب شرقي البلاد أمس بينما أصيب جندي آخر في انفجار قنبلة في إقليم قندهار جنوب البلاد في نفس اليوم حسبما ذكر بيان الجيش. ويرتفع بذلك عدد قتلى الجنود الأجانب في البلاد منذ مطلع العام إلى 481، من بينهم 297 أميركيا، بحسب تعدا د أجرته وكالة الصحافة الفرنسية. ويتوقع في الأيام المقبلة إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما قراره بشأن إرسال تعزيزات إلى البلاد. وطلبت القيادة العسكرية الميدانية تعزيزات من 40 ألف جندي إضافي. والجيش الأفغاني لديه أكثر من 90 ألف جندي بينما جيش الناتو الذي يدرب قوات الأمن الأفغانية يقول إنه سيحقق هدفه بوصول قوة الجيش الأفغاني إلى 134 ألف جندي بحلول أكتوبر (تشرين الأول) العام المقبل. وقال وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك أول من أمس إن حكومته تهدف إلى زيادة حجم جيشها إلى 240 ألف جندي. وتلك الزيادة الطموحة لن تكون ممكنة إذا لم توافق الولايات المتحدة والدول الأخرى في الناتو على تمويلهم بالجنود وتجهيزهم. وتشهد أفغانستان تمردا داميا تشنه حركة طالبان بالرغم من وجود أكثر من 100 ألف جندي أجنبي على أراضيها من بينهم حوالي 68 ألف أميركي. ويبدو عام 2009 الأكثر دموية منذ سقوط نظام طالبان عام 2001، سواء من حيث عدد الضحايا المدنيين أم العسكريين من القوات الأفغانية والدولية. وفي عام 2008 قتل 295 جنديا أجنبيا في أفغانستان. إلى ذلك أكد المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان ريتشارد هولبروك ضرورة أن توا صل بلاده مهمتها في أفغانستان لحين يتمكن الأفغان من تولي مسؤولية أمنهم بأنفسهم. وقال هولبروك في مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية في عددها الصادر أمس: «من الصعب طبعا قيادة حرب في أفغانستان، لكن كان الأمر ضروريا بسبب هجمات 11 من سبتمبر (أيلول), لسنا في أفغانستان لكي نحقق الديمقراطية الكاملة، فإننا نعلم أن الانتخابات هناك لم تكن مثالية، لكن يتعين علينا أن نستمر، وإننا لا نريد الاستيلاء على أفغانستان، بل نريد مساعدة الأفغان لتطوير قدراتهم حتى تستطيع قواتهم الأمنية أن تحل محل القوات الدولية». وفي الوقت نفسه أكد هولبروك ضرورة تحديد الأهداف في أفغانستان، وقال: «إننا لا نحاول مطلقا قتل جميع من يدعمون طالبان، فهذا سيكون هدفا لا يمكن تصديقه، إننا نريد تدمير تنظيم القاعدة المنظمة الإرهابية التي لها نطاق عالمي فقد هاجمت الولايات المتحدة ونفذت هجمات في لندن ومدريد وبالي ومومباي وباكستان، كما أنها تدعم الهجمات في أفغانستان بمساعدة مجموعات أخرى».

وأضاف هولبروك قائلا: «هدفنا التام هو إعطاء الأفغان الوقت والمساحة الكافيين لتولي مسؤولية أمنهم، فهذا هو صميم استراتيجيتنا». ومن ناحية أخرى أكد هولبروك أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، الذي تم تنصيبه يوم الخميس الماضي لفترة رئاسية ثانية، هو شريك الولايات المتحدة في أفغانستان».