باكستان تدخل نادي الدول المصنعة للطائرات المقاتلة

احتفت بتصنيع «جي إف 17 ثاندر» المزودة بأحدث التكنولوجيا.. بتعاون مع الصين

رئيس سلاح الجو الباكستاني راو قمر سليمان يشرح لرئيس الوزراء رضا جيلاني، خصوصيات الطائرة المقاتلة الجديدة، في بلدة كامرا شمال غربي إسلام آباد أمس (ا.ف.ب)
TT

انضمت باكستان إلى نادي الدول المصنعة للطائرات المقاتلة، بصناعتها أول طائرة مقاتلة محليا، لكن بتعاون مع الصين. وتم تسليم «جي إف ـ17 ثاندر»، إلى القوات الجوية الباكستانية أمس بعد تصنيعها في مجمع الطيران الباكستاني ببلدة كامرا العسكرية (65 كلم شمال غربي إسلام آباد).

وتدشن هذه المقاتلة جيلا جديدا خفيف الوزن ومؤهلة للعمل في كافة الظروف الجوية ومعدة للقيام بمهامها ليلا ونهارا، كما أنها تعمل باستخدام نظام «هوتس» وبها شاشة عرض قوية يمكن أن يستخدمها الطيّار وهي تضمن أقل حمولة ممكنة. وتتمتع المقاتلة الجديدة بأحداث تكنولوجيات الطيران ويمكن أن تصل سرعتها إلى 1.6 ماخ، ولديها قدرة إعادة التزود بالوقود في الجو. وتحتوي الطائرة المقاتلة على مجموعة من الأسلحة، تقليدية وأخرى يمكن توجيهها بدقة وأدوات إلكترونية متطورة، تضمن معدل نجاح أكبر في أداء المهام. ومن المقرر أن تحل «جي إف ـ17 ثاندر» مكان أسطول قديم من طائرات ميراج الفرنسية و«اف7 اس» و«ايه 5 اس» الصينية.

وحضر رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلاني الحفل الذي أقيم بمناسبة تصنيع أول طائرة مقاتلة باكستانية، وقام بتسليمها رسميا إلى القوات الجوية. وقام المجمع الباكستاني بتصنيع المقاتلة النفاثة محليا بمساعدة مهندسين صينيين. وقال جيلاني إن المقاتلة تدشن عصرا جديدا في العلاقات الباكستانية ـ الصينية ومرحلة جديدة داخل صناعة الطيران، مشيرا إلى الدور الهام الذي تلعبه القوات الجوية الباكستانية في الدفاع عن البلاد وفي الحرب ضد الإرهابيين. وحضر الاحتفالية رئيس أركان الجيش اشفاق برويز كياني ورئيس القوات الجوية راو قمر سليمان إلى جانب السفير الصيني في باكستان. وترى الصين والقوات الجوية الباكستانية أن ثمة أهمية كبرى في هذا المشروع حيث إنه ثمرة جهود حثيثة استمرت على مدى عشرة أعوام تقريبا. وقد قام مجمع الطيران الباكستاني بتعبئة كافة قدراته لإنتاج الطائرة المقاتلة محليا وتسليمها إلى القوات الجوية إلى جانب تلبية طلبات شراء من الخارج. ويضم أسطول سلاح الجو الباكستاني نحو 400 طائرة مقاتلة، إلى جانب العديد من طائرات نقل العسكريين والمعدات. ويضم سلاح الجو نحو 65 ألف عسكري بينهم 3 آلاف طيار. وهناك عشر قواعد عسكرية رئيسية في البلاد، يستخدمها سلاح الجو في فترات السلم، اثنتان في كراتشي (جنوب) وثالثة في بيشاور (شمال غرب) ورابعة في كويتا (غرب)، وخامسة في روالبندي (قرب العاصمة إسلام آباد). وتوزع القواعد الأخرى في مدن سارغودا وشوركوت وميانوالي وكامرا وريسالبور ومولتان.

وتعد الصين المورد الرئيسى للأسلحة لباكستان وهي تعمل على مساعدة الدولة الإسلامية النووية الوحيدة في تنفيذ مشاريع كبيرة من بينها بناء محطات طاقة نووية وموانئ وطرق سريعة.

ورغم التعاون العسكري التقليدي بين باكستان والصين، فإن إسلام آباد لم تتخلف عن تنويع تعاونها العسكري مع الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة، وتضررت علاقات باكستان العسكرية مع الولايات المتحدة والغرب عموماً كثيراً في أعقاب الانقلاب الذي قاده الجنرال برويز مشرف ضد رئيس الوزراء نواز شريف عام 1999، إلا أن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، أدت إلى انقلاب في الموقف الأميركي. وبعد وقوع تلك الاعتداءات ورفع العقوبات الأميركية على باكستان، حصل سلاح الجو الباكستاني على عدة مقاتلات عسكرية جديدة وأجهزة رادارات ومعدات. وبين عامي 2005 و2008، حصلت باكستان على 14 مقاتلة من طراز «اف 16»، كانت قد طلبتها في وقت سابق من الولايات المتحدة، قبل أن تجمد عملية التسليم بسبب العقوبات. وفي 13 ديسمبر (كانون الأول) 2008، أعلنت باكستان أن سلاحها الجوي اعترض مقاتلتين عسكريتين تابعتين للهند داخل الأجواء الباكستانية، الأمر الذي نفته الهند.