الجمهوريون مصممون على إفشال مشروع الرعاية الصحية بأميركا

انتقدوا «كلفته المرتفعة» وهددوا «بنقاش مطول» بشأنه بعد اجتيازه عقبة الكونغرس

TT

اجتاز ملف إصلاح النظام الصحي، المشروع الرئيسي للرئيس الأميركي باراك اوباما، مرحلة أساسية في مجلس الشيوخ يوم السبت الماضي، غير ان النواب الجمهوريين المصممين على إفشاله توعدوا بخوض معركة طويلة قبل احتمال تبنيه. وأكد السناتور مايك ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية لقناة «سي ان ان» الليلة قبل الماضية، ان «الجمهور الأميركي لا يرغب في هذا المشروع الذي سيرفع التكلفة ويفاقم الوضع»، وأن الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يدركون ذلك جيدا ويعارضون الأمر، على حد قوله. وانتقد رفض الديمقراطيين القيام بإصلاح «تدريجي» للنظام الصحي، واعداً بخوض «نقاش مطول» مع اللجوء «إلى تعديلات متعددة لقسمي» المشروع الذي يعتبر بعض من زملائه مثل السناتور كاي بايلي هوتشيسون انه يشكل «كارثة على البلاد». ويقدر الجمهوريون كلفة المشروع بـ 2500 مليار دولار على عشر سنوات، في حين يقول الديمقراطيون إن كلفته تبلغ 848 مليار دولار.

وصوت مجلس الشيوخ مساء السبت لصالح إطلاق نقاش حول إصلاح النظام الصحي لتوسيعه بحيث تغطي 31 مليون أميركي محرومين منه. وكان مصير المشروع الذي يقع في 2074 صفحة، الذي هو موضع معركة شرسة مع الأقلية الجمهورية، معلقا على هذا التصويت الإجرائي. ونال المشروع تأييد 60 صوتا من مائة، وهو بالضبط العدد اللازم لبدء النقاش حوله بداية من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ومن ثم التصويت على النص المعدل الذي يمكن تبنيه بالأغلبية البسيطة. ويتوقع أن يستمر النقاش لثلاثة أسابيع على الأقل.

وأشاد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أول من أمس بهذا «التصويت التاريخي» الذي «يقربنا أكثر من عزمنا على وضع حد لتجاوزات شركات التأمين وخفض تكاليف العلاج الطبي وضمان استقرار من يملكون تغطية صحية وسلامتهم وتوفير علاج جيد لمن لا يملكون تغطية صحية».

وسيجبر التصويت على مشروع القانون هذا في مجلس الشيوخ، الكونغرس بمجلسيه على التفاوض للتوصل إلى تسوية، بعدما أقره مجلس النواب معدلا في السابع من نوفمبر الحالي. ومن هنا يتعين على المجلسين أن يصوتا على نص التسوية قبل إحالة القانون إلى الرئيس باراك اوباما لتوقيعه تمهيدا لإصداره.

في غضون ذلك، سيعمل الجمهوريون ما بوسعهم لإطالة أمد المعركة ضد الإصلاح حتى العام المقبل على أمل ان يدفع أفق الانتخابات البرلمانية لمنتصف الولاية في نوفمبر 2010 النواب الديمقراطيين في الولايات المحافظة، إلى التصويت ضد الإصلاح الصحي. وقد يدفع سناتوران ديمقراطيان في ولايتين محافظتين في الجنوب، هما ماري لاندريو (لويزيانا) وبلانش لينكولن (اركنساس)، إضافة الى السناتور بين نيلسون (نبراسكا)، ثمن تصويتهم الايجابي على الإصلاح الصحي، في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية حين يتم تجديد كامل مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ. ورغم تصويته الايجابي السبت، قال نيلسون لقناة «ايه بي سي» الليلة قبل الماضية: «يساورني قلق بشأن نظام طبي فدرالي تحكمه توصيات تطبق على الجميع من دون احترام رغبة المرضى».