أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس عن تسجيل عدد غير معتاد من حالات الحساسية الشديدة كرد فعل على لقاح إنفلونزا الخنازير في كندا. وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية توماس أبراهام أن «عددا غير معتاد من حالات الحساسية الشديدة كرد فعل على اللقاح سجلت في كندا». وأضاف أبراهام في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «السلطات الكندية سحبت مجموعة من لقاحات شركة غلاكسو سميث كلاين وتجري الأبحاث» اللازمة لتحديد أسباب هذه الحساسية، من دون توضيح عدد الحالات بدقة.
ولكنه أكد أن منظمة الصحة العالمية لم تغير في الوضع الراهن توصياتها بخصوص اللقاح، وقال «يجب أن نفهم أولا ما حصل في كندا». وذكرت المنظمة الأسبوع الماضي أن فحوصا أجريت على عدد من 30 حالة وفاة سجلت بعد عمليات تلقيح جماعية، استبعدت وجود أي صلة مباشرة بين الوفيات واللقاح. وقالت المنظمة إن عدد الوفيات ضئيل جدا مقارنة بعدد اللقاحات ضد الإنفلونزا التي بلغت 65 مليون تلقيح حتى الآن، استنادا إلى بيانات من 16 بلدا. وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة المصرية ثاني حالة وفاة في البلاد بإنفلونزا الخنازير. وتوفيت سيدة من الجيزة تبلغ من العمر 24 عاما وكانت حاملا بعد أن أصيبت بالفيروس. وقال عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، إنه تم حجز السيدة بمستشفى الصدر بإمبابة، أحد أحياء الجيزة، يوم الأحد الماضي إثر ظهور أعراض مرضية تنفسية شديدة عليها، تمثلت في سعال مع صعوبة بالتنفس، يصاحبهما نقص شديد بنسبة الأوكسجين بالدم والتهاب رئوي حاد، وحالتها الصحية العامة كانت حرجة. وبحسب شاهين، فإن السيدة أدخلت على الفور إلى وحدة رعاية الحالات الحرجة، وتم وضعها على جهاز التنفس الاصطناعي وإعطاؤها العلاج المناسب، لافتا إلى أن المريضة كانت حاملا في شهرها التاسع. وقال شاهين، إن نتيجة مسحة الحلق، التي تم الحصول عليها من المتوفاة يوم الأحد الماضي لتحليلها، قد أتت إيجابية لفيروس إنفلونزا الخنازير.
وفي هولندا، أعلنت السلطات الصحية دعوة مليون طفل على الأقل وبعض أفراد الأسر لتلقي المصل المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير، في 250 مركزا بأنحاء البلاد. وقال مدير الصحة العامة لوران دو فريس، يقول للإعلام الهولندي، إنها «بالتأكيد أكبر تحد بالنظر إلى الوقت التمهيدي القصير للغاية الذي أمضيناه للإعداد لها. وقد التزمنا حتى الآن بجميع المواعيد المقررة». وكانت وزارة الصحة قد أمرت قبل أسبوعين بتطعيم جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات. ويتزايد الطلب العالمي على لقاح إنفلونزا الخنازير لدرجة أن الدول التي تقدمت بسرعة للشراء حصلت عليه وإن كانت لم تستلم العدد الكافي لجميع سكانها. وأخذت عدد من دول الاقتصادات الصاعدة في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية على عاتقها مهمة السعي للحصول على لقاح خاص بها يتم تركيبه في تلك البلاد، كما فعلت سابقا باللقاح ضد الإيدز، ومن دون الحاجة إلى مساعدة الغرب.